يقول بكلماته الخاصة : كنا 14 شخصاً وسط البحر، ويدي بيد صديقي أكرم نحاول أن يدفيء أحدنا الآخر من شدة البرد، ولكن بعد نصف ساعة من اقلاع المركب من الشواطئ التركية باتجاه اليونان انطفأ الموتور ولما حاولنا العودة فقدنا التوازن بسبب كثرة العدد وانقلب المركب وغدا كل من كان على المركب في المياه الباردة جداً، أصبحت أجمع الناس حولي وسط البحر قبل أن أكتشف أن طفلاً بعمر العام ومسنّاً بحدود الستين ماتا بعد أول نصف ساعة في الماء البارد، وبجانبي صديقاي كرم وغيث وكلاهما أصابهما البرد واستسلما للعجز عن الحركة.
ثم يضيف : في هذه اللحظة جاء خفر السواحل الا أنه لم يشاهدنا، فأخبرتهم أنّي سأسبح الى الشاطئ التركي مع اثنين آخرين لأخبر خفر السواحل ليأتوا اليكم، سبحت مسافة 13 كليو متراً لمدة 6 ساعات، وقبل أن نصل الشاطئ بنصف ساعة كان أحد الذين معي يواجه الموت، سبحت بسرعة الى الشاطئ لأجد نفسي لا أقوى على الحركة وأخبرت أحدهم بأن يتصل بخفر السواحل، وخلال 10 دقائق كانت الشرطة قد أتت لأخبرهم بمكان أصدقائي ويأخذوني الى المستشفى بين الحياة والموت.
بعد أن أخذوني الى غرفة الانعاش واستعدت بعضاً من وعيي دخل عليّ أحد الذين تركتهم وسط البحر كما لو أنها اشارة لأن الذي تركتهم خلفي ما زالوا على قيد الحياة، سألته عن أصدقائي فقال أن حالتهم ما زالت تحت الخطر، بعد ذلك سألت الدكتور عنهم فأخبرني أنهم في الأسفل، ولم أفهم معنى في الأسفل حتى نزلت فوجدتهم جميعاً في مغسلة الموتى، حيث كان أصدقائي كرم وجمال ويوسف وغيث كلهم قد ماتوا، لم أستوعب الصدمةوأخرجتني الشرطة من الغرفة وأعادتني أكثر من مرة، لاحقاً عرفت أن 6 أشخاص آخرين ماتوا كذلك : اثنان غرقاً وأربعة توقف قلبهم بسبب البرد.
وهذه مجموعة صور يقول عنها نور أنه حصل عليها من موقع خفر السواحل التركي توضح الموقع والضحايا أثناء اسعافهم.
امرأة تدعى روكسان محمد، فقدت الطفل الذي بين يديها وعمره عام أول انقلاب القارب بسبب انخفاض درجة المياه، ثم فقدت والد زوجها غرقاً
أثناء اسعاف نور
كرم بيوش صديق نور بجانب رجال الاسعاف
غيث نعسان صديق نور ممداً على الأرض بعد وفاته