ترجمة حفصة جودة
هددت كينيا بإغلاق أكبر مخيم للاجئين؛ وإرسال حوالي 600.000 شخصًا إلى الحروب والجفاف والمجاعات التي فروا منها، حيث قالت كينيا بأنها تتكبد أعباءًا اقتصادية وأمنية وبيئية فادحة نيابة عن المنطقة والمجتمع الدولي؛ وقد حان الوقت لوضع نهاية لاستضافة اللاجئين.
تلجأ الحكومة الكينية لهذا التهديد في الكثير من الأحيان؛ لجذب المزيد من التمويل لعملياتها الواسعة في استقبال اللاجئين؛ ففي العام الماضي هددت كينيا بإغلاق المخيم مرتين تقريبًا، وفي عام 2013 أطلقت تهديدًا مشابهًا، وفي السنوات القليلة الماضية تقلصت التمويلات من الجهات المانحة؛ وربما تسعى كينيا للحصول على مزيد من الاهتمام بعد أن أصبح التركيز منصبًا على أزمة اللاجئين في أوروبا.
لكن تهديد كينيا قد يكون جادًا هذه المرة، فقد قامت الحكومة بحلّ وزارة اللاجئين ووعدت بإغلاق جميع مخيمات اللاجئين، ويقول أوتسينو ناموايا؛ باحث بمنظمة “هيومان رايتس ووتش”: “لا أعتقد أنهم يخدعوننا هذه المرة”، بينما يقول كونور فيليبس، مدير لجنة الإنقاذ الدولية في كينيا: “نحن نحث كينيا على مواصلة توفير الحماية للاجئين، وهو الأمر الذي رحبت به منذ عقود”، كما حثت الأمم المتحدة البلاد أيضًا على إعادة النظر في الأمر.
تضم كينيا أكبر مخيم للاجئين في العالم، وهو مخيم “داداب”؛ الذي يقع قرب الحدود مع الصومال، حيث يعيش في هذا المخيم حوالي 340.000 شخصًا في مكان يشبه المدينة؛ يحتوي على مدارس ومتاجر وغيرها من البنى التحتية شبه الدائمة، هناك أيضًا مخيم رئيسي آخر يُسمى “كوكوما” يقع بالقرب من حدود السودان؛ ويستضيف الفارين من الحرب الأهلية هناك.
مخيم داداب الواقع قرب الصومال
تدّعي كينيا أن تلك المخيمات؛ التي نشأت في التسعينيات؛ أصبحت ملاذًا لحركة الشباب الإسلامية المتشددة التي تشن هجمات ضد المواطنين في كينيا منذ خمس سنوات، وادّعى أعضاء من الحكومة أن هجوم البوابة الغربية عام 2013 وهجوم العام الماضي على جامعة غاريسا؛ قد تم التخطيط لهما في مخيم اللاجئين الصوماليين، وفي هذا الشهر، أعلنت الشرطة أنها أحبطت هجومًا بيولوجيًا يحتوي على الجمرة الخبيثة.
يقول كارانجا كيبيشو؛ وزير كينيا للأمن الوطني: “باعتبارنا دولة ذات موارد محدودة؛ وتواجه تهديدًا إرهابيًا وجوديًا، لم يعد بإمكاننا السماح لشعبنا بتحمل العبء الأكبر من التزامات المجتمع الدولي الضعيفة تجاه اللاجئين”.
تتعرض المخيمات للانتقاد أيضًا باعتبارها أحد أسباب تهريب الفحم والسكر؛ كما أنها تولّد دخلًا لحركة الشباب المتشددة، كما تشكو المجتمعات القريبة من المخيمات من أن اللاجئين يحصلون على موارد ومعاملة أفضل منهم.
نتيجةً لذلك؛ قلّصت كينيا أعداد اللاجئين الجدد الوافدين للبلاد، ولم تقم بفتح باب التسجيل للاجئين الجدد سوى العام الماضي (حيث يجب على اللاجئين التسجيل في الحكومة للحصول على الحماية اللازمة)، وقبل ذلك؛ لم تسمح كينيا للمسجلين الجدد بالتسجيل سوى مرة واحدة منذ عام 2012؛ وكانت فرصة التسجيل مستمرة لمدة 30 يومًا فقط.
يتعرض اللاجئون الصوماليون الذين يعيشون في المدينة للعديد من المضايقات؛ وذلك بهدف دفعهم للعودة إلى المخيمات أو الصومال، طبقًا لما قاله ناموايا من منظمة هيومان رايتس ووتش.
تقول كينيا أنها تخطط لإرسال اللاجئين إلى منازلهم، الأمر الذي قد يؤثر على الآلاف من سكان جنوب السودان وأثيوبيا وأوغندا وغيرهم، “لن يقتصر تأثير ذلك على الصوماليين فقط” كما يقول ناموايا.
أعداد اللاجئين في كينيا حسب موطنهم الأصلي
المصدر: كوارتز