تسعى المملكة المغربية جاهدة إلى تجاوز تداعيات الهجمات الإرهابية التي استهدفت عددًا من دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالإضافة إلى هجمات باريس وبروكسيل، على القطاع السياحي في البلاد، من خلال التوجه نحو السوق العربية وعلى رأسها الخليجية.
ويطمح المغرب لتعزيز موقعه بالسوق السياحية للشرق الأوسط، من خلال استقطاب 224.200 سائح من هذه السوق (مقابل 198.229 مسجلة سنة 2015)، وتحقيق نسبة حددتها وزارة السياحة المغربية في 10% سنة 2016.
وقال بيان صادر عن وزارة السياحة المغربية بمناسبة مشاركة المغرب في الدورة الـ 23 للسوق العربية للسفر، المنظم من 25 إلى 28 أبريل الجاري بدبي، “إن تكريس حصص المغرب من أسواق دول الخليج والشرق الأوسط يعد أحد أهم أولويات وزارة السياحة التي تطمح إلى تعزيز تواجد وجهة المغرب وتموقعها بهذه السوق التي تعد من الأسواق السياحية ذات القيمة المضافة العالية”.
وحسب نص البيان، فإن السوق السياحية للشرق الأوسط تعتبر سوقًا واعدةً بفضل تدفق أكثر من 51 مليون سائح سنة 2014 (حسب المنظمة العالمية للسياحة) ومتوسط نمو سنوي بمعدل 4.7% خلال الفترة ما بين 2005 إلى 2014.
وتراهن وزارة السياحة المغربية على تنمية المحور السياحي مع دبي التي تعتبر بالنسبة لها من الأسواق الواعدة، وجعل المغرب وجهة متميزة وبعرض متنوع تتوفر فيه مجموعات فندقية ذات سمعة دولية، وخدمات جيدة، وسياحة ذات قيمة مضافة، من سياحة الأعمال والتسوق والسياحة الثقافية.
وأعلن المكتب الإقليمي الوطني المغربي للسياحة لمنطقة الشرق الأوسط عن إطلاق برامج خاصة للعطلات العائلية الخاصة بدول مجلس التعاون الخليجي خلال مشاركته في معرض سوق السفر العربي 2016 الذي انطلق في دبي أمس الإثنين.
الصحراء المغربية أفضل وجهة سياحية لعاشقي الرمال
وكشف استطلاع للآراء قام به موقع “ترافل ماركت” تضاؤل رغبة السياح البريطانيين في الذهاب إلى المغرب، لقضاء أيام العطلة، وخاصة في مدينة مراكش، إذ طرح الموقع سؤال: “هل ترغب في قضاء أيام من عطلتك في المغرب أو تركيا؟”، فجاءت أغلبية الآراء سلبية، مما بيّن تأثر سمعة البلدين بما يجري في محيطهما الإقليمي الساخن.
وحسب موقع “ليكسبريس” البريطاني، فإن مدينة مراكش كانت من أبرز الوجهات التي يفضل البريطانيون زيارتها في المغرب، في حين أظهرت نتائج الاستطلاع الجديد أنها فقدت 11 مركزًا، لتكون بذلك في المرتبة الـ 35 في قائمة أكثر الوجهات السياحية التي يرغب البريطانيون قضاء العطلة فيها خلال 2016.
ووضعت الخارجية البريطانية بعد تحيين معطياتها عن الدول المعرضة لتهديدات إرهابية، عقب الهجمات الإرهابية التي شهدتها العاصمة البلجيكية، المغرب في خانة الدول التي تواجه “تهديدات مرتفعة”، رغم أنها تبقى أقل دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعرضًا للتهديدات الإرهابية.
رغم تراجع عدد السياح الوافدين، أعلنت وزارة السياحة المغربية، أمس الإثنين، أن عائدات قطاع السياحة بلغت 1.24 مليار دولار خلال الربع الأول من العام الجاري 2016، مسجلة ارتفاعًا نسبته 6.5%، مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، وقالت الوزارة في تقرير، إن عدد السياح الذين زاروا المغرب خلال يناير وفبراير من العام الحالي، بلغ 1.2 سائح، بتراجع بلغ 1.5% مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، حيث بلغ عددهم مليون و219 سائحًا.
