قصّة موسوعة غينيس
كثيرًا ما سمعنا عن موسوعة غينيس للأرقام القياسية، أو Guinness World Records، وهو كتاب موسوعي يجمع الأرقام القياسية العالمية في شتى المجالات، فنجد فيه الأكبر والأصغر، الأفضل والأسوأ، الأسرع والأبطأ، ونتعرف من خلاله على أوائل المخترعين والمكتشفين والمميزين وأصحاب السبق والريادة على كافة الصعد، فهل تساءلنا يومًا عن تاريخ هذه الموسوعة الشهيرة؟ ومن كان وراء تلك الفكرة العبقرية التي صمدت على مدى أكثر من 60 عامًا؟
حدث عام 1951، أن كان أحد أثرياء لندن، ويدعى هيوغ بيفر، في رحلة صيد مع أصدقائه في ضواحي المدينة، فدخل الجميع في جدل حول ماهية أسرع طير يستخدم كطريدة في الصيد، أهو الزقزاق الذهبي أم الطيهوج؟ واستمر الجدل قائمًا حينها بسبب عدم وجود مرجعية معتمدة للفصل في أمور كهذه، فلمعت في ذهن الثري البريطاني -صاحب معمل غينيس للجعة- فكرة عبقرية، مفادها تأسيس مرجع معتمد للأرقام القياسية العالمية، فما كان منه إلا أن أجرى اتصالاته مع إحدى وكالات تقصي الحقائق، وكلف مديريها الباحثين: نوريتس وروس ماكويتر، بمهمة جمع ما تيسر لهما من حقائق موثقة وأرقام قياسية، على أن يتولى بنفسه تمويل هذا المشروع الفريد، الذي أبصر النور بعد 4 سنوات من البحث والتقصي، حيث صدرت النسخة الأولى من كتاب غينيس للأرقام القياسية في لندن، بتاريخ 27 أغسطس 1955.
وحقق الكتاب نجاحًا خياليًا خلال فترة زمنية قياسية، حيث تصدر قائمة أكثر الكتب مبيعًا في بريطانيا وخارجها بحلول نهاية العام، ليتوسع المشروع ويأخذ بعدًا عالميًا، ويصبح علامةً تجاريةً ومرجعًا معتمدًا للمصادقة على أي رقم قياسي جديد، حيث يتم التأكد من الرقم عبر لجنة مختصة، قبل أن يتم تكريم صاحبه بمنحه شهادةً موثقةً من مؤسسة غينيس، التي مازالت تصدر نسخًا سنويةً متجددةً من الكتاب، الذي وصلت أرقام مبيعاته حول العالم إلى أكثر من 100 مليون نسخة، وترجم إلى 40 لغةً مختلفة.
أبرز الأرقام الخاصة بمنتخبات كرة القدم
منتخب إسبانيا صاحب أطول سلسلة انتصاراتٍ دولية
لطالما كان لكرة القدم حيزًا خاصًا من الاهتمام، وخاصةً في بريطانيا التي تعتبر مهد اللعبة الشعبية الأولى، ولذا حرص القائمون على موسوعة غينيس العالمية على تخصيص حيز محترم من صفحات كتابهم البالغة 288 صفحة، لمتابعة أهم أرقام وإنجازات الساحرة المستديرة، ويسرنا فيما يلي أن نأخذكم في جولة بين صفحات موسوعة غينيس، نطالع من خلالها أبرز تلك الأرقام والإنجازات، والتي نبدأها بالأرقام الخاصة بمنتخبات الكرة:
– أول مباراة دولية في التاريخ أقيمت في 30 نوفمبر 1872، وجمعت منتخبي إنجلترا وإسكتلندا في غلاسكو، وانتهت بالتعادل السلبي.
– أكبر نتيجة في مباراة دولية رسمية سجلها منتخب أستراليا في 11 أبريل 2011، بفوزه على منتخب جزر ساموا بنتيجة 31-0 خلال تصفيات كأس العالم.
– أطول سلسلة انتصارات متتالية على صعيد المنتخبات سجلها منتخب إسبانيا، بفوزه بـ 15 مباراةً على التوالي بين عامي 2006 و2009.
– أكبر حضور جماهيري في تاريخ كرة القدم، شهده ملعب ماراكانا بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، خلال مباراة نهائي كأس العالم عام 1950 بين منتخبي البرازيل والأورغواي، وبلغ 199854 متفرج.
