نشأة اللعبة وتطورها التاريخي
كلمة FUTSAL هي اختصار لعبارة Futbul de Salao الإسبانية، وتعني كرة القدم في الصالات، وهي لعبة جماعية مشتقة عن كرة القدم التقليدية، تختلف عنها في القوانين والمنشآت وتتشابه في كونها تمارِس عبر الأقدام.
شهدت هذه اللعبة بداياتها الأولى في أمريكا اللاتينية، وتحديدًا في الأورغواي التي تفشى فيها جنون كرة القدم عقب فوز منتخبها بلقب أول كأس عالم لكرة القدم عام 1930، فأصبح الصغار والكبار يمارسون كرة القدم في كل مكان، حتى في أضيق القاعات والممرات، وحدث أن أحد مدربي فرق ناشئي كرة القدم في العاصمة مونتفيديو ويدعى خوان كارلوس سيراني، احتاج إلى ملعب ليتدرب عليه فريقه، فلم يحظ بأكثر من صالة صغيرة مغلقة بسبب قلة الملاعب، فتقبلها على مضض، ولبث فيها 3 أعوام يدرب فريقه، قام خلالها باستقدام عدة فرق لأداء بعض المباريات الودية الاستعدادية داخل الصالة، بعد أن قام بوضع بعض القوانين الناظمة لتلك المباريات، فإذا بها وقد صارت تحظى بشعبية مقبولة وجمهور لا بأس به، أصبح يحضر خصيصًا لمتابعتها، مما حدا بالمدرب العبقري إلى إصدار كتاب يشرح من خلاله قوانين لعبته الجديدة عام 1933، غدا مرجعًا لعشاق اللعبة حول العالم.
وطارت شهرة الفوتسال عبر أمريكا اللاتينية، لتجد محتضَنًا لها في البرازيل، حيث أصبحت تمارس بانتظام داخل المدارس وجمعيات الشبان، قبل أن يتخذ الاهتمام باللعبة طابعًا رسميا من خلال تأسيس اتحاد أمريكا الجنوبية للفوتسال عام 1964، والذي تولى تنظيم أول بطولة دولية للعبة في نفس العام، بحضور 5 دول هي: البرازيل، الأرجنتين، الأورغواي، البيرو، والباراغواي المضيفة، التي حملت لقب تلك البطولة بفوزها في النهائي على البرازيل.
وبعد عدة أعوام، وتحديدًا عام 1971، تم في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية تأسيس الاتحاد الدولي لكرة الصالات FIFUSA، والذي نجح عام 1982 بتنظيم أول بطولة عالمية للفوتسال، وذلك في مدينة ساو باولو البرازيلية، حيث نجح البرازيليون في الفوز بلقبها بعد انتصارهم على الباراغواي في النهائي الذي شهده 12 ألف متفرج.
بطولات الفيفا
المنتخب البرازيلي للفوتسال المتوج بلقب كأس العالم الأخيرة عام 2012
لم يطل انتظار عشاق الفوتسال كثيرًا، ليروها وقد أصبحت جزءًا من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، الذي اعتمد اللعبة رسميًا عام 1989، وشرع بتنظيم منافساتها الدولية والقارية منذ ذلك التاريخ، فأقيمت بطولة كأس العالم الأولى للفوتسال عام 1989 في هولندا، بمشاركة 16 منتخبًا من جميع قارات العالم، وانتهت بتتويج البرازيل باللقب بعد فوزها في النهائي على منتخب البلد المضيف.
وتتالت نسخ البطولة بعدها تباعًا، فحافظت البرازيل على لقبها بطلةً للعالم في بطولتي: هونغ كونغ 1992، وإسبانيا 1996، قبل أن تنجح إسبانيا بتجريد البرازيل من لقبها العالمي، بفوزها ببطولتين متتاليتين: عام 2000 بغواتيمالا و2004 بتايوان.
وفي بطولة عام 2008 التي أقيمت على الأراضي البرازيلية بمشاركة 20 منتخبًا، استعاد المنتخب البرازيلي لقبه المفقود، بعد انتصاره الصعب في النهائي على نظيره الإسباني بفارق ركلات الترجيح، وتكرر النهائي ذاته في البطولة الأخيرة التي أقيمت عام 2012 في تايلند بمشاركة 24 منتخبًا، حيث كررت البرازيل فوزها على إسبانيا، مؤكدةً هيمنتها على الفوتسال العالمي، من خلال إحراز لقبها الخامس في 7 بطولات.
وعلى صعيد البطولات القارية التي تقام تحت إشراف الفيفا، تسيطر إسبانيا على بطولات أوروبا تاريخيًا، من خلال إحرازها 7 ألقاب من مجموع 10، وكذلك الحال في أمريكا الجنوبية، حيث حققت البرازيل ألقاب 9 من البطولات الـ 11، فيما تتقاسم الولايات المتحدة وكوستاريكا زعامة منطقة الكونكاكاف بلقبين لكل منهما، أما فوتسال آسيا فتتزعمه إيران برصيد 11 لقبًا قاريًا، وفي إفريقيا تتصدر مصر الترتيب التاريخي بإحرازها 3 ألقاب قارية.
أفضل 10 أساطير في تاريخ الفوتسال
البرازيلي فالكاو أبرز أساطير الفوتسال عبر التاريخ
البرازيلي فالكاو: ولد عام 1977، وهو عضو في المنتخب البرازيلي منذ عام 1998، وقد حقق معه لقبي كأس العالم الأخيرين عامي 2008 و2012، واختير أفضل لاعب في العالم 4 مرات أعوام: 2004، 2006، 2011، و2012.
البرازيلي مانويل توبياس: ولد عام 1971، وحقق لقب كأس العالم مع المنتخب البرازيلي عامي 1992 و1996، وهو الهداف التاريخي لبطولات كأس العالم برصيد 44 هدف، وقد اختير أفضل لاعب في العالم 3 مراتٍ متتاليةٍ بين عامي 2000 و2002.
الروسي كونستانتين إيريمينكو: ولد عام 1970، وحقق المركز الثالث مع منتخب روسيا في كأس العالم 1996، كما أحرز معه لقب أمم أوروبا عام 1999، وقد اختير كأفضل لاعب فوتسال في القرن الـ 20.
الإسباني خافي رودريغيز: ولد عام 1974، وأحرز كأس العالم مع إسبانيا عامي 2000 و2004، إضافةً إلى لقب أمم أوروبا 4 مرات، وقد اختير أفضل لاعبٍ في العالم لعام 2005.
البرتغالي ريكاردينيو: ولد عام 1985، وهو عضو في المنتخب البرتغالي منذ عام 2003، وقد اختير كأفضل لاعبٍ في العالم عاميّ 2010 و2014.
الإيطالي ستيفانو ماماريلا: ولد عام 1984، وحقق المركز الثالث مع إيطاليا في كأس العالم عام 2012، إضافةً إلى لقب أمم أوروبا 2014، وقد اختير كأفضل حارس مرمى في العالم 3 مرات.
الإسباني كيكي:ولد عام 1978، وحقّق لقب كأس العالم مع إسبانيا عاميّ 2000 و2004، كما توج بلقب أمم أوروبا 5 مرات، واختير كأفضل لاعبٍ في العالم لعام 2009.
البرازيلي فلافيو شوماخر: ولد عام 1975، وأحرز كأس العالم مع البرازيل عام 2008، كما اختير كأفضل لاعبٍ في العالم للعام ذاته.
الإسباني سيرجيو لوزانو: ولد عام 1988، وحقق المركز الثاني مع إسبانيا في كأس العالم 2012، كما حقّق لقب أمم أوروبا مرتين، واختير عام 2013 كأفضل لاعبٍ في العالم.
الإيطالي أدريانو فوليا:ولد عام 1981، وحقق المركز الثاني مع إيطاليا في كأس العالم 2004، كما اختير كأفضل لاعبٍ في العالم عام 2003.
الفوتسال العربية
منتخب المغرب بطل إفريقيا للفوتسال 2016
تحظى اللعبة بانتشارٍ طيبٍ لدى دولنا العربية، التي تمتلك معظمها منتخباتٍ وطنيةٍ للفوتسال، وقد سبق لمنتخبات الجزائر، السعودية، مصر، ليبيا، المغرب، والكويت أن تواجدت في بطولات كأس العالم الماضية، حيث حققت مصر النتيجة الأفضل للعرب، من خلال نجاحها ببلوغ الدور الثاني للبطولة مرتين عامي 2000 و2012.
