تحدثت افتتاحية صحيفة واشنطن بوست لليوم عن فشل الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الإيفاء بوعده بخصوص إغلاق معتقل غوانتانامو.
وقالت الصحيفة أنه بعد ستة أشهر من إعادة أوباما التذكير بوعده بشأن إغلاق المعتقل، لم تحقق الإدارة الأمريكية سوى نتائج متواضعة للغاية بهذا الخصوص.
هذا الشهر، قام البنتاغون ببدء مراجعة أقوال ٦٩ معتقلا في غوانتانامو لم يتم اتهامهم بأي تهم، ولم يتم كذلك الأمر بإطلاق سراحهم وترحيلهم، عملية مراجعة أقوالهم أو الاستماع للمتهمين تبدأ بعد أكثر من عشرين شهرا من أوامر أوباما بالبدء بها.
في مايو الماضي طالب أوباما الكونغرس بإيقاف قراره بمنع ترحيل المعتقلين في غوانتانامو، وفي أغسطس تم ترحيل اثنين من المعتقلين ال١٦٩ إلى الجزائر بعد عامين ونصف من تجميد الترحيل.
أوباما قال مؤخرا أنه “لا يوجد تبرير سياسي للكونغرس لرفض محاولات إغلاق المعتقل”، وربما تبدو تلك محاولة للإلقاء باللائمة على المعارضة الجمهورية في الكونغرس، ورغم صحة ذلك إلى حد ما، إلا أن ذلك لا ينفي أنه لم توجد نية سياسية حقيقية لدى إدارة أوباما لإغلاق المعتقل.
الجمهوريون في المعارضة داخل الكونغرس ما زالوا يمنعون اتخاد قرارات حاسمة بشأن ترحيل المعتقلين في غوناتانامو وإغلاقه لاحقا، ففي يوليو أبدى أعضاء الكونغرس الجمهوريون قلقا شديدا من نقل المعتقلين في غوانتانامو إلى من السجون الفيدرالية داخل الولايات المتحدة.
أوباما وعد مرات عديدة منذ حملته الانتخابية في ٢٠٠٧ وحتى الأشهر الماضية، فمنذ يونيو ٢٠٠٧ حين أوردت مراسلة الآسوشتد برس خبرا عن خطبة ألقاها أوباما في حملته الانتخابية أمام حشد في ولاية تكساس وقال فيها بوضوح “إننا سنغلق غوانتانامو” إلى يناير ٢٠٠٩ مباشرة بعد انتخابه حين وقع أمرا تنفيذيا بإغلاق معتقل غوانتانامو خلال عام من ذلك التاريخ، مرورا بديسمبر ٢٠٠٩ حين طلب من السلطات الأمريكية تجهيز سجن فيدرالي في تومسون، إلينوي ليحل محل غوناتانمو.
في مايو ٢٠١٠ رفضت لجنة الدفاع في الكونغرس اقتراح نقل المعتقلين إلى سجون محلية في الولايات المتحدة، وفي إبريل ٢٠١١ أخبر النائب العام الأمريكي أوباما أن محاكمة خالد شيخ محمد، المتهم بالتخطيط لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، لا يمكنها أن تتم أمام محكمة فيدرالية وستتم في معتقل غوانتانامو.
وحتى مايو الماضي حين كرر أوباما التزامه بإغلاق المعتقل، كانت الأمور تتجه للأسوأ، بعدما أوردت الغارديان ووكالات وصحف عالمية أخرى أخبارا عن تعذيب المعتقلين في غوناتانامو عن طريق إطعام المضربين عن الطعام بالقوة عن طريق الأنف. وقد أنتجت الغارديان فيديو بخصوص هذه الحالات نشرناه سابقا على نون بوست.
تذكر صحيفة الواشنطن بوست أن المشكلة الوحيدة لأوباما ليست المعارضة الجمهورية، لكنها أيضا اليمن، فقد قرر أوباما إيقاف ترحيل المعتقلين إلى اليمن -وطن أكثر من نصف المعتقلين- بسبب التخطيط لتفكير طائرة أمريكية في آخر ٢٠٠٩، ورغم محاولة الحكومة اليمنية مساعدة الأمريكيين في “الحرب على الإرهاب” إلا أنها لا تستطيع أن -والكلام ما زال للصحيفة- أن تُعيد تأهيل المعتقلين، ما يعني أن احتمالية عودة المعتقلين مرة أخرى “للإرهاب” لا يمكن تجاهلها.
وتقول الصحيفة أن إدارة أوباما تحاول أن تنظم الجهود الدولية من أجل إنشاء معتقل في اليمن، بحيث يتولى تلك المسؤوليات، من اعتقال ومحاكمة وإعادة تأهيل المعتقلين، لكن لا توجد أية أخبار عما إذا كان هناك أي تقدم في هذا لاتجاه.