فخر العرب والأفارقة
وفعلها ابن الجزائر! واعتلى عرش نجوم أكبر وأهم دوري في العالم! ودخل تاريخ كرة القدم من أوسع أبوابه، بعد أن بات أول لاعب عربي وإفريقي يتوج بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز على مر العصور، ليسطر اسمه بأحرف من ذهب ضمن سجل النجوم والمشاهير، في موسمه الثاني فقط ضمن جنة البريمير ليغ، والذي أبدع خلاله وأمتع، وساهم بشدة في معجزة فريقه ليستر سيتي، ليستحق جائزته الثمينة بكل جدارة، ويستحق معها إشادة وتقدير جميع من تابع تألقه المستمر منذ بداية الموسم، من نقاد وصحفيين ولاعبين ومشاهدين، أبهرهم ما فعله النجم العربي الجزائري القادم من غياهب الدرجة الثانية في فرنسا، والذي تحدثنا بإسهاب عن مسيرته الرياضية الواعدة من خلال المقال الذي نُشر في نون بوست مطلع العام الحالي تحت عنوان: رياض محرز: نجم عربي يطرق أبواب العالمية
محطات من تاريخ الجائزة الرفيعة
البلجيكي إيدين هازارد الفائز بجائزة الموسم الماضي
جائزة لاعب الموسم في إنجلترا ((Player of the Year تقدمها رابطة اللاعبين المحترفين التابعة للاتحاد الإنجليزي (PFA)، وهي مجموعة من قدامى اللاعبين البريطانيين، عددهم حاليًا 4000 عضو، يقوم كل منهم بترشيح اللاعب الأفضل في الدوري الإنجليزي من وجهة نظره، وفي النهاية يفوز اللاعب الذي حقق النسبة الأعلى من الأصوات، وقد قُدمت الجائزة لأول مرة عام 1975، وفاز بها لاعب ليدز يونايتد نورمان هانت.
5 لاعبين فقط استطاعوا الفوز بالجائزة مرتين هم، الويلزي غاريث بيل عامي 2011 و2013 مع توتنهام، البرتغالي كريستيانو رونالدو عامي 2007 و2008 مع مانشستر يونايتد، الفرنسي تيري هنري عامي 2003 و2004 مع أرسنال، الويلزي مارك هيوز عامي 1989 و1991 مع مانشستر يونايتد، والإنجليزي ألان شيرر عامي 1995 و1997، وهو الوحيد الذي حقق الجائزة مع فريقين مختلفين، بلاكبيرن في المرة الأولى ونيوكاسل في الثانية.
إضافة إلى الأسماء السابقة، يزخر سجل الفائزين بالجائزة عبر تاريخها بالكثير من الأسماء الكبيرة، كبيتر شيلتون عام 1978، كيغن كيغان عام 1982، كيني دالغليش عام 1983، إيان راش عام 1984، غاري لينيكر عام 1986، إيريك كانتونا عام 1994، دينيس بيركامب عام 1998، دافيد جينولا عام 1999، روي كين عام 2000، تيدي شيرينغهام عام 2001، رود فان نيستلروي عام 2002، جون تيري عام 2005، ستيفن جيرارد عام 2006، رايان غيغز عام 2009، واين روني عام 2010، روبن فان بيرسي عام 2012، لويس سواريز عام 2014، وإيدين هازارد العام الماضي.
يتصدر مانشستر يونايتد ترتيب الأندية التي فاز لاعبوها بالجائزة برصيد 11 مرة، يليه ليفربول بـ6 مرات، ثم كل من توتنهام وأرسنال بـ5 مرات، أما على صعيد جنسية الفائزين فتتصدر إنجلترا الترتيب بفوز لاعبيها 18 مرة، تليها ويلز بـ5 مرات، ثم فرنسا بـ4 مرات.
يعتبر رياض محرز أول لاعب من ليستر سيتي يحقق الجائزة، فضلًا عن كونه أول لاعب إفريقي وثاني لاعب من خارج القارة الأوروبية عمومًا يفوز بالجائزة، بعد الأورغواني لويس سواريز قبل عامين.
مرشحو الموسم الحالي
المرشحون الـ6 لجائزة الموسم الحالي
أُقيم في العاصمة لندن مساء الأحد ٢٤ أبريل، حفل توزيع جوائز الاتحاد الإنجليزي الخاصة بالموسم الحالي للبريمير ليغ، فحقق محرز جائزة أفضل لاعب في الموسم متفوقًا على المرشحين الـ5 الباقين وهم:
– الإنجليزي جيمي فاردي، 29 عامًا: زميل محرز في ليستر سيتي وأحد مفاجآت الموسم السارة، خاض 34 مباراة هذا الموسم سجل خلالها 22 هدفًا وصنع 8، وهو يحتل المركز الثالث في ترتيب الهدافين.
– الإنجليزي هاري كين، 22 عامًا: نجم فريق توتنهام وأفضل لاعب شاب في البريمير ليغ العام الماضي، خاض ٣٥ مباراة هذا الموسم سجل خلالها ٢٥ هدفًا، وضعته في صدارة ترتيب الهدافين.
–الفرنسي نغولو كانتي، 25 عامًا: رمانة ميزان ليستر وقائد خط وسطه، خاض ٣٥ مباراة هذا الموسم سجل خلالها هدفًا وصنع 4، ويعتبر الأفضل في البريمير ليغ على صعيد استعادة الكرات.
