محدث
دعت قوى سياسية وشعبية مصرية منذ جمعة الأرض للتظاهر اليوم 25 أبريل الموافق للاحتفال بأعياد تحرير سيناء اعتراضًا على ما اعتبروه تنازلًا من النظام المصري الحالي عن جزيرتي “تيران وصنافير” في البحر الأحمر لصالح المملكة العربية السعودية.
امتدت الدعوات من القوى الثورية الشبابية بالتحديد لتستهدف النظام منادية بإسقاطه ورحيل عبدالفتاح السيسي الرئيس الحالي الذي صعد إلى سدة الحكم بعد انقلاب عسكري قاده بنفسه في الثالث من يوليو من العام 2013.
النهاردة البدايه المعلنه لنهاية النظام…#ارحل#الثوره_مستمره pic.twitter.com/ZjvD7dwaHY
— شباب ضد الانقلاب (@Youthacalex) April 25, 2016
الدعوات ارتكزت على التردي الاقتصادي الذي تشهده مصر منذ عامين بصورة غير مسبوقة، ما أدى إلى تهاوي العملة المصرية أمام العملات الصعبة بدرجة كبيرة لم تحدث في التاريخ، كذلك تعتمد الدعوات على مسألة ازدياد البطش الأمني وحالات القمع التي لم تطل التيارات السياسية فحسب بل امتدت إلى المواطنين البسطاء بعد تعدد حوادث قتل مدنيين على يد عناصر من الشرطة.
يتحدّث #السيسي عن الثقة بين الناس، وهو يوصلها إلى حال الاقتتال، ويزرع الفرقة بتصنيفاته المخبولة وغير المسؤولة#ارحلhttps://t.co/rI9bSzlmKr
— A6Mحركة شباب 6 أبريل (@shabab6april) April 17, 2016
اعتبرت القوى السياسية المعارضة أن نظام السيسي هو امتداد لنظام مبارك وعليه ظهرت دعوات إسقاطه، فيما أعلنت العديد من هذه القوى المشاركة في تظاهرات اليوم بدون إظهار للهويات الأيديولوجية والتركيز على مطالب ثورة الخامس والعشرين من يناير، وكذلك مطلب اليوم الرئيسي المتعلق بالتنازل عن أراض مصرية.
لو أتيحت الفرصة للمصريين كما أتيحت يوم ٣٠ يونيو لملأت الملايين شوارع مصر من الأسكندرية حتى أسوان وم رفح حتى السلوم تنادي#إرحل
— دكتور محمود خفاجي (@mskhafagi) April 16, 2016
النظام يواجه الدعوات بمزيد من القمع
منذ ظهور هذه الدعوات انطلقت حملة أمنية شرسة من قبل النظام استهدفت كافة النشطاء المعارضين للنظام الداعين لتظاهرات اليوم، فاعتقلت العشرات منهم من عدة أماكن مختلفة، كما أعلنت قوات الأمن التوسع في عملية الاشتباه والاعتقال العشوائي تحسبًا لأمر دعوات إسقاط النظام.
كما تزامنت مع هذه الحملة الأمنية حملة إعلامية للموالين لنظام السيسي استهدفت تشويه صورة الداعين لتظاهرات اليوم، كما نادت بالتعامل العنيف مع المتظاهرين، فيما شهدت برامج تليفزيونية حالة من التحريض للمواطنين ضد المشاركين في التظاهرات.
وعلى الصعيد الديني خرج وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة ليعلق على دعوات تظاهرات اليوم، والتي دعا لها نشطاء، تحت شعار “مصر مش للبيع”، متهمًا الداعين إلى تظاهرات 25 أبريل بالدعوة إلى الهدم والفساد وتعطيل مسيرة البناء والتنمية وإلى الاعتداء على الآخرين، فهو خارج عن تعاليم الإسلام.
فيما شهدت الميادين المصرية وخاصة أماكن تجمع التظاهرات التقليدية تشديدات أمنية مكثفة من قبل قوات الأمن، في ميدان التحرير وميدان رابعة العدوية وميدان مصطفى محمود بالمهندسين، وأعلن النظام أيضًا عن نزول قوات من الجيش إلى مختلف المحافظات لتأمين المنشآت الحيوية.
قوات عسكرية المفترض مهمتها حماية الأرض، تنزل الشارع ضد مظاهرات تعترض على بيع الأرض، فقط مصر، فقط الجيش المصري. #ارحل pic.twitter.com/Faa1ecraf6
— Hosam yahia (@HosamYahiaAJ) April 24, 2016
وفي ظاهرة غريبة بدأت شركات الاتصالات المصرية واحدة تلو الأخرى في الإعلان عن وجود إصلاحات بخداماتها في هذا اليوم بالتحديد، وهو ما سيؤدي إلى وجود بطئ في سرعة الإنترنت أو انقطاع في الخدمات المختلفة.
شركات الاتصالات سوف تعلن اليوم عن عطل مفاجئ في كابلات الأنترنت
خطه في منتهي الغباء سعاتك pic.twitter.com/8mwg6mJPZe
— مســئول شباك تويتر ®️ (@yosefahmed11) April 25, 2016
شركات الاتصالات تعلن عن بطء الإنترنت بكرة نتيجة عطل طارئ هيحصل بكرة فجأة كده إن شاء الله..?
شوووف حكمة ربنا يا مؤمن!!
#الحرية_تجمعنا_25
— Awraq Yasmine~چاسمين (@Yasmina_Fa_K) April 24, 2016
وهو ما رد عليه النشطاء بمقارنته بموقف هذه الشركات إبان ثورة يناير حينما قطعت الخدمة تمامًا تنفيذًا لأوامر النظام أثناء موجة التظاهرات التي استهدفت إسقاط النظام حينها.
