مرت 250 عامًا على إلغاء الرقابة في السويد بعد تطبيق القانون الدستوري في العام 1766، وتخليدًا لهذه الذكرى أطلقت جمعية السياحة السويدية ميزة جديدة لأول مرة في العالم تحت اسم “THE SWEDISH NUMBER“.
الرقم السويدي هذا ““+46 771 793 336 يمكن لأي شخص في العالم استخدامه للاتصال بدولة السويد، ويمكن بعد ذلك أن تحول المكالمة عشوائيًا إلى أي مواطن سويدي للرد على مكالمتك والحديث في أي موضوع تريد.
جمعية السياحة السويدية أرادت بكل سهولة أن تطلع الناس حول العالم عن السويد لكن بطريقة مبتكرة دون اللجوء إلى الشركات السياحية، ولكنه فرصة أن تتعرف على السويد من مواطنيها أنفسهم عبر التحدث إليهم مباشرة.
كما يؤكد رئيس الجمعية ماغنوس لينغ على أهمية المبادرة التي ستعطي الفرصة لمواطني السويد للتعبير عن أنفسهم بما يروق لهم، مضيفًا أن العالم الرقمي اليوم يجب التواكب معه، لذلك فإن لهذا النوع من المحادثات أهمية كبيرة جدًا.
يمكن الآن لأي شخص يمتلك هاتف ذكي في السويد أن يجيب على الاتصالات الآتية من خارج السويد بمجرد تحميل تطبيق الرقم السويدي على هاتفه، وهو ما سيمكنه من اختيار أوقات استقبال المكالمات للرد عليها، وذلك لتوسعة قاعدة مستقبلين المحادثات الذين يتم اختيارهم بطريقة عشوائية، حيث يصعب أن تصل إلى نفس الشخص الذي يجيب عليك مرة أخرى بعد أول اتصال.
وعلى من يريد الاتصال بهذه الخدمة أن يعلم أن السويد تقع في المنطقة الزمنية ““GMT+1 لذلك يجب مراعاة عدم الاتصال في أوقات النوم هناك مراعاة لاختلاف فروق التوقيت عن بعض بلدان العالم، وتؤكد الخدمة أنه عند الاتصال بشخص ما وعدم الاستجابة فإنه سوف يتم تحويل المكالمة إلى شخص آخر سريعًا.
وعن تكلفة الخدمة ستكون بمعدل المكالمة الدولية الطبيعية حسب شركات الاتصالات في بلدك دون إضافة أي رسوم إضافية، مع العلم أن هذا الاتصال سوف يكون آمن تمامًا ولن يتم إظهار رقمك نهائيًا في الاتصال.
فيما تفاعلت عدة دول مع هذه المبادرة فكانت تركيا أكثر الدول التي أتت الاتصالات منها إلى السويد ثم الولايات المتحدة وبريطانيا ثم ألمانيا وأخيرًا استراليا بإجمالي عدد مكالمات تخطى ثلاثة آلاف مكالمة منذ الأمس وهو بدء إطلاق المبادرة.
وبهذا تكون السويد أول دولة في العالم تتيح لهذا الكم من الاتصالات الذي يشمل عددًا غير محدود في الوصول إلى المواطنين في السويد للحديث عن بلدهم بأنفسهم تنشيطًا للسياحة، كما تستهدف المبادرة أيضًا إثارة الفضول لدى شعوب العالم عن السويد، فجمعية السياحة السويدية ترى أن البلد تمتلك ثقافة وطبيعة خاصة غير مطلع عليها من قبل كثيرين لذا تساعد الناس حول العالم للتعرف عليها بطريقة غير مملة وغير تقليدية بمكالمة عادية يمكن لأي شخص سويدي من أي خلفية في السويد نقل تجربة واقعية غير مزيفة عن واقع الحياة في بلد كالسويد.
وثمة مبادرات أخرى أطقتها السويد للتفاعل مع العالم والثقافات الأخرى كتدشين حساب رسمي للسويد ناطق باللغة العربية عام 2011 على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” بهدف التواصل مع الناطقين باللغة العربية، والحديث عن مميزات الحياة في السويد، ونقل الأخبار من السويد إلى العالم العربي، بالإضافة للحديث عن معلومات وتفاصيل تتصل بكل شيء له علاقة بالسويد وعاداتها وتقاليدها وتاريخها.
الضرائب في#السويدhttps://t.co/IxE9nzBMXz
— #السويد ?? (@Sweden_AR) March 22, 2016
أحيانًا تكون التغريدات المتواجدة على هذا الحساب مثيرة لاستغراب الكثيرين من متابعيه، إذ أن العرب قرأوا أن ثمة موظفة حصلت على عطلة بسبب شرائها لكلب جديد وهو أمر بات مسار سخرية بين العرب الذين يقارنون الأوضاع في السويد ببلدانهم، ومن ثم تظهر رغباتهم في الهجرة إلى السويد في تعليقاتهم على مثل هذه التغريدات، علمًا بأن بعض هذه التغريدات قد تكون من باب الدعاية المبالغ فيها ليس أكثر.
في بداية هذا العام كانت مديرة الوحدة التي نعمل بها تعمل من منزلها لمدة اسبوع بسبب شراء عائلتها كلب جديد و لا يريدون تركه في المنزل لوحده
— #السويد ?? (@Sweden_AR) April 6, 2016
صباح الخير، شبكة المترو في ستوكهولم موصلة بشبكة الهواتف النقالة بسرعة 4G و هكذا يكون الكل مشغولًا في القطارات pic.twitter.com/BYITWBjsOw
— #السويد ?? (@Sweden_AR) April 5, 2016
لا تعتبر السويد الدولة الوحيدة التي تحاول التواصل مع الثقافات الأخرى بمد جسور وابتكار أدوات اتصال مع الآخر، إذ إن دولة الاحتلال الإسرائيلي لها باع في ذلك الأمر عن طريق حساباتها المنتشرة بعدة لغات على مواقع التواصل الاجتماعي، كما تعمل النرويج في نفس الاتجاه وكذلك الدول الصغيرة الناشئة حديثًا كإقيلم كردستان العراق، ولكن السويد تسبق بمسألة الابتكار والابداع في عملية التواصل والحرص عليها دائمًا.