تواصل الحكومة الإسرائيلية وذراعها المتطرف المنظمات الأهلية والحكومية التابعة لها، استغلال كل الفرص المتاحة لفرض سيطرتها على المسجد الأقصى المبارك، وإعطائه الطابع “اليهودي”على حساب الحقوق الفلسطينية والإسلامية.
الخطوة الجديدة “المتطرفة” لم تقتصر على الاقتحامات والاعتداء على المرابطين والمرابطات داخل المسجد الأقصى، بل تعدى ذلك كثيراً بخروج دعوات تدعو صراحةً النساء اليهوديات بإرضاع أطفالهن برحاب المسجد الأقصى، تيمناً بفتوى متطرفة.
وجاء إعلان ما تسمى “منظمة نساء لأجل الهيكل” المتطرفة، على مواقعها الإعلامية، وقالت في الإعلان:” أنه على كل امرأة يهودية تقتحم الأقصى ولديها طفل رضيع أن ترضعه داخل المسجد الأقصى وخلال مسار الاقتحامات”.
فتاوى متطرفة
وجاء في الفتوى العنصرية والمتطرفة التي لاقت استهجاناً واستنكاراً فلسطينياً كبيراً، إن:” هذا الأمر مسموح به ومفضل حتى يتبارك المولود- المولودة بـ”جبل الهيكل” (تسمية الأقصى التلمودية)، وإن هذا العمل لا ينتهك قدسية المكان “جبل الهيكل”.
الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى المبارك، كشف لـ “نون بوست”، أن الدعوات اليهودية لإرضاع أبناء الإسرائيليات في رحاب المسجد الأقصى، من أشد الفتاوى “المتطرفة” خطورة على المسجد الأقصى المبارك.
وقال:”هذه الفتوى الجديدة تعطي دلائل واضحة على أن هناك وعي إسرائيلي خطير تجاه المسجد الأقصى المبارك وانه ملكهم، وانه سينقل ويتوارث عبر الأجيال اليهودية، بان لهم حق في مدينة القدس بشكل عام والمسجد الأقصى على وجه الخصوص”.
واعتبر خطيب المسجد الأقصى، أن هذه الفتاوى يجب التصدي لها بكل قوة وحزم، لما تحمله من معاني خطيرة تتعدى فيها على مكانة المسجد الأقصى المبارك الإسلامية، وتحدي سافر لكل المسلمين في العالم.
وتنفذ مجموعات المستوطنين بشكل شبه يومي اقتحامات للمسجد الأقصى وسط حراسة قوات الاحتلال الإسرائيلي، فيما يمنع المصلون الفلسطينيون من الصلاة بالأقصى إلا بشروط مجحفة، أو بأعداد محدودة.
تغير أمر واقع
وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ يوسف ادعيس، بدوره حذر من الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى، مؤكداً بأن :”المخططات الإسرائيلية المتصاعدة والخطيرة بحق مدينة القدس المتمثلة باستمرار محاولاتهم بالتدخل في شؤون الحرم القدسي والحفريات المكثفة تحت المسجد الأقصى بحجة التنقيب عن آثار مزعومة والبرامج الاستيطانية المكثفة بالقدس، ما هي إلا محاولة لتغيير الأمر الواقع في الحرم القدسي الشريف فضلا عن استمرارها في تهويد مدينة القدس وعزلها بالكامل عن محيطها الجغرافي وبناء جدار الفصل العنصري”.
وأشار إلى أن:”حماية الأقصى واجب على جميع الشعوب العربية والإسلامية”، كما دعا الشعب الفلسطيني في أماكن تواجده كافة إلى تكثيف تواجده في المسجد الأقصى لإفشال كافة المخططات الإسرائيلية الرامية إلى السيطرة عليه”.
كما أكد على ضرورة التصدي لهذه الممارسات العنصرية، غير الشرعية وغير القانونية، من خلال المؤسسات الدولية القانونية والثقافية، والمؤسسات ذات العلاقة من خلال تأكيد السيادة الفلسطينية، على مدينة القدس والمسجد الأقصى.
وتعكس الهجمة الإسرائيلية على المسجد الأقصى إصرار الاحتلال على تهويده وبناء هيكلهم المزعوم، وهو الأمر الذي حذّرت منه الحكومة والفصائل الفلسطينية، ودعت إلى وقف هذه الاقتحامات المتكررة للمستوطنين لما لها من تداعيات خطيرة.
ويزعم الإسرائيليون “أن المسجد الاقصى أقيم على أنقاض الهيكل”، ويدعون لإعادة بنائه من جديد.
وفيما يصر اليهود على أن الهيكل كان في الموقع الحالي للمسجد الأقصى، فإن الحفريات الواسعة التي قامت بها إسرائيل في المنطقة منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، لم تثبت وجود الهيكل في المنطقة، دون أن يكون من الواضح حتى الآن موقعه الحقيقي.