“عايز أتنفس”: حملة لإنقاذ المعتقلين في مصر من موجة الحر التي تضرب البلاد

2928936c-16051612_m2

تعاني مصر في الأعوام الأخيرة في فصول الصيف المتعاقبة من موجات حر لم تعهدها البلاد أثرت على سير الحياة الطبيعية للمواطنين، كان من ضمن من تأثر بهذه الموجات شديدة الحرارة المعتقلين السياسيين المتكدسين في صفوف النظام المصري.

آخر الإحصائيات تُشير إلى وجود أكثر من 60 ألف معتقل سياسي منذ انقلاب الثالث من يوليو متواجدين في مراكز الاحتجاز المختلفة الرسمية منها وغير الرسمية، فيما شرع النظام الوليد في بناء ما يزيد عن 10 سجون جديدة لاستيعاب هذه الأعداد.

في أغسطس من العام الماضي، مرت مصر بموجة حارة شبيهة بتلك التي تمر بها هذه الأيام توفي على إثرها في السجون المصرية 42 مسجونًا، بينهم خمسة دفعة واحدة بسجن الوادي الجديد.

هذا وقد صرحت وزارة الداخلية في مصر أن التكدس في الأقسام الشرطية وأماكن الاحتجاز وصل إلى 400%، وهو ما يعني الموت المحقق لآلاف السجناء السياسيين والجنائيين، ويتخوف كثيرون من حوادث الموت بسبب ارتفاع درجة الحرارة في السجون المصرية سيئة التجهيز، والتي تتفاقم معاناة المسجون بها برفض إدارات السجون المختلفة إدخال وسائل التهوية والأدوات اللازمة للتخفيف من معاناة المساجين.

عايز أتنفس

وعلى إثر هذه الظروف والشكاوى المرتفعة من أهالي المعتقلين الذين أكدوا أن ذويهم يموتون اختناقًا في أماكن الاحتجاز، دشن عدد من نشطاء حقوق الإنسان حملة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة تحت شعار “عاوز أتنفس”.

هذا وقد أطلقت العديد من الهاشتاجات للتضامن مع المعتقلين في السجون المصرية، ضمن حملة للتعريف بما يعانيه المعتقلون داخل الزنازين، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وتخطيها حاجز 49 درجة، حيث سجلت مصر بالأمس أعلى درجة حرارة موجودة في العالم، مطالبين بالتخفيف عن المعتقلين وتحسين أوضاعهم داخل السجون، لا سيما مع درجات الحرارة القاسية.

عمل المشاركون في الحملة على تصوير معاناة المعتقلين من خلال وضع أكياس على رؤوسهم للتعبير عن حالة الاختناق التي يمر بها المعتقلون في هذا الجو الحار، وتضامنًا مع أوضاعهم في محاولة لإرسال مطالبات لتحسينها.

الحملة الإنسانية انطلقت بخمس لغات لإنقاذ المعتقلين من الموت في أماكن الاحتجاز التي وصفت بأنها غير آدمية حسب أوصاف بعضهم.

وقد نقلت الحملة عن معتقلين أفرج عنهم مؤخرًا واقع الزنازين في الصيف حيث يتكدس المعتقلون بها، فالزنزانة التي تتسع لعشرين شخصًا يتم وضع ضعف هذا الرقم فيها حتى يصبح التنفس أمرًا شبه مستحيل، مع سوء منافذ التهوية بالمكان.

الداعية محمد الصغير كتب على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر مغردًا عن أوضاع السجون التي أسماها في تغريدته “عنابر الموت” قائلًا:

أما أسماء أحمد فقد اعتبرت أن السلطة اعتبرت الهواء محرم على المعتقلين:

وقد أكدت إيناس في تغريدتها على نفس الأمر قائلة:

يروى أسامة جمال أنه كان معتقلاً في أكثر شهور السنة حرارة، وسرد معاناته من ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة في هذه الأوقات:

جدير بالذكر أن مصر شهدت منذ السبت الماضي موجة حر شديدة ستصل ذروتها اليوم الإثنين، حسب بيان لهيئة الأرصاد الجوية المصرية، بينما حذرت وزارة الصحة المصرية أمس الأحد المواطنين من موجة الحر التي تضرب البلاد حاليًا، ودعتهم إلى القيام بالإجراءات الوقائية وتجنب الإصابة “بالإجهاد الحراري”.