لو كنت عاشقًا لأفلام وروايات الفانتازيا مثل سيد الخواتم وهاري بوتر وغيرها من الأفلام التي تنتمي لهذا النوع؛ فبالتأكيد لاحظت وجود نمط متكرر أو كليشيه بين هذه الأفلام، الأشياء التي تم استخدامها مرارًا وتكرارًا وبعضها يستمتع به المشاهد أو القارئ، والبعض قد يقتل متعة مشاهدتنا لهذه الأعمال، فما هي أشهر الكليشيهات المستخدمة في الفانتازيا؟
1- النبوءة
أهم الأشياء التي تدفعنا لمشاهدة فيلم أو قراءة كتاب هي الرغبة في معرفة ما سيحدث بعد ذلك، ما العقبات التي ستواجه البطل، وكيف سيقوم بالتغلب عليها؟ فإن كان القارئ لديه معرفة مسبقة بما يواجه البطل فإن هذا بالتأكيد سيقتل جزءًا من متعته، وعلى أسوأ تقدير فإن القارئ قد يشعر أن أحداث الرواية قد أُفسدت عليه، كمثال، في رواية إراجون عندما تنبأت أنجيلا بموت أحد أحباء إراجون وتم تحقيقها بموت بروم في النهاية.
2- المختار
وهذا الكليشيه مرتبط بالنبوءة أيضًا، فهناك هاري بوتر، وهناك لوك من سلسلة ستار وارز ونيو من سلسلة ماتريكس، كلهم مختارين بلا سبب واضح أو منطقي ليكونوا هم الخاصين بالنبوءة، ولعل هذا الكليشيه شهير لأنه يداعب أحلام طفولتنا عندما كنا صغار بأن يتم اختيارنا لنصبح مشهورين بدون أن يكون هناك سببًا حقيقيًا لذلك.
3- سيد الظلام
مثل فولدمورت في هاري بوتر أو ساورن في سيد الظلام، ولا أعني أن كل شرير في الأفلام أو الروايات الفانتازيا هو شخصية كليشية، بل أقصد وجود سيد ظلام شرير من أجل الشر، بدون إخبارنا بالدافع الحقيقي لكونه شريرًا، ومن الأمثلة الجيدة على صنع شخصية شريرة غير كليشية شخصية سميغل في سيد الخواتم فهو يعاني صراع مع نفسه طوال الوقت ولا نشعر حتى في خيانته لفرودو وسام أنه كان شريرًا من أجل الشر بل كان هناك دافعًا حقيقيًا وراء تصرفاته، وأيضًا شخصية فاجارد من رواية السيف المكسور الذي يثير سؤالاً وجوديًا، وهو هل يولد الإنسان بطبيعة خيرة أو شريرة أم يقوم هو بتحديد مصيره الخاص؟ كما أن الشرير لا يرى نفسه شريرًا بل يرى أنه بطل من منظوره الخاص.
4- البطل النقي
مثل كليشيه سيد الظلام فإن شخصية البطل عندما تكون خيرة من أجل الخير بدون دوافع أو صراعات داخلية فإنها تصبح كليشية ومملة، ولهذا السبب فإن باتمان أفضل من سوبرمان في كونه بطلًا خارقًا.
5- الساحر العجوز الحكيم
وهي من أشهر الكليشيهات المستخدمة في الفانتازيا، جاندالف في سيد الخواتم، دمبلدور في هاري بوتر، وغيرها، لا يكون وجود الساحر في حد ذاته شيئًا سيئًا إلا إذا تم استخدامه كإله من الآلة مثل ما كان يحدث في المسرحيات الإغريقية حين يتعقد الموقف، فيتم إنزال أحد الممثلين بآلة رافعة ليقوم بدور إله من آلهة الإغريق يحل الأمر حل سحري بدون تدخل من الأبطال لإنقاذهم من المأزق، فكلما وقع الأبطال في مشكلة يقوم الساحر بتحريك عصاه لحلها، ويقع تحت هذا الكليشيه أيضًا شخصية أصلان من روايات نارنيا حيث يقوم بحل كل المشكلات نيابة عن الأبطال مما يفقد الرواية جزءًا من حماسها ومتعتها.
6- الخير لونه أبيض والشر لونه أسود
من الكليشيهات المشهورة في الفانتازيا أن يكون الشرير قبيح الشكل بينما البطل جميل وفي الغالب يكون رجلًا أبيض، كمثال شخصيات الإيلف بيض البشرة والأورك قبيحي الهيئة في أفلام سيد الخواتم وغيرها، فمن الأمثلة رواية نارنيا حيث يكون أصحاب البشرة البيضاء هم الخير وأصحاب البشرة الداكنة أو سكان كالورمين هم الشر دومًا، ومن الأمثلة على كسر هذا الكليشيه رواية صراع العروش حيث يكون النبلاء البيض في الغالب هم أسوأ الشخصيات في الرواية.
7- الغابة المظلمة
في المعتاد يضطر الأبطال للعبور من غابة مظلمة أو مسكونة مثل غابة ميركوود في سيد الخواتم والغابة المحرمة في هاري بوتر، وهي من الكليشيهات المتكررة في الفانتازيا، وفي الغالب تكون مسكونة بعناكب ضخمة قبيحة تحاول قتل الأبطال.
8- الزي الموحد
كمحاولة للتمييز بين الأجناس المختلفة يلجأ المخرجون إلى جعل كل جنس من الأجناس المختلفة يرتدون نفس الملابس ويتحدثون بنفس الطريقة ويتصرفون بشكل متماثل كأنهم نسخ متكررة، وهذا غير واقعي وغير منطقي، فإذا نظرنا للجنس البشري نجد تعددًا كبيرًا وثقافات مختلفة، ولكن لا يكون الحال هكذا عند الحديث عن الإيلف أو الدوارف أو الأورك.
9- معارك غير واقعية
البطل يتلقى عدة طعنات بالسيف ويظل يقاتل كما لو أنه لم يصاب بخدش واحد، لا شك أنك رأيت هذا المشهد في العديد من الأفلام، وكذلك العلاج غير المنطقي للجروح، فالبطل قد يصاب بكسر شديد ثم تجده في اليوم التالي سليمًا معافى، أو يتلقى البطل طعنة مميتة ثم تجده بعد ذلك في أحسن حال، بالرغم من أن الفانتازيا في الغالب تدور في فترات العصور الوسطى حين كان الطب أقل مما هو عليه الآن بكثير مما يعني أن هذه الإصابات ستظل لفترات طويلة وستسبب ألمًا شديدًا، ولكن جورج مارتن مؤلف صراع العروش يكسر هذا الكليشيه أيضًا بالعديد من شخصياته يصابون بإصابات خطيرة ودائمة، ناهيك عن تعرض العديد من شخصيات الرواية المحورية للقتل.
10- السحر
عندما يكون السحر حلًا لكل شيء فإن الرواية بالتأكيد ستفقد جزءًا من متعتها وتشويقها، كما أن وجود السحر بلا حدود سيقتل جزءًا كبيرًا من متعة الرواية بدلًا من أن يكون وسيلة لإضافة الإثارة والتشويق للرواية أو الفيلم.
فمن الأمثلة السيئة لاستخدام السحر رواية هاري بوتر فلا يوجد حدود للسحر ويمكنه أن يفعل كل شيء حتى إنك تتساءل لماذا يوجد عائلة فقيرة مثل عائلة ويزلي بينما تستطيع مدام ويزلي جعل الأطباق تغسل نفسها بنفسها.