قبل أن يغادر العاصمة العمانية مسقط، ليتوجه إلى العاصمة القطرية الدوحة، أشار وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن “أمن كل بلد من بلدان المنطقة يعتبر أمنا لإيران، كما أن سعادتها من سعادتنا، ومشكلاتها هي مشاكلنا ومستقبلهم لا يعتبر منفصلا عن مستقبلنا”، متحدثا عن توجه بلاده “نحو فتح صفحة جديدة، وآفاق واسعة ورؤية جديدة تجاه توطيد علاقتها مع دول المنطقة، انطلاقاً من النوايا الحسنة والجدية التي تتمتع بها تلك الدول”.
وما إن انتهى وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو من جولته الشرق أوسطية التي زار خلالها عددا من دول الخليج وإيران محاولا إنعاش شرايين العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية التركية مع دول المنطقة، حتى بدأ نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في جولته التي بدأها من الكويت، حيث قال مخاطبا دول الخليج العربي: “كونوا على ثقة بأن إيران لا تخطو أي خطوة على حساب أي بلد من بلدانكم، والاتفاق النووي جاء لصالح كل المنطقة واستقرارها”.
ومنذ بدء جولته الخليجية هذه لا يكاد مؤتمر صحفي أو لقاء مع مسئولين يمر إلا ويرسل من خلاله وزير الخارجية الإيراني رسائل طمأنة لدول الخليج، وخاصة السعودية، بشأن الاتفاق المرحلي الذي توصلت إليه طهران ومجموعة “5+1″، التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا) إضافة إلى ألمانيا.
وأعرب وزير الخارجية الإيراني، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في العاصمة العمانية، مسقط، عن استعداده “للالتقاء بالأخوة في السعودية، وفي أقرب فرصة ممكنة”، حسب وكالة الأنباء العمانية الرسمية، قائلا: “نشعر أن علاقات بلدان المنطقة يجب أن تبنى على أساس من الثقة المتبادلة وتعزيز أواصر الصداقة فيما بينها وعلى التعاون والقواسم المشتركة في مختلف المجالات العقائدية والثقافية والجغرافية والاقتصادية والسياسية”.
وحول التشكيك في برنامج إيران النووي، قال ظريف أن استخدام وإنتاج الأسلحة الذرية هو “أمر غير شرعي وغير أخلاقي وغير إنساني”، مضيفا: “إننا نعتبر السلاح النووي يضر بأمننا الوطني.. إننا لسنا بحاجة إلى أي سلاح نووي وعلى أي مستوى من المستويات”، مؤكداً أن الدخول في سباق التسلح النووي على المستوى الإقليمي والدولي لا يعتبر سوى “ضربا من الانتحار”.