– تنفرد البرازيل بكونها أكثر المنتخبات مشاركةً في بطولة كأس العالم، بمشاركتها في جميع نسخ البطولة الـ 20، كما تنفرد بكونها أكثر من حقق اللقب برصيد 5 مرات.
– أما أكثر المنتخبات خوضًا للمباريات النهائية في كأس العالم، فهو منتخب ألمانيا الذي خاض 8 نهائيات.
– أكبر انتصار في تاريخ كؤوس العالم سجله منتخب المجر عام 1982، بفوزه على منتخب السلفادور بنتيجة 10-1.
– أما أكثر المباريات أهدافًا في تاريخ كؤوس العالم، فتلك التي جمعت النمسا بسويسرا عام 1954، وانتهت بفوز الأولى بنتيجة 7-5.
أرقام خاصة باللاعبين
المصري أحمد حسن صاحب أكبر عددٍ من المباريات الدولية في التاريخ
– أكثر من خاض مباريات دولية في تاريخ الكرة، هو النجم المصري المعتزل أحمد حسن، بواقع 184 مباراةً بين عامي 1995 و2012.
– أكبر من لعب دوليًا هو لاعب منتخب ويلز بيلي ميريديث، الذي مثل منتخب بلاده عام 1920 بعمر 45 عامًا و8 أشهر.
– أكثر اللاعبين تسجيلًا للأهداف في التاريخ هو الأسطورة البرازيلية بيليه، الذي أحرز 1279 هدفًا خلال مسيرته، كما يحمل بيليه رقمًا آخر بكونه أكثر من سجل ثلاثيات (هاتريك) في التاريخ بـ 92 ثلاثية.
– أكبر عدد من الأهداف في موسم واحد بلغ 60 هدفًا، وسجله نجم إيفرتون الإنجليزي ديكسي دين خلال موسم 1928-1929 من الدوري الإنجليزي.
– أكبر عدد أهداف خلال عام واحد، سجلها أسطورة برشلونة الأرجنتيني ليو ميسي عام 2012، حيث أحرز 91 هدفًا في جميع المسابقات.
– أطول مدة في المحافظة على نظافة الشباك بلغت 1816 دقيقة، وسجلها حارس مرمى فاسكو دي غاما البرازيلي في السبعينيات جيرالدو بيريرا.
– أول هدف في تاريخ كؤوس العالم، سجله الفرنسي لوسيان لوران، خلال مباراة فرنسا أمام المكسيك في مونديال عام 1930.
– أكثر اللاعبين مشاركةً في مباريات كأس العالم، هو النجم الألماني لوثار ماتيوس برصيد 25 مباراة خلال 5 مونديالات، أما أكثر اللاعبين إحرازًا لكأس العالم فهو الأسطورة بيليه بـ 3 ألقاب.
– أكثر من سجل أهدافًا في تاريخ كؤوس العالم، هو النجم الألماني ميروسلاف كلوزة برصيد 16 هدفًا، سجلها خلال 4 مونديالات، أما أكثر من سجل في مونديال واحد، فهو الفرنسي جوست فونتين الذي سجل 13 هدفًا في مونديال 1958.
– أكثر من سجل أهدافًا خلال مباراة واحدة في كأس العالم هو الروسي أوليغ سالينكو، الذي سجل 5 أهداف في مرمى منتخب الكاميرون عام 1994.
– أما أسرع هدف في تاريخ كؤوس العالم، فسجله التركي هاكان شوكر، بعد 11 ثانية من مباراة فريقه أمام كوريا الجنوبية في مونديال 2002.
أحدث الأرقام الكروية المسجلة في الموسوعة
النجم كريستيانو رونالدو متسلمًا شهادته
– تسلم المدرب البرتغالي جوزيه مورينو في سبتمبر الماضي 4 شهادات من إدارة موسوعة غينيس، وذلك عن الإنجازات التالية: الأكثر حصدًا للنقاط في موسم واحد في تاريخ البريمير ليغ برصيد 95 نقطة، الأقل خسارةً على ملعبه في البريمير ليغ برصيد 77 مباراة، أصغر مدرب خاض 100 مباراة في الشامبيونز ليغ بعمر 49 عامًا و12 يومًا، والمدرب الوحيد الفائز بلقب الشامبيونز ليغ مع ناديين مختلفين.