ومنذ صباح اليوم تشهد العاصمة المصرية القاهرة حركة أمنية مكثفة، وإغلاق لشوارع العاصمة التي أعلنت القوى الثورية الخروج منها بتظاهرات، بالتحديد محيط نقابة الصحفيين المصرية التي طوقتها القوات الأمنية ومنعت حركة المرور باتجاهها.
قبل تظاهرات #25_أبريل قوات الأمن المصرية تغلق محيط #نقابة_الصحفيين أمام السيارات والمشاة pic.twitter.com/Ym9UAatwIJ
— نون بوست (@NoonPost) April 25, 2016
وكذلك أصدرت القيادات الأمنية بمديرتي أمن القاهرة والجيزة تعليمات مشددة للسيطرة على التظاهرات، حيث أعلنت عن تجهيز 25 ألف ضابط ومجند بأحدث الأجهزة والمعدات لمواجهة التظاهرات، وقررت تفريغ جميع أقسام المحافظتين من المساجين تحسبًا لقيام المتظاهرين باقتحام أقسام الشرطة، كما حدث فى جمعة الغضب يوم 28 يناير 2011.
تظاهرات المحافظات تنطلق
هذا وانطلقت بعض التظاهرات في محافظات خارج نطاق العاصمة كان أبرزها في محافظة الشرقية، والتي نقل النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بعض صورها، فيما أكدوا وقوع اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين.
الشرقية بدأت بدري
سلسله صباحية لثوار قرية أولاد سيف بطريق بلبيس الزقازيق منذ قليل#الثوره_مستمره#انزل_25ابريل#ارحل pic.twitter.com/N3Nd3ChM5d
— طلاب ضد الانقلاب (@sac_azhar) April 25, 2016
وعلى صعيد آخر من المنتظر في الساعات القادمة أن تنطلق تظاهرات عدة خاصة في القاهرة الكبرى (القاهرة والجيزة) من مناطق مختلفة.
جدير بالذكر أن العديد من القوى السياسية المعارضة في مصر وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين قد أعلنت مشاركتها في تظاهرات اليوم مع الحرص على رفع أعلام مصر فقط دون أي شعارات حزبية.
فيما انضم العشرات من الشخصيات السياسية المصرية -وغالبيتها تنتمي لأحزاب يسارية وليبرالية- لحملة “مصر مش للبيع”، والتي تهدف بالأساس إلى جمع توقيعات لرفض ما تعتبره “تنازلا” من السلطات عن أراض مصرية
اعتقالات للصحفيين
شهد اليوم اعتقال عشرات الصحفيين حتى الآن بسبب رغبتهم في تغطية حراك التظاهرات على الأرض، حيث وثق النشطاء اعتقال أكثر من صحفي من أطراف ميدان التحرير، كما منع آخرين من الوصول إلى أماكن تجمع التظاهرات، أبرزهم كان عضو نقابة الصحفيين محمد عبدالقدوس الذي أكد أن هذا الأمر لم يحدث منذ 75 عامًا أن تحاصر النقابة بهذه الصورة.
منعني الأمن اليوم الاثنين من دخول نقابة الصحفيين و هذه أول مرة في تاريخ نقابتنا من 75 سنة يتم فيها منع الصحفيين من دخول نقابتهم
— محمد عبد القدوس (@mabdelkodos) April 25, 2016
فيما أعلنت مراسلة بي بي سي عن توقيف سيارة القناة على أطراف ميدان التحرير ومنعها من التصوير.
الأمن يتعدى على التظاهرات
انطلقت تظاهرات اليوم في عدة محافظات لكن قوات الأمن المصرية كانت لها بالمرصاد، حيث تصدت تجمعات الأمن المركزي لعشرات التظاهرات، واشتكبت مع المتظاهرين، مع دعا بعض النشطاء إلى اتخاذ مسارات أخرى وأماكن تجمعات مختلفة غير التي أعلن عنها من قبل.
التجمع دلوقتي عند كوبري أرض اللوا شارع السودان#الثوره_مستمره
— طلاب ضد الانقلاب (@sac_azhar) April 25, 2016
هذا وحاصرت قوات الأمن عدة تظاهرات في عدة محافظات مصرية، أهمها بالجيزة وتظاهرات أخرى في بلطيم بمحافظة كفر الشيخ، وتظاهرات في قرية البصارطة بدمياط.
كما اشتبكت قوات الأمن المصرية مع المتظاهرين في منطقة الدقي وناهيا، وكذلك تصدت لتظاهرات خرجت من منطقة بولاق، وتكرر السيناريو نفسه في محافظة بني سويف.
Police moving to disperse demonstration in Mesaha square. #April25 #Egypt pic.twitter.com/P1C56LG7ls
— Egyptian Streets (@EgyptianStreets) April 25, 2016
بينما يستعد المتظاهرون المصريون الآن للتجمع في نقاط جديدة مختلفة بعد أن فرقت قوات الأمن العديد من هذه التظاهرات بالقوة.
تضامن الجاليات المصرية بالخارج
هذا وقد أعلن البعض من الجاليات المصرية بالخارج عن تضامنه مع تظاهرات اليوم بتنظيم وقفات احتجاجية أمام السفارات والقنصليات المصرية في عدة بلدان، كان أبرزها إعلان الجالية المصرية في اسطنبول، وكذلك في تونس حيث أقيمت وقفة احتجاجية أمام السفارة المصرية هناك.