قصة إزالة السلطات السعودية لقرية عمق جنوب مكة

1-66-600x336

قامت لجنة إزالة سعودية باستهداف عدد من المناطق في قرى عمق جنوب غرب مكة المكرمة عن طريق قوة أمنية كبيرة قامت بأعمال إزالة، بعدما ادعت الجهات الحكومية ملكيتها لهذه الأرض.

حيث تقول أمانة مدينة مكة المكرمة أن قرى عمق هي أحد أملاك الدولة بصكوك شرعية، وما قام به السكان من بناء وغيره على مدار السنوات الماضية كان اعتداءً على هذه الأملاك بغير وجه حق، كما أن هذه المناطق تساعد في امتداد العشوائيات إلى مكة، فيما أعدت السلطات السعودية خطة زمنية لإزالة ما أسمته بالتعديات على الأرض خلال 10 أيام.

عمق لا يفصلها عن مكة المكرمة سوى بضع دقائق بالسيارة قرابة مسافة 30 كليو متر فقط عن العاصمة المقدسة، يسكنها قرابة 10 آلاف نسمة في 3 آلاف منزل على مساحة 9 آلاف متر، لتقرر السلطات السعودية إنهاء حياتهم في هذا المكان الذين عاشوا فيه لسنوات مفتقرين للخدمات الرئيسية من ماء وكهرباء وبنية تحتية، حتى صدر قرار الإزالة هذا رغم مناشدات عدة من السكان للملك ولأمير مكة المكرمة من أجل الاهتمام بهذه المنطقة.



في الوقت الذي ينظر فيه الآن ديوان المظالم بمكة المكرمة في دعوى قضائية حول أحقية أرض “قرية مقنعة” الكائنة في جنوب مكة المكرمة والتي تبعد عنها نحو 15كم، بعد أن أزالت أمانة العاصمة المقدسة أول أمس الأحد، عددًا من البنايات المأهولة بالسكان في القرية ذاتها، وهو ما أشعل قضية قرى عمق.  

يؤكد سكان هذه المناطق المهددة بالإزالة أن الموقع خارج النطاق العمراني، وأنهم أقاموا عليه منازلهم منذ عشرات الأعوام وتم إيصال التيار الكهربائي للمنازل مؤخرًا من قبل الجهات الحكومية، ولكن قبل عام أُقيمت دعوى ضد هذه المساكن تحت زعم بأن الموقع يتبع لأحد المستثمرين ويجب على سكانه إخلاء الموقع، وهو الأمر الذي دعا السكان إلى تقديم شكوى رسمية لديوان المظالم، وذلك بعد موافقة الأمانة على أعمال الإزالة.

تمت عمليات التقاضي بين المستثمر والسكان، حيث طلبت الجهات القضائية من الأمانة إحضار ما يثبت ملكية الأرض، وتم تحديد جلسة قضائية بعد 10 أيام للنظر والبت في الأمر، إلا أن أعمال الإزالة بدأت بشكل غير متوقع.

فيما أكد المتحدث الرسمي باسم أمانة العاصمة المقدسة، عثمان أبوبكر مالي، أنه سيتم إصدار بيان حول أعمال الإزالة التي نفذتها الأمانة وذلك بمشاركة عدد من الجهات المعنية.

البيان جاء فيه أنه تم إزالة جميع الإحداثيات من (بتر الأراضي، العقوم، الشبوك، المكاتب العقارية والأحواش غير المأهولة)، مؤكدين أنه لم يتم التعرض للمساكن المأهولة –بحسب البيان-، كما أدوا أن لجنة مختصة تقوم حاليا بمعالجة أوضاع تلك المنازل.

فيما نوه بيان الإمارة إلى أن فرق الإزالة المسنودة برجال الأمن، واجهت تجمهرًا ممن أسمتهم “المعتدين” على الأراضي في عمق، وبادروا برمي فرق الإزالة ورجال الأمن بالحجارة، ما استدعى التعامل مع الموقف بما تقتضيه الحاجة وتم التحفظ على 20 شخصًا، فيما لاذ البقية بالفرار، وفق رواية الجهات الحكومية.

كما دعت إمارة منطقة مكة المكرمة الجميع إلى عدم الانسياق وراء “الشائعات”، وما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي من دعوات للتحريض على فرق الإزالة ورجال الأمن المشاركين معهم.

هذا المقطع الأخير من بيان الإمارة بالتحديد جاء على خلفية غضب عارم اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي بعد تدوال خبر إزالة بعض المنازل بقرى عمق، حيث لاقى الأمر استهجان الكثيرين، بينما خرج البيان الحكومي لتهدئة الأمور على ما يبدو.

حيث رأى بعض المغردين أن الصدام الذي حدث بين الأهالي ومنفذي الإزالة هو إرهاب للمواطنين من قبل الدولة خاصة بعدما تم إطلاق رصاص على المواطنين وفق الرواية الأهلية التي تناقض رواية بيان الإمارة.

كتب تركي الشلهوب مغردًا عن قصة الإزالة بأن 15 ألف سعودي أصبحوا مشردين متسائلًا عن المحتسبين والإعلاميين ودعاة التحرر وغيرهم من هذا الأمر.

أما هذا المغرد فقد تهكم على ما فعتله الحكومة بطريقته الخاصة:

الناشط السعودي عمر عبدالعزيز كتب أن هذا الحدث من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر متسائلًا هو الآخر عن دور الحسبة التي تقوم بهذا الأمر في السعودية.

في الوقت الذي استنكر فيه مغردون مسألة تطرق الحكومة لإزالة منازل الفقراء في الوقت الذي يسيطر فيه العديد من الأمراء على قطع أراض كثيرة دون التطرق إليهم من قبل الحكومة.

فيما تدوال آخرون مقاطع مصورة تظهر اعتداء القوات المنفذة للإزلة على النساء في مناطق عمق.