ألقت قوات الأمن في مصر القبض، في ساعة متأخرة من مساء أمس الخميس، على المحامي الحقوقي مالك عدلي، والناشط عبد العظيم أحمد فهمى وشهرته “زيرو عبده” عضو حركة 6 إبريل وجبهة طريق الثورة فى شارع 9 بالمعادى بالعاصمة القاهرة.
وجهت لعدلي اتهامات بالتحريض على تظاهرات 25 أبريل، التي خرجت تحت شعار “الأرض هي العرض”؛ اعتراضًا على اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية مع السعودية، التي تم بموجبها إعلان أن جزيرتي تيران وصنافير سعوديتان.
كما أن مالك عدلى يواجه تهم محاولة قلب نظام الحكم، وتغيير دستور الدولة ونظامها الجمهورى وشكل الحكومة، والانضمام إلى أحد المنظمات التى تهدف إلى تعطيل أحكام الدستور، ومنع مؤسسات الدولة وسلطاتها العامة من ممارسة عملها، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعى، والترويج بالقول والكتابة للأغراض محل الاتهام الأول، وذلك بأحد الطرق المُعدة للتوزيع والطباعة وإذاعة أخبار وبيانات وشائعات كاذبة من شأنها تكدير الأمن العام.
وبمجموعة الاتهامات هذه قررت النيابة حبس الناشط الحقوقي والمحامي مالك عدلي 15 يومًا على ذمة التحقيقات، جدير بالذكر أن النيابة أمن الدولة في مصر كانت قد أصدرت قرارًا بضبط وإحضار مالك عدلي، إضافة إلى الصحفي عمرو بدر، رئيس تحرير بوابة يناير، والصحفي محمود السقا، اللذين اعتقالا من داخل نقابة الصحفيين بعد اقتحام الأمن لها.
من هو مالك عدلي؟
مالك هو محامي شاب مهتم بقضايا حقوق الإنسان في مصر، أحد الشخصيات التي برزت بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير في أوساط الحركات الشبابية السياسية، وهو أحد أعضاء المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، أحد المراكز التي تسعى لتعبئة الحركات الاجتماعية لنشر ثقافة حقوق الإنسان في مصر.
كما يعد عدلي أحد مؤسسي جبهة الدفاع عن المتظاهرين في مصر، وهي مجموعة تتألف من 34 منظمة من منظمات حقوق الإنسان المصرية وعدد آخر من المحامين المتطوعين لتوثيق الإنتهاكات الغير قانونية التي تقوم بها قوات الشرطة في مصر ضد المتظاهرين السلميين.
اشتهر مالك بمواقف معادية للسلطة منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير، حتى الآن، حيث تطوع للدفاع عن العديد من شباب الثورة عقب الثورة في الأحداث التي تلتها، وقد ركز عدلي في نشاطه على مقاومة قمع الشرطة في مصر، وقد اشتهر أيضًا بالظهور الإعلامي لفضح ممارسات وزارة الداخلية ضد المواطنين.
كان عدلي قد علق على صدور قرار بضبطه وإحضاره من نيابة أمن الدولة بكتابة هذا المنشور على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “والله أنا كنت عايز أنام فعلا.. بس حالا عرفت إني طالعلي ضبط وإحضار من المحامي العام لنيابات أمن الدولة أنا وعمرو بدر ومحمود السقا فهأجل موضوع النوم شوية لحد ما أشوف بنتي ومراتي، محدش عارف هشوفهم إمتي تاني”.
وأضاف: “هتفوتنا الطلعة الجاية بس ماعلش الحاجات دي نصيب.. الحبسة دي علشان الأرض شرف ورفعة راس مش حاجة عيب وإن شاء الله الجاي بتاعنا #عواد_اتسعر.. وأهي فرصة حتى أشوف هيثم محمدين بقالنا كتير متقابلناش”.
تفاعل العديد من النشطاء المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي مع اعتقال مالك عدلي الذي كان متوقعًا.
حيث تضامن العديد من الرموز الصحفية والإعلامية مع اعتقاله.
متضامن مع #مالك_عدلي
— أسامة جاويش (@osgaweesh) May 6, 2016
#نقابة_المحامين
لازم يكون لهم ردة فعل قوية ع حبس #مالك_عدلي ،ويطلعوا ولو لمرة عندهم كرامة وشويةدم.#الحرية_لمالك_عدلي#يسقط_حكم_الشيزوفرينك
— MaLek (@MaLek) May 6, 2016
يقتلك ويعذبك ويسجنك ويذل فيك وبعدين ييجي يقولك مالهم الشباب مضايقين من ايه
الحرية ل #مالك_عدلي
— مســئول شباك تويتر ®️ (@yosefahmed11) May 6, 2016
فيما كتب الممثل عمرو واكد تغريدة تضامنًا مع مالك عادلي مؤكدًا أنه سجن من أجل قوله أن جزيرتي تيران وصنافير مصريتان.
