“عندما انتفض المصريون في يناير ٢٠١١، انهارت أجهزة الدولة خلال ساعات، وظهر الجيش وتولى إدارة البلاد وتم اعتقال الآلاف. حينها .. ولسبب مجهول .. تم فتح السجون”
هذه هي الجملة التي يبدأ بها الفيلم، مع فيديو من على يوتيوب، يعرض مشهدا من مشاهد فتح السجون في مصر.
الجملة على قصرها إلا أنها تشي بالكثير عن الفيلم، فمخرج الفيلم أحمد عبدالله استخدم لفظ “انتفاضة”، و ربط اعتقال الآلاف بظهور الجيش، و كان واضحا في تأريخه لحدث فتح السجون في الوقت الذي يتهم فيه النظام الحالي في مصر، الإخوان، والرئيس السابق محمد مرسي، وحزب الله اللبناني، وحركة حماس في فلسطين، بالتآمر لفتح السجون في مصر في تجاهل لحقيقة الأحداث التي مر عليها أقل من ثلاث سنوات.
قبل تيترات البداية يقدم لنا المخرج كليبا حقيقيا عن إحدى وقائع تهريب المساجين من «سجن القطا»، ويستمر هذا الكليب معنا كوثيقة «ديكو/ درامية» طوال الفيلم كشاهد على بعض ما حدث من خلال موبايل الصديق الميت.
الفيلم اعتمد على حوار صامت، فالشخصية الرئيسية (آسر ياسين) كان صامتا طوال الفيلم، الذي تم تصويره في أماكنه الحقيقية تماما، وفي عدد من أكثر المناطق معاناة من التهميش في مصر.
آسر يعتبر الفيلم “فيلما وثائقيًا متخيلًا وليس فيلمًا دراميًا بمعايير السوق العادية، وعلى من يشاهد الفيلم أن يحاول التعامل مع البطل وكأنه متلق مثله، يشاهد أكثر مما يتحدث.”
كما أن الفيلم حاول صناعة تقابل معنوي بين شرائح المسلمين الفقراء من سكان المقابر وشرائح المسيحيين الفقراء في حي الزريبة الخاص بتجميع القمامة.
آسر ياسين في حوار صحفي قال أن أحد أهم أسباب قبوله لتجسيد دور البطولة في الفيلم هو شعوره باحتمالية أن يكون العمل مرجعًا تاريخيًا واجتماعيًا بعد استقرار الحياة في مصر، لما ينقله من أحداث وقعت بالفعل خلال الفترة التي أعقبت فتح السجون المصرية في 2011.
الفيلم تم تحميله على يوتيوب بشكل غير قانوني، إلا أنه حُذف لاحقا، لكنه يُعرض الآن في مصر لمدة أسبوعين فقط، حيث يُصنفه المخرج والأبطال أنه فيلم مهرجانات. ورغم ذلك إلا أنه حصل على تقدير من النقاد ومن مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي الذين اتفقوا على مُتعة الفيلم رغم بعض السلبيات التي شابته.
وكانت معظم الانتقادات التي وُجهت للفيلم متعلقة بطول فترات الصمت وبالشكل التسجيلي الوثائقي الذي ظهرت فيه معظم مشاهد الفيلم بعيدا عن الشكل التقليدي للفيلم الدرامي، وهو ما رآه البعض ميزة وليست عيبا.
فيلم فرش وغطا خالي تقريبا من اي حوار مسموع..قصة شبه صامتة بتصرخ جواك وتقول عشان كدة قامت ثورتنا من صرخة كل مهمش عايز بلده تحس بيه..اه يا مصر
— سالي توما Sally Toma (@BaheyaMasr) November 24, 2013
فرش وغطا اتسرق بس هدخله برضو#تشجيع_السينما_النضيفة
— Nancy (@NancyZayed) November 29, 2013
اتفرج على فيلم #فرش_وغطا ممكن متفهمش حاجه بس خليك فاكر لو دموعك مقدرتش تمسكها اعرف انك لسه عندك دم 🙁 .
— مُنكاش ツ (@Mohamed_TaL3aT_) November 30, 2013
فيلم فرش وغطا لأسر ياسين
لا هتفهموا حاجة ولا هتسمعوا حاجة ….. بس هتستمتعوا 🙂
— Mohammed A. Elmeligy (@Mohamme_meligy) November 30, 2013
اسر ياسين مقالش غير " خد يابني " و " ده امتي ده " في فيلم #فرش_وغطا اللي هو البطل بتاعة .. يخربيت كده 😀
— John Magdy (@Johnopiament) November 30, 2013
#فرش_وغطا من أوله لآخره آسر يس قال 4 جُمل فقط " شوية شاي – السلام عليكم – خُد بس – ده إمتي الكلام ده "
— شـــــاكــــــر (@AlShaKeRoN) November 30, 2013
الرسمة دي رسمتها لآسر قبل ما اشوف فيلم #فرش_وغطا
ويعد ماشوفته، عايز ارسم كل مشاهده مشهد مشهد ..فيلم ساحر pic.twitter.com/pD5wgt6Uso
— مع نفسي (@EslamZezza) November 22, 2013
الفيلم من إخراج أحمد عبدالله السيد، وإنتاج محمد حفظي، ويقوم ببطولته آسر ياسين بالإضافة إلى عمرو عابد، يارا جبران، محمد ممدوح، سندس شبايك، محمد فاروق ومنى الشيمي.
الفيلم الذي حقق إيرادات جيدة نسبيا في أسبوع عرضه، تقرر مد عرضه في دور العرض أسبوعا آخر، ويقول عنه مخرجه أنه “عمل ليس عن ثورة 25 يناير، لكنه يستعرض الأسباب التي أدت إلى اندلاعها”
تم افتتاح الفيم رسميا في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي والذي يعد من أهم مهرجانات العالم، كما يشارك في مهرجانات أخرى مثل مهرجان لندن السينمائي الدولي في المسابقة الدولية، و هو الفيلم العربي الوحيد بهذه المسابقة المهمة. و قد فاز بالجائزة الكبرى “الأنتيجون الذهبي” في مهرجان مونبلييه لدول البحر المتوسط في دورته الخامسة والثلاثين، ما يعني إثبات السينما المستقلة في مصر وجودها بعيدا عن السينما التجارية الساقطة فنيا والتي تعبر عنها بجلاء أفلام “السبكي” والتي تتحصل في العادة على أعلى إيرادات شباك التذاكر المصري.