عقدت مؤسسة “راف” القطرية الخيرية شراكة مع المنصة العربية للتعليم المفتوح المعروفة باسم “رواق” لإنشاء مبادرة “سنديان”، والتي تستهدف تعليم أطفال اللاجئين السوريين من خلال الإنترنت.
توفر المبادرة ميزة استكمال الدراسة للأطفال السوريين والشباب المحرومين من التعليم في الخارج بعد نزوحهم من سوريا، حيث سيتمكن الآلاف من هؤلاء من التعلم عن بعد في العديد من المجالات التي ستوفرها المبادرة.
سنديان هي مبادرة ولدت من رحم منصة رواق التعليمية قبل ستة أشهر، وقد عملت مؤسسة راف الخيرية على ترجمتها على أرض الواقع، فهمي معتمدة بالأساس على تجربة منصة رواق في مجال التعليم المفتوح، حيث تعمل المنصة عبر مفهوم يهدف لإتاحة العلوم والمعارف للجمهور عبر الإنترنت.
كما يذكر أن رواق هي أول منصة عربية للتعليم المفتوح، وتعد حاليا أكبر منصة من حيث عدد الطلاب وعدد المواد المفتوحة وهي تسعى لتسهيل الوصول للمعرفة، حيث تستغل المبادرة وخبرات منصة رواق في إنشاء مناخ تعليمي احترافي يصل إلى أكبر عدد ممكن من أبناء اللاجئين السوريين الذين حرموا من التعليم.
فيما تسعى مبادرة سنديان إلى جلب مزيد من الشراكات الجامعية والأكاديمية لتطوير البرامج التعليمية المقدمة عبر المبادرة لتصبح معترف بها بين الجهات الرسمية، حيث سيتم تدريس بعض هذه البرامج في مراكز بمخيمات النازحين بمساعدة مؤسسة راف الخيرية القطرية.
هذا وقد أبدت جامعات استعدادها الكامل للمشاركة في مبادرة سنديان بتقديم مواد تعليمية واختبارات وشهادات معترف بها رسميا مثل جامعة الزعيم إسماعيل الأزهري الحكومية في دولة السودان، وتسعى المبادرة الآن في ضم المزيد من الجامعات إلى المبادرة.
ومن جهة أخرى يؤكد القائمون على مبادرة سنديان أنهم يستهدفون في المرحلة الأولى من تجربتهم 10 آلاف طالب سوري نازح في الثلاثة أشهر الأولى من انطلاق المبادرة، ثم التوسع بعد ذلك لضم عدد أكبر من الطلاب.
تستهدف المبادرة أيضًا النازحين في الداخل السوري جراء الحرب والذين تقدر أعدادهم بمئات الآلاف الذين يواجهون واقع تعليمي كارثي، وهو ما سينتج جيلًا كاملًا محروم من حقه في التعليم بسبب عدم قدرة المدراس استيعاب كل أعداد النازحين.
كما أن المبادرة تهدف إلى كسر حاجز العزلة للسوريين اللاجئين إلى الخارج، حيث أكبر التجمعات في دولة تركيا والتي يقف السوريون أمام لغتها كعقبة أولى في مسألة التعليم، لذا توفر سنديان التعليم باللغة العربية لمساعدة أطفال اللاجئين على تخطي هذه العقبة، بالإضافة إلى المشكلات الأخرى في البلدان التي تعاني من اضطراب سياسي واستقبلت عدد كبير من النازحين السوريين مثلما حدث في العراق التي استقبلت اللاجئين من مدينة دير الزور السورية، لكن أوضاعهم هناك هي الأسوأ بحسب منظمات إنسانية.
فيما تحاول مبادرة سنديان التي أطلقت عبر منصة رواق التعليمية ومؤسسة راف الخيرية الوقوف على ثغر تعليم اللاجئين السوريين، في ظل انشغال المجتمع الدولي بأوضاع أكثر تعقيدًا قد يتناسى معها البعض ضرورة حفظ مستقبل هؤلاء الأطفال في هذه الظروف العصيبة، ودعت مبادرة سنديان دول الجوار السوري الفاعلة إلى أن تساعد في هذا المجال.
وفي البداية ستتاح فرص التعليم الإلكتروني لآلاف الطلاب السوريين اللاجئين والنازحين ممن انقطعوا عن الدراسة، بسبب الأحداث الجارية في بلادهم، من خلال المرحلة الأولى في تركيا عبر إنشاء ثلاثة مراكز معرفية لتقديم خدمات التعليم عن بعد، وتسجيل الطلاب الراغبين في مواصلة دراستهم عن طريق المبادرة.
والمرحلة الثانية وما يليها من مراحل ستشمل الآلاف من الطلاب السوريين في مخيمات اللجوء أو المدن التي أنشأتها مؤسسة “راف” الخيرية لإيواء النازحين في الداخل السوري.