تحدث مسؤولون غربيون على أن الولايات المتحدة وحلفائها عقدوا محادثات مباشرة مع قادة من الجبهة الاسلامية المشكلة حديثاً في سوريا، والتي انطوى تحتها مؤخراً سبع تشكيلات عسكرية ضخمة من حيث العتاد والعدة، في الوقت الذي تعترف فيه الولايات المتحدة في المكاسب التي حققتها الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة والمرتبطتان بتنظيم القاعدة في سوريا بقوة السلاح في سوريا.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن هذه التحولات في سياسية الادارة الأمريكية تهدف بشكل مباشر الى اضعاف القاعدة في سوريا بعد اعتراف مسؤلين غربيين عن خطر القاعدة والذي لا يقل عن خطر نظام بشار الأسد، في الوقت الذي يشعر فيه مسؤولون غربيون آخرون بالقلق بالقلق حيال هذه “المغازلة” الأمريكية للمجموعات الاسلامية في الوقت الذي أعلنت فيه علانية نيّتها اقامة دولة اسلامية في سوريا بعد سقوط النظام السوري، بينما امتنعت الولايات المتحدة عن تسليح هذه المجموعات خوفاً من انتهاء المطاف بهذا السلاح الى أيدي المجموعات المتربطة بالقاعدة.
الغرب وحليفها السعودية بشكل عام بدؤوا خلال الشهرين الماضيين التمحور حول مجموعة من الكتائب الاسلامية ذات الصيت والعمل المشترك والسيطرة الواسعة على الأرض في سوريا، والتي اتحدت مؤخراً ضمن ما سمي في الجبهة الاسلامية مستبعدين من هذا التحالف جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق و الشام والمرتبطان بتنظيم القاعدة، بينما تتخذ السعودية طريقها الخاص منذ وقت طويل عن طريق دعم وتسليح جيش الاسلام -وكتائب أخرى- والذي أصبح جزءاً مهماً من الجبهة الاسلامية التي تعتبر أكبر فصيل مسلح في سوريا، على الرغم من تخوّف الولايات المتحدة من هذا التسليح.
الجبهة الاسلامية والتي قدّرها مسؤولون غربيون على أنها تحوي نصف أعداد المقاتلين في سوريا حفزّت ادارة اوباما الى ارسال مبعوث أمريكي للجلوس معها والسماع الى وجهات نظرها، حسب ما قاله مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، حيث يكمن الهدف الرئيسي من هذه المحادثات في محاولة اقناع الكتائب الاسلامية المشاركة في محادثات السلام في مؤتمر جنيف 2 الرامية الى ايجاد حلّ سلميّ للأزمة السورية، بينما أعلنت معظم الكتائب المنطوية تحت الجبهة الاسلامية في وقت سابق رفض مؤتمر جنيف 2 وسحب الشرعية من الائتلاف الوطني الذي قد يمثل المعارضة السورية في هذه المحادثات، في الوقت الذي يقول ذات المسؤول أن المحادثات تهدف كذلك الى معرفة اذا ما كانت هذه الجبهة تمثل قوة تجعلها جديرة باشراكها في هذه المحادثات وأخذها في الاعتبار في العمليات الدبلوماسية القادمة مستقبلاً لسوريا أم لا.