– وحقق البولندي روبرت ليفاندوفسكي 4 أرقام قياسية في غضون 9 دقائق، وذلك بعد دخوله في الشوط الثاني من مباراة فريقه بايرن ميونيخ أمام فولسبورغ في سبتمبر الماضي، وتسجيله 5 أهداف بين الدقيقتين 51 و60 من المباراة، ليصبح أسرع من يسجل ثلاثيةً ورباعيةً وخماسيةً في تاريخ البوندسليغا، إضافةً لكونه أكثر من سجل أهدافًا بعد مشاركته كبديل في تاريخ الدوري.
– أما البرتغالي كريستيانو رونالدو فقد تسلم شهادةً من غينيس، بكونه أكثر من سجل ثلاثيات (هاتريك) في تاريخ الليغا الإسبانية برصيد 27 مرة، علمًا بأن شهادةً أخرى بانتظاره بعد تسجيله 16 هدفًا في الشامبيونز ليغ هذا الموسم، وضعته في صدارة هدافي المسابقة عبر تاريخها برصيد 93 هدفًا.
– وفي الموسم الماضي من بطولة الشامبيونز ليغ، بات نجم روما الإيطالي فرانشيسكو توتي أكبر لاعب يسجل أهدافًا في تاريخ البطولة، وذلك بعمر 38 عامًا و3 أيام، كما بات لاعب ريال مدريد النرويجي مارتن أوديجارد، أصغر من يشارك رسميًا في تاريخ البطولة بعمر 15 عامًا و300 يوم.
– قبيل مغادرته إلى نيويورك سيتي الأمريكي، انفرد النجم الإنجليزي فرانك لامبارد بكونه أكثر لاعبي البريمير ليغ تسجيلًا في مرمى أندية مختلفة، حيث هز شباك 39 فريقًا.
– وأخيرًا في الموسم الحالي، سجل نجم ليستر سيتي الإنجليزي جيمي فاردي رقمًا جديدًا في تاريخ البريمير ليغ، بتسجيله في 11 مباراةً على التوالي، كاسرًا الرقم السابق المسجل باسم الهولندي رود فان نيستلروي.
أغرب الأرقام
البلجيكي كريستوف فان هوت، الأطول في تاريخ الكرة
– شهدت مباراة نهائي كأس ناميبيا عام 2005 أطول ماراتون للركلات الترجيحية في تاريخ الكرة، إذ وصل عدد الركلات التي سددها لاعبو الفريقين إلى 48 ركلة!
– مع أن مهمة تسجيل الأهداف توكل للاعبين عادةً، إلا أن حارس مرمى ساو باولو البرازيلي روجيرو تشيني شذ عن هذه القاعدة، بتسجيله 126 هدفًا خلال مشواره الكروي، جعلته الهداف الأول بين أقرانه من حماة الشباك، بفارق شاسع عن أقرب منافسيه!
– ونبقى مع حراس المرمى، حيث ساعد الحظ الحارس البوسني إزمير بيغوفيتش على تسطير اسمه ضمن سجلات غينيس، بعد أن سجل هدفًا من مسافة 92 مترًا خلال إحدى مباريات فريقه ستوك سيتي عام 2014، ليصبح صاحب أبعد هدف في تاريخ الكرة!
– أما النرويجي يون ساملسون فينفرد برقم فريد آخر، بعد أن سجل هدفًا رأسيًا من مسافة 60 مترًا خلال إحدى مباريات الدوري النرويجي عام 2011، ليصبح صاحب أبعد هدف بالرأس في تاريخ الكرة!
– عمالقة كرة القدم في التاريخ قلة، يتقدمهم البلجيكي كريستوف فان هوت حارس مرمى فريق ستاندر لياج بطول 208سم، بفارق 3 سم عن كل من الصيني يانج تشانج بينج والكرواتي فانيا إيفيكا.
– أما أقزام الكرة فهم كثر، وأقصرهم على الإطلاق الآرجنتيني دانيال باريوس بطول لا يتعدى 154سم، يليه بفارق أجزاء من السنتيمتر البرازيلي إلتون جوزيه، فيما يحتل النجم القطري المعتزل جفال راشد المركز الثالث بطول 155سم.
إليكم تقريرًا مميزًا عن أقصر 10 لاعبين في تاريخ الكرة من خلال مقطع الفيديو التالي: