خلال الأعوام الثلاثين الأخيرة، انخفض عدد الأفيال في القارة السمراء من مليون ومئتي ألف فيل إلى نصف مليون.
السبب الرئيسي في هذا الأمر هو عمليات القتل التي يقوم بها الصيادون في إفريقيا، الفيلة الافريقية تتعرض لعمليات صيد غير مسبوقة لم يخفف من اندفاعتها الحظر الدولي الذي فرض علي اصطيادها من أجل الاتجار بعاجها في عام 1989.
وحسب إحصاء جوي لأفيال إفريقيا هو الأول من نوعه، نشرت صحيفة الغارديان أن الأفيال قد تنقرض خلال عشر سنوات، حيث أن أعدادها الآن بلغت رقما بين ٤٥٠ ألف و ٦٠٠ ألف فيل.
بريطانيا اطلقت مبادرة جديدة لمكافحة الصيد غير المشروع وتسليط الضوء على التأثيرات العالمية لجرائم الحياة البرية وتدمير المحميات الطبيعية، وقام وزير البيئة البريطاني، أوين باترسون، بزيارة كينيا الأسبوع الماضي لتقديم الدعم إلى البلد الأفريقي في مساعيه الرامية إلى حماية الحياة البرية على أراضيه.
ليس هذا فحسب، ولكن الحكومة البريطانية نشرت جنوداً من قوات النخبة لمساعدة القوات التي تقاتل حركة شباب المجاهدين الصومالية على الخطوط الأمامية في كينيا، لمنعها من استهداف الفيلة ووحيد القرن لتمويل حربها ضد الغرب.
وحسبما جاء في تقرير سابق نشرته صحيفة صنداي تايمز البريطانية، فإن حركة شباب المجاهدين الصومالية المرتبطة بتنظيم القاعدة تموّل نشاطاتها الارهابية من خلال بيع عاج الفيلة وقرون حيوانات الكركدن في السوق السوداء، والذي يُعتقد أنه يدّر عليها ما يصل إلى 400 ألف جنيه استرليني كل شهر.
واشارت الصحيفة إلى أن هذه العوائد تسمح لحركة الشباب بدفع راتب مقداره 75 جنيهاً استرلينياً في الأسبوع لكل واحد من مقاتليها الجهاديين للقيام بفظائع على غرار الهجوم على مركز التسوق (ويستغيت) في العاصمة الكينية نيروبي في أيلول/سبتمبر الماضي، والذي اودى بحياة 67 شخصاً.
الأمر إذا ليس متعلقا بالأفيال، أو بحقوق الحيوان. لكنه فقط متعلق “بالحرب على الإرهاب” وتجفيف منابعه، حتى لو كانت تلك المنابع هي الأفيال في أحراش إفريقيا.
دولة بوتسوانا استضافت قمة هذا الشهر للحفاظ على الأفيال، حيث أدانت القمة في بيانها الختامي ستة دول بسبب عدم اتخاذ إجراءات كافية للحد من الصيد الجائر للأفيال الإفريقية.
الأمر ليس إفريقياً فحسب، لكن أيضا الأفيال الآسيوية مهددة بالانقراض، ففي تايلاند تواجه الأفيال التي تعتبر رمزاً قومياً للبلاد تهديدات جديدة بسبب كثرة الطلب على لحومها في الدولة. ورغم أن استهلاك لحوم الفيلة ليساً شائعاً في تايلاند ولكن هناك بعض الثقافات الأسيوية التي تعتقد أن تناول الأعضاء التناسلية للفيلة تعزز من القدرات الجنسية.
كما أنه رغم التغطية الإعلامية التي تحظى بها الفيلة الإفريقية، والتي لم تمنع من استمرار قتلها بشكل مستمر، إلا أن هناك مناطق أخرى من العالم تكاد فيها الأفيال أن تنقرض وبلا أي اهتمام عالمي كما في فيتنام, حسبما قال تقرير مفصل نشرته ناشيونال جيوغرافيك قبل أيام.