الصورة: السيسي يُقسم على الولاء لرئيس الجمهورية محمد مرسي
فاز الضابط عبدالفتاح السيسي منفذ الانقلاب العسكري في مصر بتصويت القراء في استفتاء مجلة التايم الأمريكية لشخصية العام.
وحصل السيسي على حوالي ٤٥٠ ألف صوت أو ما يعادل ٢٦٪ من الأصوات، فيما حصل منافسه رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان على قرابة ٣٥٧ ألف صوت بنسبة ٢١٪ من الأصوات.
الاستفتاء شارك فيه أكثر من مليون وتسعمائة ألف شخص على الإنترنت، أما عبدالفتاح السيسي حصل على الغالبية الساحقة من أصواته من مصر، التي شارك منها أكبر عدد من المصوتين، وللمفارقة فإن عدد المصوتين لرئيس الوزراء التركي من مصر كان عددهم أكثر من المصوتين له من بلده تركيا.
وحصلت المغنية الأمريكية مايلي سايرس على المركز الثالث من حيث عدد أصوات القراء، والسياسي الهندي ناريندرا مودي
بالإضافة إلى مسرب وثائق وكالة الأمن القومي إدوارد سنودن.
ويحظى الضابط عبدالفتاح السيسي بشعبية كبيرة في مصر، ظهرت بشكل واضح في غياب الرد الشعبي على المذبحة التي نفذها أثناء فض اعتصامات مؤيدي مرسي وراح ضحيتها بحسب أقل التقديرات أكثر من ١٣٠٠ شخص، بالإضافة إلى الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي لم تتوقف عند اعتقال معارضي السيسي السياسيين بل تعدت ذلك إلى القتل الممنهج واستغلال القضاء لإصدار أحكام شديدة القسوة على المعارضين وخصوصا الفتيات.
كما أن السيسي الذي يتحمل مسؤولية انهيار الاقتصاد المصري وتبعات الانقلاب العسكري والحالة الأمنية المتردية، لا يجد من يلومه من عموم المصريين على تلك الكوارث، وهو ما يؤكد كذلك على شعبيته الطاغية، والتي يعود الفضل فيها إلى الإعلام المصري بشكل أساسي.
استفتاء القراء على شخصية العام في مجلة التايم ليس هو الاختيار الذي سيتم إعلانه، فالمجلة ستعلن شخصية العام والتي سيختارها محررو المجلة يوم الأربعاء القادم، لكن أهمية نتائج الاستفتاء تنبع من أنه يعكس مدى الانقسام الذي يعصف بالمجتمع المصري.
اختيارات مجلة التايم كذلك لا يمكن اعتبارها بالغة الحياد، فدوما ما تعتمد المجلة على الموقف الرسمي الأمريكي من الشخصية، إلى الحد الذي جعل المجلة تختار حلفاء أمريكا بغض النظر عن الجرائم التي ارتكبوها أو سجلهم في خدمة البشرية.
فرغم أن قائمة شخصية العام على مدار ٨٥ سنة ضمت أشخاصا لا يمكن إنكار أهميتهم بالفعل، مثل مهاتما غاندي و مارك زوكربرج (مؤسس فيسبوك) و رواد الفضاء الذين صعدوا إلى القمر، إلا أنها ضمت أيضا أشخاصا لا يمكن تفسير وجودهم على غلاف المجلة الأشهر إلا بأنه اختيار من “الأخ الأكبر” أو لإرضاء السلطات الأعلى.
فقد اختارت المجلة عام ١٩٣٨ آدولف هتلر ليكون شخصية العام، وفي العام التالي مباشرة اختارت جوزيف ستالين الديكتاتور الروسي، لأن مصالحهما في تلك الفترة التقت مع مصالح الإدارة الأمريكية.