إذا كنت موظفًا في شركة ما وتعمل فيها عملًا بدنيًا وهناك احتمال أن تتعرض لحادث ما أو إصابة نتيجة أخطاء بشرية أو أحداث خارجة عن إرادتك، قد تصاب بسببها بالعجز أو إجراء عملية جراحية مكلفة أو تضطر لأخذ إجازة من العمل لمدة طويلة. لذا أحد أهم الأمور التي يتوجب أخذها بالحسبان هي أن تتأكد فيما إذا كانت الشركة توفر تأمينًا من أحد مؤسسات الضمان الاجتماعي ضدالإصابة، التي من خلالها ستحرص المؤسسة على سلامتك وتراعي فيها ظروف عملك، وتقتطع جزء بسيط من مرتبك شهريًا تحت مسمى التأمينات الاجتماعية لتدخره لك وتعطيه لك في حال الإصابة أو المرض أو عند التقاعد بعد استيفاء سنوات الخدمة المحددة من قبل المؤسسة التي تختلف من بلد لآخر حسب سن التقاعد المحدد.
تختلف درجة الاهتمام والتخصص في مؤسسة الضمان الاجتماعي بين بلد وآخر، وتندرج مؤسسات الضمان الاجتماعي في معظم الدول تحت إشراف حكومي إلا في حالات نادرة تندرج ضمن القطاع الخاص. ومفهوم الضمان الاجتماعي بحد ذاته يشير إلى دولة الرفاه التي تسعى إلى توفير العمل لكل المواطنين وحمايتهم من أي مكروه قد يصيبهم أثناء العمل وتقديم الخدمات الاجتماعية والرعاية للمواطن من المولد حتى الممات. فالضمان الاجتماعي يسهم في تنمية المجتمع اجتماعيًا واقتصاديًا ويساهم في القضاء على الفقر والسرقة ويضمن الاستقرار الوظيفي للفرد. ويعد العاطلين عن العمل والمرضى والعجزى والمصابين من أبرز المستفيدين من برامج الضمان الاجتماعي.
مفهوم الضمان الاجتماعي
نظام الضمان الاجتماعي وُضع لحماية الأفراد اجتماعيًا واقتصاديًا، ويكون باقتطاع نسبة بسيطة من الراتب الشهري للعامل تُحول لمؤسسة الضمان الاجتماعي وتقوم المؤسسة التي ينتمي إليها المواطن بدفع مساهمة عنه بنسبة معينة تحددها مؤسسة الضمان وهذه النسبة تختلف بين الدول، ويحصل الفرد على المال الذي تم اقتطاعه منه أثناء دورة عمله عند سن معينة يسمى “السن القانوني للتقاعد” ويُصرف له المبلغ على شكل راتب شهري ولا يحق له أن يأخذه كاملًا إلا في حالات معينة.
تشمل الخدمات التي يقدمها الضمان الاجتماعي على توفير رواتب التقاعد والتأمين ضد العجز وتعويضات البطالة والرعاية الطبية والصحة والسلامة وغيرها.
مفهوم الضمان الاجتماعي يشير إلى الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الحكومة على شكل برامج تهدف لتعزيز رفاهية السكان من خلال مساعدات تقدمها لضمان الحصول على ما يكفي من الموارد كالغذاء والمأوى والصحة، تُقدم للأطفال والمرضى وكبار السن والعاطلين عن العمل في المجتمع.
وتختلف التسمية بين كل بلد من بلدان العالم فتسمى في الولايات المتحدة الضمان الاجتماعي بينما تسمى في نيوزيلندا الرعاية الاجتماعية والتأمين الوطني في بريطانيا وصندوق الادخار المركزي في سنغافورة.
والضمان الاجتماعي هو قانون في المادة 22 من “الإعلان العالمي لحقوق الإنسان” والذي ينص على أن كل شخص باعتباره عضوًا في المجتمع له الحق في الضمان الاجتماعي بما يتفق مع موارد كل دولة، من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي لا غنى عنها من أجل كرامة الإنسان، وكل دولة وقّعت على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واجب عليها أن توفر حياة كريمة لأفراد المجتمع.
أهداف التأمينات الاجتماعية
تهدف التأمينات الاجتماعية إلى تعويض الموظف المؤمّن عليه أو أسرته عن الخسارة التى يتعرض لها المتمثلة فى فقده الدخل نتيجة تحقق أحد المخاطر المؤمّن ضدها والتى تتمثل فى بلوغ سن التقاعد، العجز، الوفاة، الإصابة، المرض، وأخيرًا البطالة.
هذه الأخطار تؤدى إلى انقطاع الدخل فتتدخل التأمينات الاجتماعية لتعويض المؤمن عليه أو أسرته ( فى حالة الوفاة ) عن الدخل الذى انقطع نتيجة تحقق أحد تلك المخاطر. والتعويض الذى تقدمه التأمينات الاجتماعية قد يكون تعويضًا نقديًا أو تعويضًا عينيًا، والتعويض النقدى يتمثل بصفة أساسية فى المعاش، وتعويض الدفعة الواحدة، والمكافأة، وتعويض الأجر فى حالة المرض والاصابة…أما التعويض العينى فيتمثل فى العلاج والرعاية الطبية فى حالة تحقق خطر المرض أو خطر الإصابة.
الخدمات الإجتماعية المقدمة للاجئين
درج هذا المفهوم على لسان الكثيرين من الناس في الفترة الماضية وبالأخص اللاجئين الذين لجأوا إلى أوروبا، فالضمان يوفر أيضًا الخدمات الأساسية التي يحتاجها اللاجئ من مأكل وملبس ومأوى ومصاريف الحياة اليومية، ممن تعرضوا لاضطهاد في بلادهم ولجأوا إلى بلد آخر. فمنذ أن تدوس قدم اللاجئ أحد البلدان المستقبلة للاجئين وأهمها الدول الأوروبية الغنية مثل ألمانيا والسويد والدنمارك وغيرها، يتم تأمين اللاجئ في مأوى وتسجيله في مؤسسة التأمينات الاجتماعية ليصرف له راتب شهري بسيط ويعطى مستلزمات الحياة التي تكفيه، وتوفر له المأوى والمأكل ودورات مجانية لتعلم اللغة لإدماجه بالمجتمع وتبقى معه حتى ينخرط في المجتمع ويصبح جزءًا منها حتى يجد عملًا ويصبح عضوًا فاعلًا كغيره في المجتمع.
في السويد مثلًا تشكل التأمينات الاجتماعية جزءًا هامًا من نظام الأمان السويدي، وتشمل التأمينات كل الأشخاص المقيمين في السويد أو الذين يعملون فيها، وهي توفر الحماية المادية للعائلات والأطفال والأشخاص الذين يعانون من أمراض وإعاقات وإصابات في العمل والشيخوخة، وحتى فيما يخص الإجازات المرضية التي يأخذها العامل من عمله يسعى المسؤولين في التأمينات الاجتماعية لتنسيق كل الموارد المساعدة لعودة العامل إلى عمله مجددًا بأسرع وقت ممكن.