عاشت ساحة باردو قبالة المجلس التأسيسي التونسي ساعات ساخنة وعمليات كر وفر انتهت صبيحة اليوم 29/07//2013 عندما قامت قوات الأمن بفض الاعتصامين المقامين أمام المجلس والذين يطالب من خلال أحدهم أنصار المعارضة بحل المجلس التأسيسي وإسقاط الحكومة لتشكيل حكومة إنقاذ في حين يطالب اعتصام أنصار حركة النهضة وروابط حماية الثورة بالحفاظ على الشرعية وقطع الطريق على ما أسموه “انقلابا على الشرعية”.
ودعت المعارضة التونسية بشقيها اليساري والعلماني ومعها عدد من مؤسسات المجتمع المدني إلى الاعتصام أمام المجلس التأسيسي ونصب الخيام حتى تسقط الحكومة ويتم حل المجلس التأسيسي الناتج عن الانتخابات التأسيسية التي عاشتها تونس يوم 23 أكتوبر 2012.
في حين دعت مكونات مناصرة لحزب حركة النهضة إلى الاحتشاد أمام المجلس التأسيسي لرفض ما وصف بأنه محاولة استنساخ لانقلاب مصر في حال انفراد المعارضة بالاعتصام أمام المجلس التأسيسي، وانطلقت مسيرات ضخمة من مختلف الأحياء المجاورة لمكان الاعتصام رافعة شعارات دعم الشرعية ورفض الانقلاب لتستقر أمام المجلس التأسيسي بجوار اعتصام المعارضة.
واثر الافطار شهد اعتصام أنصار الشرعية وصول حشود كبيرة جدا كان أبرزها من حيّ “الملاسين” القريب من مكان الاعتصام والذي يعتبر من أكثر أحياء العاصمة شعبية وكثافة لتصل أعداد المعتصمين إلى عشرات الآلاف بالتزامن مع وصول قيادات من حزب حركة النهضة وشخصيات سياسية مرموقة في المشهد التونسي.
وتحدث وزير النقل عبد الكريم الهاروني والقيادي البارز في حركة النهضة عامر لعريض عن ما أسموه مساعي المعارضة إلى الوصول إلى الحكم من خلال المتاجرة بدماء شهداء الوطن بعد رفض الشعب لهم من خلال الانتخابات التي خرجوا منها بنسب لا تتجاوز ثلاثة بالمائة لكل حزب منهم.
في حين تحدث النائب في المجلس الـتأسيسي عن حركة النهضة أسامة الصغير عن النواب الذين أعلنوا تجميد عضويتهم في المجلس وطلب منهم أن يختاروا إما مواصلة العمل ضمن المجلس التأسيسي أو الاستقالة صراحة، مؤكدا أن النواب الذين أعلنوا تمجيد نشاطهم في المجلس كانوا يعتزمون الاستقالة غير أن خشيتهم من فشل مخطط حل المجلس جعلتهم يتراجعون عن الاستقالة ويكتفون بتمجيد نشاطهم ليحفظوا خط رجعة.
وفي ذات الإطار، أطلق نشطاء على الفايسبوك وتويتر حملة تحت هاشتاغ #رجعلي_فلوسي والتي تطالب النواب المنسحبين من المجلس بإعادة الرواتب التي تقاضوه من المجلس طيلة الأشهر الماضية:
الى كل النواب المنسحبين #رجعلي_فلوسي
— NahdhaBanlieueNord (@NahdhaBanlieueN) July 28, 2013
ومع حلول ساعات السحر في باردو، حدث انقسام كبير وسط المعتصمين المطالبين بحل المجلس، حيث تكون الاعتصام من شقين، الأول ينتمي إلى التيار اليساري الماركسي المتشدد أي الجبهة الشعبية والثاني من حزب حركة نداء تونس المكون من تيارات علمانية لبرالية ومن بقايا حزب التجمع الدستوري المنحل.
وبعد تطور الانقسام إلى عمليات تراشق بالحجارة وعند حلول الساعة الثالثة فجرا، تدخلت قوات الشرطة لفض الاعتصامين ولتفرقة كل المحتشدين في ساحة باردو، ليفتحوا الطريق لقوات الجيش للتدخل لاحقا لتطويق الساحة بالكامل بالأسلاك الشائكة معلنة منع تنظيم أي اعتصام في ميدان المجلس التأسيسي.