سرطان الثدي هو شكل من أشكال الأمراض السرطانية التي تصيب أنسجة الثدي وغدد الحليب حيث يتكون على شكل ورم خبيث بإمكانه غزو وتخريب خلايا الأنسجة التي يتكون منها الثدي، وتشير الدراسات إلى أن واحدة من كل ثماني سيدات معرضة للإصابة بالمرض في إحدى فترات حياتها، وقد تطور علاج المرض خلال العشرين عامًا الماضية.
بشكل عام، يمكن لأحدث أبحاث سرطان الثدي أن تسفر عن مزيد من الرعاية الشخصية للمرضى ومزيد من المساعدة لفهم أسباب المرض، وفق ما أشارت إليه صحيفة الإندبندنت في تقرير لها حول الموضوع.
أوضحت كاتبة المقال، آني فوكس، بأن العالم أشاد بالدراسة الجديدة التي شارك بها العديد من الأشخاص من كل أنحاء العالم لكونها قادرة على إعطاء صورة أكثر اكتمالًا للتغيرات التي تحدث في الحامض النووي “DNA” في سرطان الثدي، مما يوفر المزيد من الفرص المحتملة لاكتشاف علاجات جديدة.
كشفت الدراسة التي تشمل البحث في 560 جينًا لسرطان الثدي (أو شفرة وراثية كاملة)، وجود 5 جينات جديدة مرتبطة بالمرض، وكانت الأبحاث التي نُشرت في مجلة Nature and Nature Communications قد أثبتت أن جينات سرطان الثدي “فردية بشكل كبير”، كما يقول الباحثون في معهد Wellcome Trust Sanger.
بدأ الباحثون في النظر إلى جينات المرضى ومن بينهم 4 رجال، مع التركيز على التحولات والطفرات التي تشجع المرض على النمو واتخاذ أنماط مختلفة في كل ورم، وهو ما يُعرف بـ “الإشارات الطفرية”.
وجد الباحثون أن السيدات اللاتي كن أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض، لديهن تشكيلات جينية مختلفة تمامًا عن بعضها البعض، ومميزة عن أنواع سرطان الثدي الأخرى.
تقول الدكتورة سيرينا زاينل والتي تقود فريق الباحثين “في المستقبل، سوف نصبح قادرين على تعريف وتحديد جينات السرطان الفردية، وبالتالي سنتمكن من تحديد العلاج الأكثر نجاحًا للمرأة أو الرجل المصابين بسرطان الثدي، إنها خطوة قريبة من توفير رعاية صحية شخصية للسرطان”.
يقول الدكتور إيوان بيرني، من معهد European Bioinformatic، والذي قام بتحليل تسلسل المعلومات الجينية في العينات الجينية: “هذه الدراسة تقدم لنا نظرة واسعة النطاق عن بقية الجينات، وكشفت عن أسباب جديدة لنشأة سرطان الثدي، كما تقدم لنا طرق غير متوقعة لوصف أنواع الطفرات التي تحدث في أنواع معينة من سرطان الثدي”.
يقول البروفيسور سير مايك ستراتون مدير معهد Wellcome Trust Sanger: “اكتشاف الطفرات الجينية أمر ضروري لفهم أسباب السرطان، واكتشاف علاجات أفضل”، ويضيف: “هذه الدراسة الضخمة تفحص بقدر كبير من التفاصيل آلاف الطفرات التي تظهر في جينات 560 حالة، وتقرّبنا أكثر من الوصف الكامل للتغيرات التي تحدث في الحامض النووي لسرطان الثدي، وبالتالي من الفهم الشامل لأسباب المرض وفرص لاكتشاف علاجات جديدة”.
تقول راشيل روسون كبيرة الممرضين المتخصصين في رعاية سرطان الثدي “نتائج هذه الدراسة الرائدة سوف تساعد الأطباء في المستقبل لتحديد أكثر العلاجات نجاحًا للسيدات المصابات بسرطان الثدي”، وتضيف: “فهم تلك التغيرات الجينية، سيجعلنا نقطع شوطًا كبيرًا في تطوير علاجات أكثر ملاءمة وهي خطوة أقرب أيضًا لتخصيص الدواء”.