تمكن الشهيد عبد الحميد أبو سرور من بيت لحم منفذ عملية الباص في القدس المحتلة، من إدخال الإسرائيليين في حالة تخبط وهجوم داخلي، من خلال تساؤل بعضهم عن كيفية وصوله لمدينة القدس وبحوزته عبوته الناسفة التي تشتهر بها منطقة بيت لحم، بحسب مصادر صحفية إسرائيلية، واجتيازه عشرات الحواجز ونقاط التفتيش، وتجوله في شوارع المدينة وصعوده في الباص المستهدف دون أن يلتفت إليه أحد أو يشتبه فيه.
عملية أبو سرور، كشفت عن القدرات الكامنة للجيل الفلسطيني الجديد، بحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في مسألتين مهمتين، الأولى، قدرته على التخفي وتمويه نفسه حتى أن أحدا لم يشك فيه، كما أن قدرته على صناعة هذه العبوة بهذا الحجم الصغير والتأثير الكبير يجب ان تكون محط اهتمام، كما قال الكاتب والمحلل العسكري بصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلي “رون بن يشاي”.
طبيعة الرد
من جهته تساءل موقع “والا” الإخباري عن طبيعة الرد الذي ستقدم عليه “إسرائيل” بعد إعلان حماس تبني منفذ العملية دون صدور بيان رسمي من الذراع العسكري للحركة.
وقال الموقع: “إن ثبت مسؤولية حماس على العملية أو ذراعها العسكري فإن النتيجة الحتمية لذلك ستكون باتخاذ إجراءات ضد الحركة، ما يعني الدخول في جولة جديدو من الحرب في قطاع غزة.
وأضاف الموقع أن “حركة حماس في غزة وفي الخارج يميلون إلى دعم تنفيذ العمليات في الضفة أو القدس وحتى داخل الخط الأخضر، من أجل إعادة النسق المتصاعد للانتفاضة، فتنفيذ عملية كبيرة مثل عملية أبو سرور في القدس قبل أيام، ستكون مصدر إلهام للعديد من الشبان، من وجهة نظر حماس، لكي يعودوا لتنفيذ المزيد من العمليات ضد الإسرائيليين”.
وأشار الموقع إلى أن أبو سرور كان مثالا آخر للشبان الفلسطينيين الذين يعبرون عن رغبتهم في تنفيذ العمليات على صفحاتهم الخاصة على فيس بوك وينتظرون الساعة المناسبة للانقضاض دون أن يلتفت أحد في الأجهزة الأمنية الإسرائيلي لذلك.
وقال الموقع: “أبو سرور خرج من مخيم صغير في بيت لحم، تبسط الأجهزة الأمنية الفلسطينية سيطرتها عليه، وتمكن من إعداد عبوته، وحملها والخروج من قلب العش من وراء أجهزة السلطة واجتاز العشرات من الحواجز حتى تمكن من الدخول للقدس، تجول في شوارعها وهو يحمل حقيبة ومن ثم اختار باص12 هدفاً لعمليته”، فعل كل ذلك أمام عشرات الجنود وكاميرات المراقبة ونجح في تنفيذ مخططه.
كيف وصل أبو سرور؟
صحيفة “معاريف” الإسرائيلية من جهتها أشارت إلى أن التحقيق الأولي من عملية أبو سرور يشير إلى أن أبو سرور وهو أحد عناصر حركة حماس، استقل الحافلة المستهدفة، وجلس بالقرب من خزان وقود الحافلة، وقالت: “إن ترجيحات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تشير إلى ان أبو سرور كان ينوي ترك الحقيبة في مكان جلوسه، لكنها انفجرت وأدت لبتر ساقيه ويديه وإصابته بجراح بالغة”.
وأوضحت الصحيفة على موقعها أن أبو سرور لم يثر الشكوك حوله لا من قبل الركاب ولا حتى سائق الحافلة، الأمر الذي يبين أنه تمكن من تمويه نفسه بشكل جيد، حتى أنه تمكن من التجول في شوارع القدس الغربية بحرية تامة دون أن يلفت إليه أحد”.
وأشار الموقع إلى أن أجهزة الاحتلال الأمنية لا تزال تحقق في ملابسات العملية، وتبحث عن إجابات للعديد من الأسئلة التي تتمحور حول كيفية تمكن أبو سرور من الوصول لمكان العملية واجتياز كل تلك الإجراءات الأمنية المشددة وتفجير نفسه داخل حافلة للمستوطنين في قلب القدس؟.
لا يخافون
صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية من جهتها، جدد هجومها على أجهزة الاحتلال الأمنية، والتي قالت إن عبد الحميد أبو سرور استطاع خداعها في كل مراحل التخيط والتنفيذ للعملية التي وقعت في القدس قبل يومين وأصيب فيها عدد من الإسرائيليين.
وأضافت الصحيفة “أن كل محاولات الجيش والأجهزة الامنية الإسرائيلية وإجراءاتها الأمنية لمنع مثل هذه العمليات لم تتمكن من الوصول لأبو سرور قبل ساعة الصفر”.
وتابعت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم الخميس، عملية القدس هي جزء لا يتجزأ من انتفاضة السكاكين وعمليات الدهس وإطلاق النار، بالإضافة لعشرات المحاولات التي يعلن جهاز الشاباك تمكنه من إحباطها واعتقال أفراد خلاياها، كما أنها على صلة قوية بمشروع الأنفاق الهجومية التي تبنيها حماس”.
وأكدت الصحيفة على أن “كل هذه الأفعال من قبل حماس وشبابها في الضفة تعكس على أنهم لا يخافون، وأن قوة الردع التي لطالما يتحدث عنها قادة الجيش بدأت تنهار، ولا يوجد خطة واضحة لديهم لمواجهة سقوطها المدوي هذا”.
إجراءات قوات الجيش والمخابرات الإسرائيلية الجبارة، وتصريحات نتنياهو المدوية، وهدم المنازل، والتهديد بطرد العائلات، مطالبات بعض الوزراء ورجال اليمين بإعدام كل من يقدم على الإضرار بأمن الإسرائيليين، كل هذا لم يردع الشبان الفلسطينيين، لا بل وعبروا عن ذلك جهارا نهارا على صفحاتهم الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي.
وأضافت الصحيفة أن “حماس تزرع الشبان ليعملوا بشكل فردي في الضفة، ليظهروا أنهم يعملون بشكل فردي، في الوقت الذي تواصل فيه بناء الأنفاق التي ستستخدم لقتل وخطف الإسرائيليين من مستوطنين وجنود من داخل منازلهم وثكناتهم العسكرية، .
وختمت الصحيفة بالقول “لو صدق المستويان السياسي والعسكري في حديثهما عن تمكنهما من كبح جماح الانتفاضة التي تفجرت منذ 6 أشهر، فمن أن خرج منفذ عملية القدس، ولو صدقت تصريحاتهم عندما قالوا إنهم خرجوا إلى العملية الأخيرة على غزة عام 2014 لردع حماس وتدمير الأنفاق، فلماذا لم يخرجوا من قبل على الرغم من معرفتهم بها منذ زمن بعيد؟، ولو صدقوا عندما انتهت الحرب عندما قالوا إن العملية تمكنت من تدمير معظم الأنفاق، فكيف تبقى النفق الذي أعلنت إسرائيل اكتشافه هذا الاسبوع وكان حفره حسب المعلومات الاستخبارية قبل العملية العسكرية؟.
المصدر: قدس الإخبارية