وقعت مجزرة سجن تدمر في يوم 27 يونيو عام 1980 في عهد الأسد “الأب”، سجن تدمر الذي يقع في مدينة تدمر الصحراوية، التي تقع على بعد نحو 200 كيلومتر شمالي شرق العاصمة السورية دمشق.
وقعت المجزرة في اليوم التالي بعد إعلان السلطات عن وجود محاولة فاشلة لاغتيال الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، الذي حمّل جماعة الإخوان المسلمين السورية المسؤولية، وتقول الروايات التاريخية إن أكثر من 100 عنصر عسكري بمختلف الرتب شاركوا في تنفيذ المجزرة، بعد أن نُقلوا من دمشق إلى مطار تدمر العسكري بواسطة 12 مروحية، ثم توجه نحو 80 منهم إلى السجن، ودخلوا على السجناء في زنازينهم وأعدموا المئات منهم رميًا بالرصاص، وأوقعوا عددًا من الضحايا غير معلوم حتى اللحظة، لكن ذهبت التقديرات أن عدد القتلى وصل إلى 1000 أو يزيد.
هذه ليست المجزرة الوحيدة في هذا السجن حيث وثقت منظمات حقوقية 7 مجازر جماعية في سجن تدمر وقعت خلال الأعوام 1980، 1981، و،1982 وراح ضحيتها مئات النزلاء الذين اتُهموا بالتمرد.
ما أشبه الليلة بالبارحة “سجن حماة”
في هذه الأيام نقلت وسائل إعلام محلية، نقلًا عن مصادر بسجن حماة المركزي، أن هناك عصيان داخل السجن احتجزوا خلاله عددًا من الضباط، بينهم مدير إدارة السجون، وذلك عقب رفض المعتقلون إحالة عددًا منهم إلى المحاكم العسكرية.
مما أدى إلى فرض قوات النظام طوقًا أمنيًا حول السجن حيث استعدت لاقتحامه، في حين تحدثت مصادر عن سماع دوي إطلاق نار وغاز مسيل للدموع من داخل السجن، بينما تقول المصادر الأمنية إن هناك محاولات من القوات الداخلية لفك الاعتصام والتمرد والوصول للمساجين.
اقتحام سجن حماة
هذا وقد اقتحمت قوات النظام السوري مساء أمس سجن حماة المركزي باستخدام قنابل غازية تسببت في حدوث إصابات بين المعتقلين، وذلك بعد ساعات من تطويق السجن، حيث بدأت قوات النظام عملية الاقتحام من عدة أبواب عبر إلقاء قنابل الغاز، مما أدى إلى نشوب حريق وحدوث حالات إغماء واختناق بين المعتقلين.
وكانت وكالة الأناضول قد نقلت عن مصادر بالسجن أن النظام كان يعتزم نقل 5 من نزلائه إلى سجن صيدنايا العسكري في ريف دمشق لتنفيذ أحكام بإعدامهم، مما دفع زملاؤهم إلى التمرد واحتجاز ضابط برتبة عميد و2 برتبة نقيب وعناصر آخرين من الأمن العسكري.
وأضافت المصادر للوكالة في وقت سابق أن رئيس فرع الأمن العسكري في حماة وصل إلى السجن للتفاوض مع المساجين وإخلاء سبيل المحتجزين، بينما قالت وكالة رويترز إن المساجين طالبوا فصائل المعارضة المسلحة بفك الحصار عنهم بالقوة، مما دفع بعض الفصائل إلى قصف بلدة محردة المجاورة التي تعد من معاقل النظام.
الجدير بالذكر أن هذا التمرد ليس الأول من نوعه في سجن حماة الذي شهد العديد من حالات العصيان والحصار الأمني، كان آخرها في شهر أغسطس الماضي، حين احتج أكثر من 1200 معتقل على المعاملة غير الإنسانية، وطالبوا بتغيير مدير السجن، تعديل اللجنة الأمنية المسؤولة عن السجن، وإعادة المعتقلين المعزولين من السجون الانفرادية إلى السجون الجماعية.
هذا الاقتحام الأخير دفع بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي للتحذير من وقوع مجزرة داخل سجن حماة ينفذها الأمن على غرار سجن تدمر في عهد حافظ الأسد تحت ذريعة وجود تمرد داخل السجن، فيما تحاول فصائل المعارضة قصف مدينتي محردة والسقيلبية المواليتين للنظام بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة حتى يتم فك الحصار عن المعتقلين خشية تعرضهم لمجزرة دون أن يسمع بهم أحد.