الأمريكيون يدعمون إسرائيل، هذا واضح، لكن ماذا عن الشتات، شتات اليهود وشتات الفلسطينيين في المهجر، كيف ينظر اليهود الأمريكيون إلى إسرائيل، وكيف ينظر الفلسطينيون والعرب الأمريكيون إلى إسرائيل، هذا ما يطرحه الفيلم الوثائقي المهم الذي أنتجته الجزيرة الأنجليزية ونشرته قبل يومين.
ويعرض الفيلم لأشخاص مختلفين من داخل المجتمع الأمريكي من الداعمين لإسرائيل، وكيف أنهم يبررون ما تفعله دولة الاحتلال، في معظمهم، إلا أن ذلك لا ينفي “خجل” البعض مما تفعله إسرائيل رغم كونه ليس إسرائيليا لأن “إسرائيل هي بلد كل اليهود”
ويعرض الفيلم أيضا لشريحة من المتدينين اليهود، الأشد معارضة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، حيث يؤمنون أن إنشاء دولة إسرائيل من الأصل هو بمثابة معارضة لسلطة الله على الأرض. كما يقابل معد الفيلم الصحفي ماثيو كاسيل، حاخاما آخر يدعم الفلسطينيين ويبرر دعمه للفلسطينيين كذلك بنصوص من التوراة.
الفيلم يحكي باختصار مدى تأثير المهاجرين اليهود الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الأولى وأثناء المحرقة النازية على سياسات الولايات المتحدة في إسرائيل. كما أنه يعرض الكثير من المعلومات المشوهة التي يتداولها الأمريكيون أو التي يتداولها العالم حول إسرائيل، وكيف تؤثر تلك المعلومات على الأمريكيين وكيف يؤثر هؤلاء المهاجرين على السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، والتي على استعداد كامل أن تقدم الدعم بغض النظر عن الثمن الذي قد يدفعه الأمريكيون مقابل ذلك.
وفي تبرير للتجاوزات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين يقول حاخام يهودي شاب أن إسرائيل حلم، وهي أفضل شيء حصل لليهود في ٢٠٠٠ سنة، وعندما يتحول الحلم إلى حقيقة فإنه من الطبيعي “أن تحدث بعض التعقيدات”
ويقابل كاسيل أيضا فلسطيني أمريكي يعيش في الولايات المتحدة، يقول أنه “عمليا يشك في رجوع الفلسطينيين الأمريكيين -مثلا- إلى فلسطين إذا أُعطوا حق العودة، لكن يجب أن يُعطى لهم الحق بذلك”، ويعرض لمقابلة مع صديقه علي أبو نعمة، الأمريكي الفلسطيني الذي يدير موقع “الانتفاضة الالكترونية” والذي يتحدث كذلك عن أزمة الهوية التي تطارد المهاجرين -أو المهجرين- الفلسطينيين، حين يُسأل عن معنى كلمة وطن؟
يجيب أبو نعمة على هذا السؤال قائلا “أنا أكره هذا السؤال، من الممكن أن أقول لك أن الوطن هو حيث أقيم في شيكاغو، أو حيث يقيم أبواي في الأردن، أو من حيث أتيا من فلسطين، أنا أحسد الذين لديهم إجابة أبسط على هذا السؤال”
ماثيو كاسيل نفسه، الناشط اليهودي المتعاطف مع الفلسطينيين، تضرر كثيرا على المستوى الشخصي، فرغم أن الفلسطينيين الأمريكيين مثلا معرضون لتحقيقات الإف بي آي، إلا أن كاسيل تعرض لما هو أقسى، فقد تبرأت منه أمه عندما شاهدته في تظاهرة لدعم الفلسطينيين يحمل علم فلسطين، قالت له حينها “أنت لست ابني، أنت لست حفيد جدك”
ويشير الفيلم أيضا كيف أن اليهود الأمريكيين يؤثرون في السياسة الخارجية للولايات المتحدة التي تدعم إسرائيل سنويا بأكثر من ٤ مليارات دولار. ويؤكد الفيلم أن اللوبي اليهودي في أمريكا قوي للغاية، إلا أنه ليس الوحش الذي يمنع السياسة الخارجية من التغير ولا يمكن هزيمته، هذا ليس الواقع.
التفاعل مع الفيلم كان كبيرا للغاية، ويمكنكم متابعة التعليقات على تويتر هنا
بل وطالب بعضهم الجزيرة بأن تعرض الفيلم في الولايات المتحدة، حيث غير مسموح للجزيرة الإنجليزية بالبث في الولايات المتحدة على الإنترنت، وهو شرط وافقت عليه إدارة الجزيرة في إطار إنشاء قناتها الجديدة “الجزيرة أمريكا” والتي لم تأت بالنتائج المطلوبة على الإطلاق.
All Americans need 2 see Identity and Exile by Matthew Cassel. U cant view it on computer as its blocked in US- but can see it on smartphone
— Andrea (@Blondetigressnc) November 29, 2013
hey @AlJazeera why aren't you showing Identity and Exile in the US?
— Andrea (@Blondetigressnc) November 29, 2013
ويمكنكم مخاطبة الصحفي ماثيو كاسيل معد الفيلم من خلال حسابه على موقع تويتر هنا @justimage
ويمكنكم مشاهدة الفيلم كذلك هنا