يعيش المواطن الغزي خلال الأيام الماضية، حالة من الخوف والترقب نتيجة التصعيد الإسرائيلي المتواصل على الحدود الشرقية لمدينة غزة، وبالتحديد شرق رفح نحو معبر أبو سالم وموقع صوفا العسكري، وشرق خانيونس نحو بوابة أبو ريدة، والمنطقة الوسطى شرق البريج، وشمال غزة وصولًا لبيت حانون، بحيث توغلت مجموعة من الدبابات الإسرائيلية صوب الأراضي الفلسطينية، مصحوبة بجرافات ومعدات هندسية، بذريعة البحث عن أنفاق المقاومة.
حالة من التصعيد
أطلقت الدبابات الاسرائيلية قذائفها تجاه الأراضي الزراعية على طول الحدود الشرقية لمدينة غزة، مما أسفر عن استشهاد المواطنة زينة العمور 57 عامًا من منطقة الفخاري جنوب قطاع غزة، ويأتي ذلك التصعيد بعد أن أعلن الاحتلال الإسرائيلي اكتشافه لنفق للمقاومة شرق مدينة رفح، مما دفع بالمقاومة للرد بقصف موقع صوفا العسكري شرق رفح، بالعديد من قذائف الهاون دون أن يسفر ذلك عن إصابات بحسب ما أعلنت المواقع الإسرائيلية.
بين الواقع والذاكرة ألم ينتظر
يعيش المواطن الغزي حالة من الترقب وانتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة، وخصوصًا بعد تصاعد الأحداث يومًا بعد يوم، ويروي المواطن أ. ج 43 عامًا من بلدة خزاعة شرق مدينة خانيونس، “عشنا خلال السنوات القليلة الماضية حالة من الرعب الحقيقي، نتيجة عدوان 2014، اضطررنا إلى ترك بيتنا والذهاب نحو منطقة البلد وسط مدينة خانيونس، باحثين أنا وزوجتي وأطفالي عن الأمان، وهروبًا من أزيز الطائرات وأصوات قذائف الدبابات التي أطالت كل شيء بلا شفقة أو رحمة”.
بين التمني والرجاء
ويضيف المواطن ن. م 63 عامًا من منطقة صوفا شرق مدينة رفح، “نحن لا نريد حرب كل ما نريده العيش بهدوء وسلام، ويكفي ما أسفرت عنه الحروب السابقة من خسائر طالت ممتلكاتنا ودمرت أراضينا الزراعية وحرقت محاصيلنا، وأتلفت آبارنا ومياهنا، نحن بحاجة إلى الأمان والاستقرار حتى نستطيع أن نعيد استصلاح وإعمار ما خربه الاحتلال الإسرائيلي خلال الحروب السابقة، وهذا يحتاج منا إلى بذل جهد جبار وفترة زمنية طويلة”.
الخوف من المجهول
وبعد المتابعة لشبكات التواصل الاجتماعي خلال المواقع المختلفة وخصوصًا شبكة الفيس بوك، عبّر المواطنون عن مخاوفهم جراء التصعيد الإسرائيلي المحتمل خلال الأيام القادمة، وكانت معظم آرائهم تتمحور حول “ضرورة التهدئة لأن الظروف الحالية غير مناسبة للحرب على الإطلاق، بحيث نعاني من حصار ونعاني من بطالة، ونعاني من آثار عدوان 2014 حتى الوقت الحالي”.
وتركزت منشوراتهم حول الخوف من التصعيد الإسرائيلي والرجوع لنفس المعاناة خلال الاعتداءات السابقة وهذه كانت الحالة السائدة على الشبكات الاجتماعية، وتأتي هذه المخاوف بعدما أنهى الكابينت الإسرائيلي اجتماعه يوم الجمعة 06/05/2016 والذي استمر لأكثر من 4 ساعات متواصلة، قرّر خلالها استمرار عمليات البحث عن الأنفاق، واتخاذه قرارًا بأنه سيتم الرد على أي هجوم من غزة يعيق عمل الجيش الاسرائيلي، وهذا ينذر بتجدد التصعيد في أي وقت، مما يجعل المواطن الغزي يعيش في حالة من الترقب لما ستؤول إليه الأيام القادمة.