أعلنت شركة “واتس آب” المملوكة لفيس بوك أنها بدأت في تفعيل التشفير من نمط “الطرف إلى الطرف” لجميع مستخدمي تطبيق المحادثات الشهير لخدمات رسائل الدردشة والصور والفيديو والمكالمات الصوتية، والذي يستخدمه أكثر من مليار شخص حول العالم، وذلك على جميع المنصات التي يتوفر فيها التطبيق.
هذا الأمر يعني أن الشركة ذاتها لن تستطيع أن تطلع على المحادثات بين المشتركين حتى لو كان ذلك بأمر قضائي، حيث تضمن هذه الخاصية عدم تمكن أي شخص من الاطلاع على المحادثات سوى أطرافها فقط، حيث تكون الرسائل مخزنة بشكل مُشفر على خوادم واتس آب مما يجعلها عصيّة على القراءة حتى بالنسبة للشركة نفسها، وهو ما يجعلها أقرب إلى المحادثات الشخصية وجهًا لوجه، على حد تعبير الشركة.
هذا النوع من التشفير يعتبر هو الأكثر أمنًا على الإطلاق، وعن آلية عمل هذا التشفير الذي عملت الشركة على إنتاجه لمدة عامين، تقول الشركة إنه يتم إنشاء المفاتيح الخاصة بالتشفير بين طرفي المحادثة بشكل تلقائي، ومن ثم تكون هذه المفاتيح مخزنة على هواتف المستخدمين دون أن تمتلك الشركة أو أي جهة أخرى نسخة منها، وهو ما يعني أن الرسائل تمر عبر الشبكة بشكل غير مقروء سواء من قِبل قراصنة الإنترنت أو الحكومات.
هناك رسالة تظهر في أعلى كل محادثة تعني لك كمستخدم أن الخاصية قد بدأت بالفعل في العمل على محادثتك، وإذا لم تأت هذه الرسالة تكون نسخة التطبيق بحاجة إلى تحديث تلقائي لتشغيل الخاصية بآمان.
هذا التشفير الذي لجأت إليه واتس آب جاء على خلفية تكرار طلب الأجهزة الأمنية حول العالم بيانات مستخدمين ومحادثاتهم، حيث طلبت حكومة البرزايل مؤخرًا من مسؤول فيس بوك في أمريكا اللاتينية إعطائهم بيانات حول بعض الدردشات في قضايا متعلقة بالمخدرات، وعندما لم يتعاطى فيس بوك معهم في طلبهم، سجن الرجل في البرازيل.
كما أن الحادثة الأشهر في هذا المجال بالأيام الماضية كانت طلب مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي إف.بي.آي من شركة آبل مساعدتهم في فك شفرة جهاز محمول متعلق بقضية إرهاب، وعندما أعلنت آبل الأمر للرأي العام وواجهته بالرفض، لجأ مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى إسرائيل التي ساعدتهم في فك شفرة الجهاز دون الحاجة للشركة المصنعة آبل.
وعليه فإن واتس آب بهذه الطريقة قد تفادت مثل هذه الطلبات، ويُرجح خبراء أن تلجأ غالبية الشركات العاملة في مجال الاتصال عبر الإنترنت لمثل هذه التقنيات، بعد ازدياد عمليات طلب الاختراق لتطبيقاتهم من قِبل الحكومات، رغم إنه يوجد بعض التطبيقات التي سبقت واتس آب في خاصية التشفير إلا أنه ليست واسعة الانتشار مثل واتس آب.
حيث أعلنت شركة واتس آب أن تشفير تطبيقها يأتي في الوقت الذي تتصاعد فيه النقاشات المتعلقة بالخصوصية والحماية، وقالت إن التشفير يساهم في حماية الأشخاص من الإجرام الإلكتروني والقراصنة والأنظمة القمعية، بحسب وصفها.