رغم أنها من أكبر منتجي النفط في أوروبا، تعتمد النرويجي بنسبة كبيرة على السيارات الكهربائية، حيث تشير الأرقام الرسمية أن أكثر من 4000 مواطن نرويجي اقتنوا سيارة كهربائية خلال سنة 2013 وهو ما يعادل نسبة 9 بالمائة من إجمالي مبيعات السيارات في النرويج في نفس الفترة، ولهذا التوجه أسباب عدة.
وأول هذه الأسباب، فرض الحكومة النرويجية لضرائب مرتفعة على السيارات ذات المحركات التي تعمل بالبنزين والديزل، في حين تعتبر الضرائب المفروضة على السيارات الكهربائية شبه منعدمة، كما تسمح قوانين المرور النرويجية للسيارات الكهربائية باستخدام الممرات الخاصة بالحافلات، والتي تمكنها من تجنب الطرقات المزدحمة والاستفادة من سرعتها في تجاوز الاختناقات المرورية في أوقات الذروة.
سنور سليتفولد، رئيس رابطة السيارات الكهربائية النرويجية ، يقول: “استغرق الأمر وقتا طويلا حتى تمكنا من الحصول على المميزات التي تشجع على امتلاك السيارات الكهربائية، مثل الإعفاء من دفع ضريبة الاستيراد ورسوم التسجيل الأولي للسيارات”، مشيرا إلى أنه “من الممكن حاليا ركن السيارات الكهربائية مجانا والسير على الطرق المدفوعة بدون دفع رسوم الطرقات، إلى جانب إعفاء مالكي السيارات الكهربائية من أية دفع ضرائب إضافية”.
وبفضل هذا التوجه، انخفض معدل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في النرويج ليصل إلى 118غراما لكل كيلومتر مقابل 125 غراما لكل كيلومتر في العام الماضي، مم جعلها متفوقة في تحقيق المعايير البيئية على مستوى أوروبا، الأمر الذي يمكن أن يكون له انعكاس إيجابي على مسألة التغير المناخي ومخاطر التلوث التي تعاني منها الكرة الأرضية.
ولكن، وفي الطرف المقابل، يرى الكثير من النقاد أن للنرويج دور كبير في مشكلة التغير المناخي، فالنرويج هي ثامن أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم وثالث أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم، وهو ما يؤكده لارس هارتبيركن، رئيس منظمة أصدقاء البيئة في النرويج، والذي يشير إلى أن تزايد انتشار السيارات الكهربائية لن ينقذ العالم، قائلا: “يمكن الاستدلال على الآثار الحيوية في النرويج من خلال المخزون الضخم للغاز والنفط”.
كما يرى نقاد آخرون أن انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن استخدام السيارات الكهربائية ليس أقل كثيرا من الانبعاثات التي تطلقها السيارات الحديثة ذات محركات تعمل بالوقود، وذلك باحتساب ما ينتج عن تصنيع البطاريات التي تستخدمها السيارات الكهربائية والتخلص منها إلى جانب الغاز والنفط للازم لتوليد الكهرباء يزيد من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون. ما يعني أن السيارات الكهربائية تساهم بوضوح في زيادة انبعاث الغازات المضرة بالبيئة.