ككل مرة تنزل فيها بعض الامطار في تونس، حتى تعزل مدن و قرى وأرياف فينكشف المستور, وتكشف زيف التنمية ووعود الساسة. فتتحول الامطار من غيف نافع الى وبال على الاهالي بسبب سوء البنية التحتية ورداءتها. في وقت دشنت فيه الدولة تمثال للرئيس الاسبق قدرت كلفته حوالي 250 ألف دولار ووضعته في مدخل محافظة المنستير.
وأكّد المعهد الوطني للرصد الجوي في نشرة خاصة, أمس, أنّ الوضع الجوّي يتواصل ملائما لنزول أمطار مؤقتا رعدية ومحليا غزيرة بأغلب مناطق الشمال والوسط التونسي مع تساقط البرد بأماكن محدودة وهبوب رياح قوية تتجاوز سرعتها موقتا 80 كلم/س.
ونتيجة لهذه الامطار وعلى قلتها, تعطّلت حركة المرور ببعض مناطق الجمهورية. ففي محافظة سيدي بوزيد وسط البلاد انقطعت عدّة طرق وحوصر بعض الاهالي بعد فيضان عدد من الاودية. وفي مدينة صفاقس جنوب تونس, عجز المتساكنين عن الحركات لوقت طويل نتيجة تعطل حركة المرور. وفي مدينة المهدية الساحلية, غمرت المياه الطرقات و قطعتها واستنجد التلاميذ بتراكس لنقلهم الى مدارسهم بعد ان عجزوا على التنقل بمفردهم. وتدخلت فرق ومعدات الحماية الوطنية لمساعدة الاهالي هناك. نفس الشي في محافظة القيروان وسط البلاد.
ونشر موقع الصدى الإلكتروني في تونس صور تظهر استنجاد الاطفال بالات التراكس لنقلهم وكتبت مراسلة الموقع” ” تراكس ” في خدمة التلاميذ صباح اليوم بعد هطول الأمطار وسط مدينة المهدية تحديدًا أمام شركة النقل بالساحل وإدارة التجهيز تكشف مدى فساد صفقات البنية التحتيّة في عهد ” بورڨيبة ” و ” المخلوع بن علي ” .
بدوره نشر الاعلامي رائد بالحاج علي صورة اقتطفها اثناء وجوده في محافظة القيروان لأثار الامطار وهناك و كتب معلقا عليها “أين الدولة؟ يتساءل رائد هنا عن وجود الدولة في هذه المناطق المهمشة و المحرومة, خاصة وانها بالأمس دشنت تمثال لبورقيبة تكلف صنعه حوالي 2500 الف دولار ووضع غير بعيد من هنا.
في هذا الشأن قال شاب يدعى محمد معلقا على صور نشرتها التلفزة التونسية الخاصة “ام تونيزيا” تظهر تدخل فرق ومعدات الحماية المدنية في مدينة المهدية بعد تهاطل المطر ” لو تم صرف الاموال التي صنعوا بها تمثال بورقيبة على البنية التحتية لما كنا ان نرى مثل هذه مشاهد”. وكتب مجدي تابر في نفس الصفحة” بنية تحتية تعكس فساد 60 سنة من الحكم الفاسد”.
وقام رئيس الجمهورية التونسية الباجي قائد السبسي صباح يوم الاربعاء بتدشين النصب التذكاري للرئيس الراحل الحبيب بورقيبة في الذكرى السادسة عشر لوفاته. وذكرت مصادر اعلامية أن تمثال الحبيب بورقيبة تكلف صنعه 500 ألف دينار تونسي (250 الف دولار).
وفي تعليقه على سوء البنية التحتية التي كشفته الامطار الاخيرة كتب الشاب أيمن عبودة ” 3000 سنة حضارة .. 3000سنة تقدم, و في الاخير تلاميذ المهدية يستنجدون بتراكس لنقلهم بعد هطول الأمطار بكثافة وسط المدينة صباح اليوم.
من جهتها نشرت القناة التونسية الخاصة ” نسمة تي في ” صورة تظهر قيام مدير المدرسة الابتدائية شارع الحبيب بورقيبة في مدينة بنبلة من محافظة المنستير بالنزول وسط الشارع المغمور بمياه الأمطار، جنبا الى جنب مع عملة المؤسسة، لترصيف الآجر وتمكين التلاميذ من المرور بأخف الاضرار. لتنشر القناة فيما بعد صورة تونسيين يجتازون الطريق فوق عربة محمولة على حمار وتكتب فوقها ” تونس بعد 60 عاما من الاستقلال”
و أدى غياب شبكات تصريف مياه الأمطار مطابقة للمواصفات في مختلف مناطق تونس إلى حدوث فيضان قنوات صرف المياه المستعملة. الامر الذي ضاعف من معاناة الاهالي, في وقت يتباه فيه بعض الساسة ومسؤولي الدولة بتقدم البلاد.