في تقرير خاص لوكالة الأناضول، أشار خبراء عسكريون إلى إمكانية استخدام حزب الله اللبناني لطائرات تعمل دون طيار على المنطقة الحدودي الفاصلة بين لبنان وسورية، وذلك لاستطلاع ومراقبة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، مشككين في نفس الوقت في المعلومات التي أوردتها صحيفة “وورلد تريبيون” الأمريكية عن أن الحزب بات يمتلك أسطولا من 200 طائرة دون طيار.
وقال مدير مركز “الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري”، رياض قهوجي، أن امتلاك حزب الله لهذا النوع من الطائرات “حقيقة مثبتة، وهو يستخدمها للاستكشاف واستطلاع مواقع الخصم كونها تقدم نتائج ممتازة في هذا المجال”، لافتا إلى أنهّا تساعده في “الكشف الجوي على الخطوط الخلفية للخصم سواء لمساعدته في إطار عملياته الهجومية أو الدفاعية”.
وتعليقا على تصريحات الأمين عام لحزب الله، حسن نصر الله، التي قال فيها بأن حزبه أصبح “قوة إقليمية”، وأن ذهابه إلى سوريا أحبط “مؤامرة لإسقاط النظام بخياراته السياسية”، ومنع تحول لبنان إلى “عراق ثان”، رفض قهوجي وصف حزب الله بالقوة الإقليمية، معتبرا أنّه إذا صح هذا الكلام “لكان وضع حدا للحرب الدائرة في سوريا التي يساند فيها حليفه النظام السوري منذ مدة”، مشيرا إلى أن الحزب اليوم “أكبر وأقوى من ميليشيا وهو أقرب للجيش في دولة ضمن الدولة”، وقال: “يمكن وصفه بالقوة الإقليمية فقط في حالة واحدة إذا كان يعتبر نفسه امتدادا لإيران”.
وأما الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد أمين حطيط، المقرب من حزب الله، ورغم تأكيده لامتلاك الحزب لهذا النوع من الطائرات، فإنه نفى التقارير التي تحدثت عن استخدامها على الحدود مع سوريا، قائلا: “الطائرات دون طيار تستخدم عادة لاستطلاع الأماكن التي يصعب الوصول إليها وخاصة في أراضي العدو”، مشيرا إلى أن هذا “السيناريو لا ينطبق على الوضع السوري اليوم حيث كل شيء معروف للحزب كما للنظام السوري”، وأضاف: “محاولة إشاعة معطيات من هذا النوع في الصحيفة الأمريكية المذكورة أو غيرها يهدف أولا لنوع من التهويل والاستفزاز وثانيا لاستدراج ردة فعل حزب الله تأكيدا أو نفيا للموضوع بإطار خدمة استعلامية لطرف محدد”.
في حين أشار العميد المتقاعد وهبة قاطيشا، المقرب من قوى 14 آذار المناصرة للمعارضة السورية، إلى أن هذه الطائرات “تكشف لحزب الله مناطق تسلل المقاتلين السوريين كما تؤمن له معلومات استطلاعية تسمح له بالتدخل السريع”، مستبعدا الرقم الذي ذكرته الصحيفة الأمريكية، قائلا أن “حزب الله قد يشغّل طائرة أو اثنتين من النوع المذكور على الحدود اللبنانية السورية باعتبار أن مساحتها لا تتطلب عددا أكبر”.
ويذكر أن حزب الله أعلن، في شهر أكتوبر الماضي، عن مسؤوليته عن إرسال طائرة بدون طيار، أسماها “أيوب”، إلى منطقة ديمونا جنوب إسرائيل، ردا على آلاف الخروقات الإسرائيلية اليومية للسيادة اللبنانية، كما أعلنت طهران قبل أيام عن تصنيعها لطائرة فطرس القتالية التي تعمل بدون طيار.