–الألماني مسعود أوزيل،27 عامًا: نجم أرسنال العائد للتألق هذا الموسم، شارك في ٣٤ مباراة سجل خلالها 6 أهداف وصنع 18 هدفًا، وضعته في طليعة أفضل أصحاب التمريرات الحاسمة هذا الموسم، على بعد تمريرتين فقط من الرقم القياسي التاريخي للبريمير ليغ المسجل باسم الفرنسي تيري هنري.
–الفرنسي ديميتري بايت، 29 عامًا: أحد أهم أسرار تألق ناديه ويستهام، خاض ٢٨ مباراة سجل خلالها 9 أهداف وصنع مثلها، ويعتبرأحد أفضل أخصائيّ الكرات الثابتة في البريمير ليغ.
بقية جوائز الموسم
ديلي آلي المتوج بجائزة أفضل لاعب شاب
بالنسبة لجائزة أفضل لاعب شاب، دون 23، فقد استحقها نجم توتنهام الصاعد ديلي آلي، 20 عامًا، بعد أن تفوق على كل من؛ هاري كين (توتنهام)، جاك بوتلاند (ستوك)، فيليبي كوتينهو (ليفربول)، روميلو لوكاكو (إيفرتون)، وروس باركلي (إيفرتون).
أما بالنسبة لتشكيلة الموسم، التي تتضمن أفضل اللاعبين في جميع المراكز فقد جاءت على الشكل التالي:
حراسة المرمى: دافيد دي خيا (مانشستر يونايتد).
خط الدفاع: هيكتور بيليرين (أرسنال) – توبي آلديرفيرالد (توتنهام) – ويس مورغان (ليستر) – داني روز (توتنهام).
خط الوسط: نغولو كانتي (ليستر) – ديلي آلي (توتنهام) – ديميتري بايت (ويستهام) – رياض محرز (ليستر).
خط الهجوم: جيمي فاردي (ليستر) – هاري كين (توتنهام).
ماذا فعل رياض مع ليستر هذا الموسم؟
محرز بعد تسجيله هدف فريقه الأول في المباراة الماضية أمام سوانزي
مثّل محرز مفتاح اللعب الرئيسي لفريقه ليستر سيتي، الذي فاجأ النقاد بتتويجه بطلًا للبريمير ليغ هذا الموسم، فقد خاض معه ٣٥ مباراة سجل خلالها 17 هدفًا وصنع 11 تمريرة حاسمة، وقد شرح مدربه الإيطالي كلاوديو رانييري دوره الكبير في فريقه بقوله، “رياض هو الضوء الأخضر الذي يغير لون ليستر عندما يعمل”.
وبدأ مشوار تألق رياض منذ أول أيام الموسم، حين سجل هدفين قاد بهما فريقه للفوز على سندرلاند، قبل أن يسجل مجددًا في المرحلتين التاليتين في مرمى كل من ويستهام وتوتنهام، مساهمًا في منح فريقه بداية ممتازة للموسم، عززها بتسجيله هدفًا في مرمى ستوك سيتي، وهدفين في مرمى ويست بروميتش، قبل أن تنفجر مواهبه التهديفية خلال مباراة سوانزي سيتي ضمن المرحلة الـ15، حين سجل ٣ أهداف (هاتريك) قاد بها فريقه لانتصار عريض وضعه على قمة جدول الترتيب، وبات من خلالها أول جزائري ينجح بتسجيل هاتريك في تاريخ البريمير ليغ.
وتابع تأثيره الكبير في أداء فريقه، فقاده لانتصار ثمين على بطل الموسم الماضي تشيلسي، بهدفين سجل أحدهما وصنع الآخر، قبل أن يوقع على ثنائية في مرمى إيفرتون في المرحلة التالية، ويتابع تألقه أمام الكبار، بتسجيله هدفًا وصناعته آخر خلال مواجهة مانشستر سيتي في المرحلة الـ25، والتي انتهت بفوز الثعالب بنتيجة 3-1.
وأبهر النجم الجزائري المتابعين بصناعته هدفًا رائعًا بكعب قدمه خلال مباراة ويست بروميتش في المرحلة الـ28، قبل أن يضيف 3 أهداف أخرى أمام كل من واتفورد، كريستال بالاس، وأخيرًا أمام سوانزي في المرحلة الـ٣٥، حين سجل أول أهداف الانتصار برباعية بيضاء، مهدت طريق فريقه نحو معانقة حلم بدا بعيد المنال، فإذا به يصبح أمرًا واقعًا مساء الإثنين ٢ أبريل، بمجرد إطلاق الحكم صافرة نهاية قمة ستامفورد بريدج، بتعادل تشيلسي وضيفه توتنهام، آخر منافسي ليستر سيتي على اللقب، ليعلن رسميًا عن فوز الثعالب بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الأولى في التاريخ، وتنطلق الأفراح والليالي الملاح في المدينة الشرقية الصغيرة، التي توجت رانييري ورجاله ملوكًا لها، وعلى رأسهم نجمنا العربي الجزائري رياض محرز، الذي دخل التاريخ مجددًا باعتباره أول لاعب عربي ينجح في التتويج بلقب الدوري الإنجليزي.
أدعوكم ختامًا لمتابعة مقطع الفيديو التالي، عن أجمل ما قدمه محرز مع فريقه من مهارات وأهداف، توجته على عرش نجوم الموسم الحالي من البريمير ليغ.