زار بابا الفاتيكا اليوم فرانسيس جزيرة ليسبوس اليونانية التي تحتضن أكثر من ثلاثة آلاف لاجئ ومهاجر في مخيم “موريا”. هذه الجزيرة تعد بوابة دخول المهاجرين إلى أوروبا، وقد توجه إليها بابا الفاتيكان في زيارة استغرقت بضع ساعات، لتوجيه رسالة تضامن مع المهاجرين.
دعا بابا الفاتيكان خلال زيارته العالم إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحل أزمة اللاجئين المأساوية، وذلك بحضور البطريرك بارثولوميو، بطريرك الأرثوذكس، ورئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس.
فيما دعا اللاجئين إلى عدم فقدان الأمل مؤكدًا لهم أنهم ليسوا وحدهم، وحض العالم خلال كلمته داخل المخيم على التعامل مع اللاجئين بطريقة تليق بالكرامة.
ثم تحدث فرانسيس وبطريرك القسطنطينية بارثولوميو ورئيس أساقفة أثينا إيرونيموس، في بيان موقع، برسالة إلى العالم كانت فحواها دعوة إلى التحلي بالشجاعة لمواجهة الأزمة الإنسانية الكبيرة للاجئين.
وأضافوا من ليسبوس، أنهم يدعون المجموعة الدولية إلى التعامل بشجاعة مع هذه الأزمة الإنسانية الكثيفة وأسبابها الخفية، عبر مبادرات ديبلوماسية وإنسانية وخيرية، من خلال جهود منسقة، في الشرق الاوسط أو في أوروبا.
وكان البابا فرانسيس قد صرح للصحفيين المتواجدين على متن الطائرة التي أقلته إلى ليسبوس بأن هذه الرحلة مختلفة عن بقية الرحلات لأنها رحلة ممزوجة بالحزن في مواجهة أكبر كارثة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية. حيث سنرى كثيرين يعانون ولا يعرفون أين يذهبون بعدما اضطروا إلى الفرار.
الجدير بالذكر أن هذه ليست الزيارة الأولى لبابا الفاتيكان لمدينة أوروبية تستضيف لاجئين، حيث استهل ولايته بعد انتخابه بزيارة إلى جزيرة إيطالية “لامبيدوسا” التي كانت تعد مدخلًا أيضًا للاجئين إلى أوروبا، وقد أدان وقتها مسألة غرق اللاجئين دون اكتراث من العالم.
البابا يصطحب معه عائلات سورية إلى الفاتيكان
هذا وقد أشارت وكالة الصحافة الفرنسية نقلًا عن الهيئة اليونانية لتنسيقية سياسة الهجرة قولها إن البابا أعرب عن رغبته بأن يصطحب معه إلى الفاتيكان لاجئين وصلوا إلى جزيرة ليسبوس.
وأشارت الهيئة إلى أن هؤلاء اللاجئين وصلوا إلى الجزيرة اليونانية قبل البدء بتطبيق الاتفاق الأوروبي التركي الذي يهدف إلى الحد من تدفق اللاجئين إلى دول الاتحاد، وذكرت شبكة أي آر تي التلفزيونية اليونانية أن البابا سيصطحب معه ثلاث عائلات تقيم في مخيم كارا تيبي المفتوح، حيث تم اختيارهم بالقرعة.
فيما أعلن الفاتيكان في بيان أن 12 لاجئًا سوريًا يرافقون البابا فرانسيس في الطائرة التي تعيده من جزيرة ليسبوس اليونانية الى الفاتيكان حيث سيتم إيواؤهم. واللاجئون هم 3 عائلات مسلمة، اثنتان من دمشق والثالثة من دير الزور الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، كما أوضح الفاتيكان.
في الوقت الذي لا يُعلم فيه السبب الرئيسي وراء هذا القرار باصطحاب هذا العدد من اللاجئين إلى الفاتيكان، وهو ما يفتح ملف كانت وكالة الاسوشيتد برس تحدثت عنه في السابق وهي مسألة “تنصير اللاجئين” في ظل مخاوف البعض من هذه الزيارات.
حيث ذكرت الوكالة في تقرير سابق أنه بالتزامن مع شهود ألمانيا هذا العام فيضانًا من اللاجئين الفارين من بلادهم وصل عددهم إلى مليون لاجئ، أي أنه أكثر من العام الماضي بأربعة أضعاف، تظهر حركة تحول إلى المسيحية لتسهيل الحصول على حق اللجوء، وقد ذكر تقرير الوكالة كثير من الحالات التي تؤكد هذا الأمر.
وفي ظل غياب أي دعم إسلامي لهؤلاء اللاجئين في أوروبا خاصة من الدعاة الإسلاميين الذين اكتفوا بالدعم الإعلامي للقضية السورية دون الخوض في مسألة ظروف اللاجئين في الخارج التي قد تدفع بعضهم للتنصر لتحسين أوضاعهم، تبقى مخاوف بعض المتابعين من هذه القضية دون الجزم بالتأكيد أن اصطحاب بابا الفاتيكان للأسر السورية بغرض التنصير.