وبحسب إحصاءات وزارة السياحة المغربية، فإنه في الوقت الذي سجل عدد السياح الأجانب تراجعًا، ارتفع عدد الجالية المغربية المقيمين بالخارج الذين زاروا المغرب خلال أول شهرين من العام الجاري الأولين بنسبة 2.6% مقارنة مع نفس الفترة من 2015.
وتراجع معدل السياح الفرنسيين، إضافة إلى تراجع السياح القادمين من ألمانيا وإسبانيا، مقابل ارتفاع السياح القادمين من الولايات المتحدة الأمريكية وهولندا وإيطاليا، كان عدد السياح الذين زاروا المغرب خلال 2015 قد بلغ 10.177 مليون سائح، بتراجع قدره 1% مقارنة مع 2014.
تتركز السياحة في المغرب إلى حد كبير في وجهتين رئيستين اثنتين: مراكش وأكادير، ويطمح المغرب في أن يكون من بين أكبر عشرين وجهة عالمية بحلول عام 2020 وفرض نفسه كمرجع في مجال التنمية المستدامة في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
منتجع مازاغان السياحي الوجهة العائلية الأبرز في المغرب
أعلن المغرب في فبراير، مراجعة رؤيته لاستراتيجية السياحة في 2020، وأطلقت الرباط خطتها في عام 2010، وتهدف إلى خلق 200 ألف سرير إضافي و470 ألف وظيفة جديدة، وتكافح الدولة من أجل جلب المزيد من ركاب الترانزيت وجذب 160 ألف زائر من غرب إفريقيا سنويًا، وفتح المغرب محادثات مع شركات طيران منخفضة التكاليف لجذب المزيد من السياح من أوروبا.
تقوم هذه الرؤية على الاستمرار في جعل السياحة أحد المحركات الرئيسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالمغرب، وتهدف رؤية 2020 إلى مضاعفة حجم القطاع وطاقته الاستيعابية، مع إنشاء 200.000 أسرة جديدة.
ومن المتوقع أن تساعد هذه الطاقة الاستيعابية الجديدة في مضاعفة عدد السياح الوافدين من أوروبا والبلدان الناشئة، وسيتم خلق 470 ألف وظيفة مباشرة جديدة في جميع أنحاء البلاد (1 مليون بحلول 2020)، ومن المتوقع أن تصل عائدات السياحة إلى 140 مليار درهم في عام 2020، وتعتزم رؤية 2020 أيضًا مضاعفة رحلات السكان المحليين ثلاث مرات.
وتقوم الرؤية على إطلاق سياسة جديدة للتهيئة والتنمية، حيث تم إنشاء ثماني مناطق منسجمة، ويتمثل الهدف من ذلك في جعلها تتبوأ مكانة دولية مرموقة ومساعدتها في أن تكون وجهة سياحية قائمة بذاتها.
سعي متواصل لاستغلال المناطق الأثرية و جمال الطبيعة لدفع قطاع السياحة
كان المكتب الوطني المغربي للسياحة، كشف عن المضي للترويج لوجهة المغرب في العام الحالي، حيث يراهن الأول على الأسواق التقليدية، خاصة ألمانيا وإنجلترا، بالموازاة مع ربط شراكات مع شركات النقل وتكثيف النقل الجوي.
ويعتقد المسؤولون المغاربة أن بلوغ هدف 20 مليون سائح بحلول 2020 يقتضي البحث عن أسواق مصدرة غير السوق الفرنسية، التي تمثل نسبة 35% من السياح الوافدين إلى المغرب، الذي يدر عليه النشاط السياحي حوالي ستة مليارات دولار، تأتي كما في العام الماضي من حوالى عشرة ملايين سائح.
كما يسعى المغرب لجذب المزيد من السياح من روسيا والصين وغرب إفريقيا، مستغلة حالة عدم الاستقرار في الدول المجاورة، وتخطط الرباط لفتح خطوط جوية جديدة مع موسكو.
يشغل قطاع السياحة في المغرب أكثر من 480 ألف شخص، فيما تبلغ أرباح القطاع 6.88 مليار دولار (60 مليار درهم)، وتعتبر صناعة السياحة أول مصدر للعملة الأجنبية بالبلاد، بحسب رئاسة الحكومة المغربية.