“السعودية 2030”: أهم ملامح الرؤية السعودية الجديدة وفقًا لإعلان بن سلمان

كشف ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في أول مقابلة تلفزيونية له عن رؤية السعودية 2030، وذلك في لقاء حصري وخاص لقناة “العربية” الفضائية السعودية، حيث حدد الأمير السعودي أهداف هذه الرؤية للأعوام الخمسة عشر المقبلة عبر جدول أعمال موسع لتحقيقها.

أرامكوا و”التخلي عن الإدمان النفطي” 

بن سلمان استهل حديثه عن وضع شركة أرامكوا في الرؤية السعودية المقبلة، حيث رأى إن الفائدة الأكبر لطرح أرامكو في السوق سيكون الشفافية، لأن الناس في وجهة نظره تضايقوا من غياب بياناتها، وأن طرح جزء من أرامكو سيجعلها شفافة وتحت رقابة البنوك والجميع، مشيرًا إلى أن اكتتابها سيكون الأكبر في التاريخ.

يرى بن سلمان أنه يجب تغيير طريقة الاعتماد على النفط فقط في الاقتصاد السعودي، مشيرًا إلى وجود حالة لدى السعودية سماها بـ”إدمان النفط” مما عطل تنمية القطاعات كثيرًا، مضيفًا أن المملكة أسست وأدارها الملك عبد العزيز ورجاله من دون نفط في بداية تاريخها.

وقد بين أيضًا صندوق الاستثمارات الذي يديره لن يتحكم في أرامكو وسيكون هناك مجلس إدارة خاص بها. كاشفًا أن هذا الصندوق سيسيطر على 10% من القدرة الاستثمارية في العالم، وأنه سيتم تحويل أراض للدولة إلى صندوق الاستثمارات لتطويرها وحل مشاكل المدن، معتبرًا أن 2015 كانت سنة الإصلاح السريع، وستكون 2016 إصلاح سريع ممنهج ومخطط له في المملكة.

نقاط قوة السعودية

صرح بن سلمان في مقابلته أن المملكة العربية السعودية تمتلك العمق العربي والإسلامي والاستثمار بالإضافة إلى الموقع الجغرافي، وهو ما سيمكن السعودية في وجهة نظره من توفير فرصًا ضخمة للاستثمار والبناء.

وكمثال على استثمار نقاط القوة هذه تحدث بن سلمان على الموقع الجغرافي واستغلاله يظهر ذلك في جسر الملك سلمان الذي وصفه بأنه سيكون أهم معبر بري في العالم.

هيكلة الاقتصاد

الرؤية السعودية ستقوم بحسب تصريحات الأمير على هيكلة قطاعات في وزارة المالية بينها إعداد الميزانية خلال سنتين، لتوفير الأموال لقطاع البنية التحتية من أجل حل المشاكل الهيكلية داخل الدولة والتي أهمها مشكلة الاسكان والبطالة.

وكمثال على إعادة هيكلة القطاعات الاقتصادية تحدث عن الإسكان وإعادة هيكلة القطاع ما سيساهم في رفع نسب تملك السعوديين، كاشفا أن وزارة المياه فشلت في إعادة هيكلة الدعم في المياه لأنه لا يجوز أن يذهب دعم الطاقة والمياه إلى الأثرياء.

وأشار إلى أن الدعم سيكون لأصحاب الدخل المتوسط وما دون المتوسط، وأن الأثرياء الذين سيعترضون على إعادة تعرفة الدعم سيصطدمون مع الشارع وأن رؤية دعم الطاقة والمياه ستطبق حتى على الأمراء والوزراء.

الجرين كارد السعودي

تحدث الأمير باستفاضة عن مشروع “الجرين كارد” الذي أعلن عنه سابقًا في حوار له مع مجلة أجنبية، حيث أكد أن من خلالع سيتمكن العرب والمسلمين من العيش طويلاً في المملكة، وأنه سيكون رافداً من روافد الاستثمار في المملكة، وأنه سيطبق خلال الخمس سنوات المقبلة، ضمن مشاريع أكبر لدعم السياحة في السعودية، داعيًا إلى فتح المجال للسياحة لجميع الجنسيات بما يتوافق مع قيم ومعتقدات المملكة.

السعودية ستدخل مجال الصناعات العسكرية

أبدى محمد بن سلمان تعجبه من عدم وجود صناعة عسكرية سعودية رغم أن السعودية تعد ثالث أكبر دولة في الإنفاق العسكري، وكشف عن خطة لاستغلال المعادن في السعودية في الفترة المقبلة، حيث أنه لا يتم استغلال سوى 5% فقد وبطريقة غير صحيحة.

أعلن الأمير أيضًا في هذا الصدد عن إنشاء شركة قابضة للصناعات الحكومية العسكرية والتيستطرح لاحقًا في السوق نهاية العام 2017، ومن خلالها سيتمكن المواطن السعودي من الاطلاع على الصفقات العسكرية بشكل واضح.

