في ذكرى يوم الأسير انطلقت الفعاليات التي دعت إليها القوى الوطنية والإسلامية من أمام منزل الأسير حسن سلامة، واللافت خلال هذه الفعالية هو قيام جهاز العمل الجماهيري التابع لحركة حماس برفع صور الجنود الصهاينة التي أعلن ضمنيًا الناطق باسم كتائب القسام بأنهم مأسورون لديهم، والجديد هو صورة لجندي خامس معنونة بعلامة استفهام في إشارة لحالة الغموض التي تكتنف المشهد، وتعبر عن أسرار الصندوق الأسود الذي بحوزة الكتائب.
صراع الأدمغة بين كتائب القسام وأجهزة الاستخبارات الصهيونية في ملف الجنود المأسورين لدى القسام بلغ أشدّه، وهو صراع في معظمه صامت تعبر عنه الصورة والجدارية، وهي رسائل سياسية لا يفهمها سوى الاحتلال، ونحن نجتهد لتفكيك طلاسم تلك اللوحات والجداريات، ونرصد التصريحات، ونتابع ونحلل فنصيب ونخطئ، ويبقى السؤال الأهم هل يوجد جندي خامس لدى كتائب القسام؟
في يوليو من عام 2015م، كتبت في صحيفة فلسطين مقالًا بعنوان: “الأسرى الصهاينة بيد القسام.. عددهم ومستقبلهم”، ورصدت في هذا المقال التصريحات والصور واللوحات التي نشرت حتى تاريخ نشر المقال، وسأعيد نشرها وإضافة المستجدات الجديدة التي عبر عنها أبو عبيدة قبل أيام، وفعالية الأسرى أمام منزل حسن سلامة.
بدأت الإشارات تصدر من المقاومة، وأولى تلك الإشارات كان يوم 14 ديسمبر 2014م في الخطاب الشهير لأبي عبيدة الناطق باسم كتائب القسام، حيث قال: لدينا جنود، ولم يقل لدينا جندي في إشارة إلى شاؤول أرون.
ثم جاءت الإشارة الثانية في أحد مهرجانات حماس في مدينة رفح عندما تحدث قادة حماس أن لديهم صندوقًا أسود، والثقة التي تتحدث بها قيادات حماس ثقة الواثق والقوي، والحراك الدبلوماسي الكبير يؤكد أن هناك هدفًا تسعى له الأطراف الدولية لحفظ ماء وجه إسرائيل، وحماس اكتسبت خبرة كافية في التعاطي مع هكذا أمور فهي تريد العنب ولا تريد مقاتلة الناطور، هي تريد الإفراج عن أسرى وتخفيف الحصار عن شعبنا، ولا يعنيها أي شيء غير ذلك.
ثم جاء المؤشر الثالث عبر لوحات جدارية وضعتها كتائب القسام في أماكن متعددة وكانت الجدارية التي وضعت بالقرب من منزل الأسير القسامي القائد حسن سلامة الأكثر أهمية وإثارة، حيث وضعت ساعة على عقاربها أسماء الجنود المخطوفين منذ عام 1988 وحتى عام 2014م، ولم تضع كتائب القسام سوى صورة واسم الجندي شاؤول أرون، وهذا يطرح سؤالًا حول مستقبل الجندي هدار غولدن وهل سيكون مستقبله يحاكي مستقبل الطيار المفقود رون أراد؟ ولكن أبو عبيدة حسم الجدل في مؤتمره الصحفي الأخير بتاريخ 1/4/2016م بأن هدار جولدن لدى كتائب القسام.
ثم تستكمل عقارب الساعة بثلاث علامات استفهام وهذا له دلالتان: الأولى أن لدى القسام في عام 2014 ثلاثة أسرى من الجنود الصهاينة، الثاني: أن علامات الاستفهام تؤكد على منهجية وطريق كتائب القسام في أسر الجنود كهدف من أجل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
وعند ربط التصريحات بعضها ببعض نصل إلى أن دلالات علامات الاستفهام مرتبطة بعدد الجنود لدى حماس، فثلاث علامات استفهام أي ثلاثة جنود يضاف إليها شاؤول أرون في عام 2014م، فإن العدد هو أربعة جنود، وهم: شاؤول أرون، هدار غولدن، وأبراهام منغستو، وحسب موقع واللا الاستخباراتي أن منغستو دخل لغزة بعد سبتمبر 2014 أي بعد حرب العصف المأكول مباشرة.
مؤتمر أبو عبيدة الذي عقد في 1/4/2016م، كشف ضمنيًا عن أربعة جنود هم: هدار غولدن – شاؤول أرون – هشام السيد – أبراهام منغستو.
جهاز العمل الجماهيري التابع لحركة حماس رفع في فعاليته الأخيرة يوم 5/4/2016 أمام منزل الأسير حسن سلامة صور الجنود الأربعة يضاف إليها صورة عليها علامة استفهام وكأنها تشير إلى وجود جندي خامس لدى القسام.
الشرطة الإسرائيلية أصدرت بلاغًا كشفت فيه أن هشام شعبان السيد، فقد يوم 20/4/2015م، ولم تأتِ في بيانها أن السيد يعاني من اضطرابات نفسية، وهذا ينفي الرواية الإسرائيلية بعد ذلك بأنه مريض نفسي.
هنا أعتقد أن هشام شعبان السيد خارج حسابات القسام لأنه دخل عام 2015م، وفق التحليل السابق، لأنه وفق الجدارية التي وضعها القسام أمام منزل حسن سلامة أنه في عام 2014 يوجد شاؤول أرون وثلاث علامات استفهام، وهنا أقول وفق التحليل السابق إن علامات الاستفهام الثلاثة هي: هدار جولدن أبراهام منغستو والثالث مجهول؟؟ وكما هو موجود على اللوحة الجندي شاؤول أرون.
وعليه أستطيع القول أن لدى كتائب القسام وفي صندوقها الأسود جندي خامس تم أسره خلال حرب العصف المأكول، غير شاؤول أرون وهدار جولدن وأبراهام منغستو، وهشام السيد.
هذا الغموض الإيجابي يربك الساحة الإسرائيلية، ويمنح حماس قوة في إدارة المفاوضات، ويدلل بما لا يدع مجالًا للشك أن حماس فاعل مهم في معادلة الأمن والاستقرار بالمنطقة لا يمكن تجاهلها.
الخلاصة: التحليل السابق يحتمل الصواب والخطأ، ولكن وفق هذا التحليل فإن لدى كتائب القسام خمسة جنود صهاينة، نتمنى أن يكون هذا التحليل صائبًا فشعبنا لا يبحث عن شيء سوى الإفراج عن أسرانا الذين أفنوا زهرات شبابهم من أجل حريتنا واستقلال وطننا والحفاظ على مقدساتنا وترابنا الوطني وشعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والاسلامية. ويبقى القول الفصل لدى كتائب القسام.