“مصر: حان وقت التراجع” .. كان هذا هو عنوان افتتاحية الجارديان اللندنية بالأمس، حيث عرضت رئاسة تحرير الصحيفة المخاطر التي تتزايد يوما بعد يوم من استمرار العسكر في التدخل في السياسة في مصر. المقالة أيضا أشارت إلى أن دعوة السيسي الشعب المصري لتفويضه بالتعامل مع “العنف والأرهاب المحتمل” يمكن أن تُقرأ على أنها إلصاق لتهم الإرهاب والعنف بجماعة الإخوان المسلمين، ويعزز تلك المخاوف -بحسب الصحيفة- الاتهامات التي وُجهت لمرسي بالتخابر مع حماس.
في ختام الافتتاحية دعت الصحيفة الى التقليل من نفوذ الجيش المصري على الساحة الداخلية في مصر، مع الافراج عن قيادات الاخوان الذين تم اعتقالهم عقب الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو، بالاضافة إلى إيجاد صيغة لعودة مرسي وإطارا للحوار الذي من الممكن أن يقبله الإخوان وإلا فإننا “قريبا سنشهد المزيد من الدماء على أرصفة القاهرة”.
في الوقت الذي صدرت فيه الصحيفة كانت الطائرات الحربية التابعة للجيش المصري تلقي بآلاف الأوراق على محيط مسجد رابعة العدوية في بيان يدعو المعتصمين المرابطين منذ الثامن والعشرين من الشهر الماضي للانسحاب من الاعتصام مع وعد -آخر- بتأمين من أراد الرحيل منهم.
وفي سياق متزامن اعتقلت قوات الأمن رئيس حزب الوسط أبوالعلا ماضي ونائبه عصام سلطان، الذي يّعد أول حزب سياسي يحصل على رخصة لممارسة نشاطه عقب ثورة ٢٥ يناير. واتهمتهم النيابة بتهم نسبت إليهما بعد عزل مرسي تتصل بالتحريض على أعمال عنف. بالاضافة لتهم أخرى تتعلق بأهانة القضاء.
في الوقت نفسه اندلعت اشتباكات في مدينة بورسعيد بين مؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي ومؤيدين للانقلاب العسكري أسفرت عن مقتل شخص وإصابة ثلاثين آخرين.
ولأول مرة منذ الانقلاب العسكري يظهر الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة بشكل علني في حفل تخريج دفعة جديدة من ضباط الشرطة. واستقبله الحضور بالتصفيق وقوفا واشاد به وزير الداخلية محمد ابراهيم باعتباره “ابن مصر البار”. وعكست التغطية المتملقة في اجهزة الاعلام الحكومية والخاصة ارتفاع نجم السيسي سياسيا في دولة حكمها ضباط سابقون من الجيش على مدى ستة عقود قبل انتخاب مرسي في 2012 رئيسا في اول انتخابات حرة في البلاد.
وفي توال لردود الأفعال على المجزرة التي ارتكبتها قوات الأمن بالتعاون مع عدد كبير من البلطجية عند النصب التذكاري للجندي المجهول في محيط رابعة العدوية ألقى عدد من النشطاء والمدونين الليبراليين باللوم على الإخوان المسلمين والمعتصمين عند رابعة العدوية
https://storify.com/MaxBlumenthal/egyptian-liberals-no-humanity-zone
كما كتبت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان والتي ذهبت للتضامن مع المعتصمين في رابعة العدوية، كتبت على حسابها الشخصي على تويتر تدين ما أسمته “الفاشية” التي يقوم بها الجيش “وبقية الانقلابيين في مصر
#مصر
إن لم تكن هذه هي الفاشية بعينها فما هي الفاشية إذاً ؟!! هل قطع كبري او تعطيل اشارة مرور من قبل المتظاهرين… https://t.co/5ds7skmMiI— Tawakkol Karman (@TawakkolKarman) July 28, 2013
لو أن #السيسي و #البرادعي و #عدلي_منصور وبقية الانقلابيين يمتلكون الشرعية الدستورية الكاملة فإن مجزرة… https://t.co/QQyaRPp0Mg
— Tawakkol Karman (@TawakkolKarman) July 28, 2013
كما توالت ردود الافعال على المبادرة التي اقترحها المرشح الرئاسي السابق محمد سليم العوا وتتضمن إعادة مرسي للسلطة ولكن مع اجراء انتخابات جديدة خلال اشهر. وقوبل هذا العرض بالرفض سريعا من قبل الرئيس المؤقت للبلاد ومن جبهة الانقاذ، كما رفضتها منصة المعتصمين في رابعة العدوية بشكل قاطع.
في الوقت ذاته تبادل النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر عددا من الرموز الليبرالية في مصر ورموز النظام السابق يدعون إلى الإقصاء الكامل لتيار “الإسلام السياسي”، مشددين على أن جبهة الإنقاذ قدمت تنازلات لصالح حزب النور. وقالت تهاني الجبالي المستشارة السابقة في المحكمة الدستورية العليا أن جبهة الانقاذ تراجعت عما تم الاتفاق عليه مسبقا بإلغاء دستور ٢٠١٢ (الذي وافقت عليه اغلبية المصريين في استفتاء تم في نهاية العام الماضي) والعودة للعمل بدستور ١٩٧١
https://www.youtube.com/watch?v=1sqrkJ5KeCw
وفي حادث معبر عن طبيعة الحكم العسكري في مصر قال وائل قنديل أن حكومة الانقلاب العسكري منعت مقالا له من النشر في جريدة الشروق الذي يعمل كمديرا للتحرير بها. وقال وائل قنديل أنه ولأول مرة تقوم الجريدة بمنع مقال له من النشر فيها وهو ما لم يفعله مبارك “في عز جبروته” عقب موقعة الجمل.
https://www.youtube.com/watch?v=UhmV3lynwWc
على جانب آخر كتب محمد عادل المتحدث الرسمي باسم حركة شباب ٦ ابريل محذرا من الأزمة الاقتصادية التي قد تحدث في مصر خلال السنة القادمة وناقدا حكومة الانقلاب العسكري أن الحكومة اقترضت ٦ مليار جنيه من البنوك في أول شهرين من السنة المالية فقط.