كل هذه الخطوات في الخطة السعودية الجديدة لتعديل الخلل في التوازن العسكري الاستراتيجي لجيشها في المنطقة الذي ينفق كثيرًا ورغم ذلك تقييمه من حيث القوة متراجعًا.

مكافحة الفساد

تحدث بن سلمان عن جزء مهم في الرؤية السعودية الجديدة في ناحية مكافحة الفساد بالتحديد حيث أبدى أمله بأن تكون السعودية من أقل دول العالم في نسب الفساد، من خلال عدة إجراءات ستتخذها المملكة، معلنًا أن أهمها الاتجاه إلى  الخصخصة كجزء مهم في مكافحة الفساد.

هذه كانت أبرز ملامح الرؤية السعودية الجديدة التي أقرها مجلس الوزراء السعودي، حيث ترأس المجلس اليوم الملك سلمان بن عبدالعزيز وأعلن الموافقة على رؤية المملكة العربية السعودية 2030، الصادر في شأنها قرار مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وقيام مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بوضع الآليات والترتيبات اللازمة لتنفيذ هذه الرؤية ومتابعة ذلك، وكذلك قيام الوزارات والأجهزة الحكومية الأخرى – كل فيما يخصه – باتخاذ ما يلزم لتنفيذ هذه الرؤية، وفقًا للآليات والترتيبات المشار إليها.

هذه الخطة التي انطلقت من خلال مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بعد عقد عدة لقاءات موسعة مع خبراء في الاقتصاد وعدة شرائح في المجتمع السعودي، وفي النهاية خرج البرنامج مستهدفًا قياس أداء الأجهزة الحكومية السعودية من خلال 551 مؤشر قياس يعني بـ 17 مكون رئيسي يستهدفهم البرنامج التنموي.

ومن المفترض أن يحقق هذا البرنامج وفق خططه الموضوعة نقلة نوعية للسعودية في جميع المجالات، من خلال عدة آليات مقترحة وضعت للتنفيذ كان أهمها إتاحة ممارسة المرأة للتجارة والعزم على تسهيل الإجراءات لها بما يحقق تذليل العقبات التي تواجهها وتحفظ حقوقها.

بعد أن أنفقت الرياض عشرات الملايين من الدولارات على شركات الاستشارات، للمساعدة في وضع إطار خطة التحول الوطني. حيث  كانت شركة “سورس جلوبال ريسيرش” للاستشارات قد قدرت في وقت سابق، أن إجمالي الإنفاق السعودي على الخدمات الاستشارية، التي يطلب معظمها الحكومة، أو هيئات مرتبطة بها، ارتفع بأكثر من 10% خلال 2015 مقارنة مع 1.06 مليار دولار خلال 2014.

السعوديون يحتفون على تويتر

تصدر هاشتاج #التحول_الوطني٢٠٣٠ الترند السعودي بالتزامن مع إعلان ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن خطة التحول الوطني “رؤية السعودية 2030” التي حددت أهداف الفترة المقبلة في المملكة.

أبدى الكثير من المغردين، لا سيما من الشباب، ترحيبًا وتفاؤلًا بالخطة التي يتوقعون أن تعمل على توفير الوظائف وإتاحة فرص اقتصادية جديدة، وربما المزيد من الحريات الاجتماعية، بحسب ما تحدث بن سلمان من قبل.

مصلح القرني رأى أن وجود رؤية معلنة للجميع بحد ذاتها خطوة قوية ستتطور مع المتابعة.

فيما أبدى البعض إعجابهم بحديث الأمير محمد بن سلمان على قناة العربية

وتفائل البعض الآخر بهذه الرؤية متمنيًا من خلالها وضع حد للفساد.

بينما أثار مغردون من وجهة نظر أخرى تساؤلات حول الرؤية السعودية الجديدة، مثل التساؤل عن موقفها من الضغوط الأمريكية على المجتمع السعودي

والبعض علق على حديث الأمير عن الفساد، مطالبين بمحاسبة الفاسدين، معتبرين أنه لا تحول بدون شفافية وإصلاح حقيقي بحسب تغريدة نضال

أما أبو لجين إبراهيم فقد لاحظ في لقاء الأمير تفادي أي سؤال حساس يتعلق بمستقبل المرأة السعودية .

وفي النهاية يأمل السعوديون أن تنزل هذه الخطة على أرض الواقع لبناء مستقبل جديد بالمملكة بعيدًا عن اقتصاد النفط الذي بدأ في التهاوي، وهو ما أكد عليه بن سلمان في لقاء اليوم الذي حظي بشعبية كبرى بين السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي، منتظرين أن تحدث هذه الرؤية تحولات جوهرية في المجتمع السعودي في الفترة القادمة.