بدأت درجات الحرارة في الارتفاع بشكل ملحوظ في كافة أنحاء العالم العربي مؤخرًا؛ مما يعني شيئًا واحدًا (غير الاحتباس الحراري بطبيعة الحال) وهو أن الصيف قادم.
يرتبط الصيف لدى أغلب الشباب بالحرية والانطلاق، خصوصًا مع التحرر المؤقت من أعباء الدراسة والعمل، ولذلك هو الوقت الأنسب للسفر للاستجمام أو التعرف على أماكن وخبرات جديدة.
نحاول هنا أن نقدم دليلاً بسيطًا ووافيًا لجعل خبرة السفر في الإجازة المقبلة أكثر حيويةً وتنوعًا، وذلك عبر الاندماج مع سكان الوجهة والتعايش معهم بشكل سيجعل السفر تجربة مختلفة تمامًا.
فإن كان التوجه إلى سلسلة فنادق معروفة حول العالم خيار آمن من ناحية الراحة، إلا أن في حقيقة الأمر تجربة المبيت في هذه الفنادق تبقى كما هي لا تتغير سواء كنت في برلين أو طوكيو أو عمان.
لا يسمح المبيت في مساحات يقطنها سكان المدينة بالتعرف عليهم فحسب، وإنما يسمح بسرعة التعرف على أفضل النقاط الواجب زيارتها في المدينة في أعين السكان لا السياح، كأفضل المطاعم أو المتاحف التي قد لا تكون مشهورة إلا أنها شديدة الجودة، كما يسمح بالتعرف على ثقافات ولغات مختلفة بشكل سريع وحيوي، مما قد يعطي إجازتك بعدًا جديدًا.
نقدم لكم أربعة خيارات جديدة للسكن في وجهتكم للإجازة القادمة، لكل منها مميزات وعيوب، إلا أن جميعها بلا شك أكثر إثارةً وحيويةً من فندق له فرع في كل مدن العالم الكبرى.
false
قد تبدو الفكرة للوهلة الأولى خيالية وصعبة التصديق، إلا أن مجتمع Couchsurfing هو بحق أحد معجزات عصر وسائل التواصل الاجتماعي.
تقوم فكرة المجتمع ببساطة على قيام الأفراد باستضافة من يود زيارة مدينتهم في وقت معين بلا مقابل، أو بشكل أدق مقابل التعارف على أفراد من ثقافات وحضارات مختلفة، وبشكل مماثل يُنتظر من الضيف أن يقوم باستضافة مضيفه السابق أو غيره كمساهمة في المجتمع بشكل عام.
يعتمد الموقع بشكل رئيسي على تقييم مساهمة ومشاركة أعضائه عبر قياس تفاعلهم مع باقي الأعضاء في المناقشات المختلفة، وعبر قياس عدد المرات التي استضيف فيها مقابل عدد مرات قيامه بالاستضافة ليتم تقييم العضو كعضو مساهم أو موثوق به في المجتمع في نهاية الأمر.
كما توسع الموقع مؤخرًا بشكل كبير ليتخطى فكرة الاستضافة ويعمل على أفكار أخرى كترتيب جولة مع أحد سكان المدينة أو حلقات لتعلم اللغة أو التصوير والكثير غيرها من النشاطات.
يبقى Couchsurfing خيارًا ممتازًا لكل شخص يحب أن يندمج في المجتمعات المحلية لأكبر قدر ممكن، ولذلك فهو يحتاج لشخصية منفتحة ومستعدة لتقبل الاختلافات الثقافية.
إلا أنه يظل مجتمعًا قائمًا على التطوع، أي أن احتمالية عدم مناسبة موعد زيارتك لأي من المضيفين تظل قائمة، لذلك أبق دائمًا على خيار بديل، وابدأ التخطيط مبكرًا كفاية.
false
هل قمت باستخدام خدمة Uber سابقًا؟ الخدمة التي نتحدث عنها هنا تعمل بذات المنطق تمامًا، وليس من الغريب أن أصول كلا الخدمتين ترجعان إلى وادي السليكون ومدينة سان فرانسيسكو تحديدًا.
تقوم الفكرة على قيام الأفراد بتأجير ما قد يزيد عن حاجتهم من غرف في منزلهم لمن يود البقاء فيها، فإن كنت تملك غرفة غير مسكونة في منزلك، فما عليك سوى عرضها على الموقع ليقوم بترتيب الحجوزات وتحصل على دخل زائد.
دائمًا ما تكون أسعار هذه الغرف أقل بوضوح من أسعار الفنادق في المدن ذاتها، كما أنها غالبًا ما تكون في مناطق سكنية خارج الأحياء السياحية؛ مما يجعل البقاء فيها تجربة ألطف وأقل زحامًا وكلفة، كما تساعد فكرة تواجد المضيف على استكشاف المدينة بشكل أكثر كفاءة عبر عيون السكان، ولن يضر تعلم بعض كلمات اللغة أو اللهجة المحلية بأي حال من الأحوال.
يصبح استخدام Airbnb كخيار بديل لـ Couchsurfing في هذه الحالة خيارًا ممتازًا، إلا أنه كحال شقيقه المجاني ليس أفضل الخيارات في حالة السفر في مجموعات كبيرة نظرًا لأن المساحات المعروضة فيهما غالبًا ما تكون محدودة.
false
هذا الخيار هو الأكثر شعبية وانتشارًا بين طبقة معينة من المسافرين، هذه الطبقة هي طبقة الـ Backpackers، هؤلاء الشباب ذوو حقائب الظهر العملاقة الذين غالبًا ما رأيتهم في أي مطار أو منطقة سياحية ذهبت إليها سابقًا، تعتمد فلسفة الـ Backpackers على السفر بأقل تكلفة ممكنة إلى أكبر عدد ممكن من الوجهات، وغالبًا ما يسافر هؤلاء في سرب كبير العدد لتقليص التكلفة بأكبر شكل ممكن، وهذه هي تحديدًا الخدمة التي تقدمها بيوت الشباب أو الـ Hostels.
إذ يعتمد الحجز في هذه البيوت على التعامل معها كمجرد مكان لقضاء الليل فحسب، يكون الحجز فيها على أساس السرير لا الغرفة، كما تفتقد لأغلب الخدمات التي تقدمها الفنادق عادة كالإفطار وخدمة الغرف وغيرها وذلك لتقليص التكلفة لأقصى حد، حتى يصبح من الممكن قضاء ليلة على سرير في أحد هذه البيوت مقابل أقل من عشرة دولارات في مدن كإسطنبول أو أمستردام حتى.
قد لا يكون البقاء في مثل هذه البيوت تجربة ممتعة في حد ذاتها، إلا أنها كما قلنا تأتي كجزءٍ من فلسفة أكبر، فلسفة أن المسافر لا يجب أن يقضي يومه في مكان واحد وأن البيت ليس لأكثر من قضاء الليلة، فهناك عالم كامل بالخارج ينتظرك لتستكشفه في وقت محدود!