يعني لما تحبسوا #مالك_عدلي مش هنقول مثلاً إن تيران وصنافير مصرية؟
طب مصرية مصرية مصرية مصرية مصرية مصرية مصرية مصرية مصرية
— Amr Waked (@amrwaked) May 6, 2016
هاشتاج #مالك_عدلي يتصدر تويتر.
— Amr Waked (@amrwaked) May 6, 2016
أما مونيكا فذكرت أن مالك عدلي هو المحامي الأول والوحيد الذي عمل معهم هو وفريقه على مشاكل الآثار والتراث، بالدعم القانوني من أول يوم.
#مالك_عدلي المحامي الأول والوحيد اللي اشتغل معانا هو وفريقه على مشاكل الأثار والتراث، هو اللي كان بيقف قانونياً من اول هرم زوسر لدقت توت
— Monica Hanna (@monznomad) May 6, 2016
أما الناشط عبدالرحمن يوسف فقد رأى ما يحدث مع مالك عدلي “استكمالا لعام الشباب الذي وعد به الرئيس المصري الحالي عبدالفتاح السيسي”.
يستكمل "سيسي" إنجازات عام الشباب باعتقال المحامي #مالك_عدلي.. غدا يتحرر مالك وكل شباب الوطن من قبضة الفجرة.#الحرية_لمالك_عدلي
— الشاعر عبدالرحمن يوسف (@arahmanyusuf) May 6, 2016
كما تذكرت مجموعات الشباب على مواقع التواصل مداخلات مالك عدلي المثيرة للجدل أبرزها التي أثارت الرأي العام مؤخرًا حين خرج مالك عدلي على برنامج تليفزيوني يستضيف مساعد وزير الداخلية الأسبق محمد نور الدين لمناقشة تجاوزات جهاز الشرطة والجرائم التي ترتكب على أيديهم.
وقد حدثت مشادة كلامية بين اللواء مساعد وزير الداخلية بعد أن غضب من ذكر مالك عدلي وتعديده لانتهاكات الشرطة، حيث بادر اللواء محمد نور الدين بإلقاء الاتهامات على مالك عدلي متهًا إياه بأنه أمنجي سابق وعنده ما يثبت أنه كان يتقاضى أموالا من الداخلية مقابل الإرشاد عن زملائه وتحول الأمر في النهاية إلى تصفية حسابات شخصية.
شخصية مثيرة للجدل
لا يتفق قطاع من المعارضة المصرية مع مواقف مالك عدلي خاصة فيما يتعلق بالأحداث التي تلت الانقلاب العسكري في مصر، إذ أن مالك كان أحد الذين أيدوا تحركات الجيش في الثالث يوليو ضد حكم جماعة الإخوان المسلمين للإطاحة بأول رئيس مدني منتخب، كما اتفق عدلي وقتها مع النظام في النظر إلى جماعة الإخوان بوصفها “جماعة إرهابية”، ورأى البعض أن هذا الموقف من عدلي لا يتسق مع خلفيته الحقوقية، إلا أن خصومته مع الجماعة جعلته يتخذ مواقف أكثر تطرفًا ضدها، تلك المواقف التي ذهب البعض إلى استرجاعها بعد اعتقاله من السلطة بالأمس.
وقد رأى متابعون تغير موقف عدلي من النظام الحالي بشكل تدريجي بعد تأييده في مراحله الأولى، انقلابًا جديدًا من السيسي على كل الشخصيات التي تبنت وجهة نظر نظامه الوليد بعد الثالث من يوليو، لتبقى التحركات الأمنية الأخيرة ضد النشطاء الذين وقفوا بجانب هذا النظام في يوم ما دليلًا على تخلص السيسي من جميع حلفائه بطرق مختلفة، فيما يبدو أنها رغبة في عدم وجود أي صوت معارض أيًا كانت درجته.
وعليه يرى مجموعة من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أهمية المطالبة بالعدالة والحرية لمالك عدلي في موقفه أمام السلطة، رغك رفضهم القاطع لمواقفه السياسية التي ساعدت هذا النظام كثيرًا من قبل، حتى أتى التحول الأخير لعدلي، لتبقى شخصية مالك عدلي شخصية مثيرة للجدل في الأوساط المصرية النظامية منها والمعارضة.
وآدي #مالك_عدلي كمان اعتقلوه علشان خاطر عيون #تيران_صنافير
يعني يا تبيع بلدك يا تدخل زنازينها
المجد للسيسي
#تقول_شكراا_لمين
— سامي كمال الدين (@samykamaleldeen) May 6, 2016
اعتقال المحامي #مالك_عدلي دليل أن #السيسي_خايف ومرعوب. السؤال هل يظهر #سامح_عاشور نقيب المحامين الرجولة التي أظهرها نقيب الأطباء والصحفيين؟
— Mahmoud Refaat (@DrMahmoudRefaat) May 5, 2016