وعلى صعيد القارة الإفريقية، أحرز العرب ألقاب جميع البطولات الـ 5 السابقة، حيث حققت مصر ألقاب البطولات الـ 3 الأولى، فيما فازت ليبيا بلقب عام 2008، وأخيرًا حقق المنتخب المغربي لقب النسخة الأخيرة التي أقيمت في جنوب إفريقيا الشهر الماضي، بفوزه في النهائي على شقيقه المصري، ليضمن المنتخبان العربيان تمثيل إفريقيا في بطولة كأس العالم القادمة التي تستضيفها كولومبيا في سبتمبر القادم.
وفي آسيا، لم تستطع منتخباتنا العربية اختراق السيطرة الإيرانية اليابانية على بطولات القارة، واكتفت بإحراز المركز الرابع مرتين عامي 2003 و2014 عبر المنتخب الكويتي، فيما نجح المنتخب العراقي ببلوغ ربع نهائي البطولة الأخيرة التي استضافتها أوزباكستان في فبراير الماضي.
قوانين الفوتسال
رسمٌ يوضح أبعاد ملعب الفوتسال
تستمد لعبة الفوتسال الحديثة قوانينها الحالية من ألعاب الكرات الأخرى:
فمن كرة اليد أخذت:
– الملعب: أرضيته خشبية ملساء، طوله من 38 إلى 42 مترًا وعرضه من 20 إلى 25 مترًا، وفي منتصفه دائرة قطرها 6 أمتار يقطعها خط الوسط، وعلى طرفيه منطقتا جزاءٍ بعمق 6 أمتار.
– المرمى: ارتفاعه مترين وعرضه 3 أمتار.
– الحكام: يتواجد داخل الملعب حكمان: رئيسي ومساعد، وخارج الملعب هناك حكم ثالث وميقاتي.
ومن كرة السلة:
– عدد اللاعبين: 5 في الميدان و7 بدلاء مع إمكانية التبديل المفتوح.
– مدة المباراة: 40 دقيقة لعبٍ فعليةً مقسمةً على شوطين بينهما استراحة.
– الوقت المستقطع: يطلبه المدرب، ومدته دقيقة واحدة في كل شوط.
ومن كرة القدم:
– طريقة الممارسة: باستعمال القدم والرأس، دون السماح باستعمال اليدين إلا لحارسي المرمى داخل منطقة الجزاء.
– ضربة الجزاء: هي عقوبة المخالفة داخل منطقة الجزاء، وتنفذ من نقطة الـ 6 أمتار.
– التمديد: لكسر التعادل في المنافسات الإقصائية يُلجأ لوقتين إضافيين مدة كل منهما 5 دقائق، وعند استمرار التعادل يُلجأ لركلات الترجيح.
أما أبرز الاختلافات بين الفوتسال وكرة القدم، فنلخصها بالنقاط التالية:
– وزن الكرة من 400 إلى 440 جرامًا، ومحيطها من 62 إلى 64 سنتيمترًا، أي أنها أثقل وزنًا وأصغر حجمًا من كرة القدم، مما يسمح للاعبين بتحكمٍ أكبر.
– ليس هناك قانون تسلل، مما يسمح بعددٍ أكبر من الأهداف.
– رمية التماس تنفذ بالقدم، وضربة المرمى تنفذ بيد الحارس، ولا يُسمح بتسجيلهما بشكلٍ مباشر.
– تستخدم البطاقة الصفراء للإنذار والحمراء للطرد، ولكن عند طرد اللاعب يبقى فريقه بلاعبٍ ناقصٍ داخل الملعب لمدة دقيقتين، يُسمح بعدهما بدخولٍ لاعبٍ بديل، وإذا تعرض فريق لطرد 3 لاعبين معًا تُعلن خسارته.
– إذا تجاوز عدد الأخطاء المُسجلة على الفريق 5 في كل شوط، يُعاقب بمنح المنافس ركلة جزاءٍ عند كل خطأ إضافي، على أن تُنفذ من نقطة الجزاء الثانية على بُعد 10 أمتار من المرمى.
وأخيرًا، أدعو جميع عشاق الخدع الكروية وفنون التلاعب بالكرة عبر الأقدام، لمتابعة مقطع الفيديو التالي الذي يتضمن أجمل أهداف ومهارات لعبة الفوتسال: