أثار الكتاب الأسود الذي أعدته رئاسة الجمهورية التونسية واشرف عليه الرئيس التونسي المنصف المرزوقي وسرب قبل نشره رسميا، والمسمى ب”الكتاب الأسود”، جدلا واسع في تونس، فبينما كانت ردة فعل من تورطوا في الدعاية لبن علي بالرفض طبيعية، وردة فعل نشطاء الثورة بالترحيب طبيعية، رفضت فئات كبيرة من السياسيين إصدار هذا الكتاب معتبرة إياه بالعائق أمام ما يسمى ب”العدالة الانتقالي”.
ولكن كثيرين ممن ذكروا في الكتاب أجانب وغير معنيون بأي حال من الأحوال بالعدالة الانتقالية، فقائمة الصحفيين الأجانب الأصدقاء لبن علي والتي أعدها المدير العام لوكالة الاتصال الخارجي بنفسه، تتضمن اسماء لصحفيين عرب من بينهم أمين محمد أمين من جريدة الأهرام، والشهير مصطفى بكري واسامة سرايا وعباس الطرابلي من صحيفة الوفد ومحمد عبد المنعم من صحيفة روزا اليوسف، وكذلك من قناة المنار كل من محمد حيدر وعمرو ناصف، والأردني سليمان القضاة، عضو منظمة الصحفيين العالميين.
وكذلك إعلاميين غربيون، من بينهم الشهير فرنسوا لابوردي مذيع قناة “France 2″، وآخرين في Tv5 وLCI وAFP وM6، مع عدد من الصحفيين العاملين في أبرز الصحف العالمية مثل Washington Times، Time، Le Figaro، Jewish Telegraph، Middle East، Financial Times، بالإضافة إلى شخصيات عالمية تعاونت بالمجان مع بن علي لتلميع صورته في أوروبا والعالم، كان أبرزهم نائب رئيس برلمان جنيف جاي ميتان.
وتقدم معظم المبالغ المالية للمؤسسات الإعلامية الأجنبية المتعاونة مع بن علي ووكالة الاتصال الخارجي المسؤولة على التسويق لصورته، في شكل إعلانات مدفوعة الأجر تدفعها الدولة التونسية في مقابل التسويق للسياحة في تونس أو لشركات مملوكة للدولة، بلغت ميزانيتها أكثر من 6 مليون دولار، يذهب سدسها سنويا إلى قناة العربية.
العربية:
كان لقناة العربية، ذات التمويل الخليجي الضخم، نصيب الأسد في الميزانية السنوية التي ينفقها الرئيس التونسي السابق على منظومة الدعاية الخاصة به وبنظامه، حيث كانت تحصل سنويا على أكثر من مليون دولار في مقابل نشرها لمواد إيجابية حول بن علي ونظام حكمه وتجنبها لاستظافة شخصيات معارضة له.
المنار:
وأما قناة المنار، المملوكة لحزب الله اللبناني، فلقد كانت تحصل بصفة سنوية على 100 ألف دولار في مقابل تجنب استضافة آراء مناهضة لبن علي، وذكر بعض إنجازاته في نشراتها الإخبارية واستضافة ضيوف تقترحهم عليها الوكالة التونسية للاتصال الخارجي.
Washington Times
تقدم مراسلها في شمال إفريقيا، أندري بوروفيكـ بمقترح لإصدار كتاب عن باللغة الانجليزية حول إنجازات بن علي مقابل قرابة 70 ألف دولار نصفها في مقابل التحرير ونصفها الآخر في مقابل الطباعة، وهو ما وافق عليه الرئيس التونسي في سنة 2009 وشاركت الوكالة في إعداده وفي توفير كل ما يحتاجه الكاتب من معلومات وبيانات.
نائب في البرلمان اللبناني:
الكاتب والمفكر اللبناني مروان فارس، قام في سنة 2007 بنشر كتاب تحت عنوان “الدولة والمجتمع في فكر بن علي”، والذي تكفلت الوكالة، بأمر من بن علي، بترويجه وبشراء 1000 نسخة لتوزيعها على الشخصيات والمثقفين في تونس وخارج تونس.
جريدة العرب:
لصاحبها أحمد الصالحين الهوني، كانت على تنسيق مستمر مع وكالة الاتصال الخارجي لبن علي، ومقابل دعمها له يخصها بن علي بقسط من الإعلانات العمومية، أي الإعلانات التي تقوم بها مؤسسات حكومية، بالإضافة إلى تمكينها من طباعة أعدادها في دار “la presse” المملوكة للدولة.
عبد الباري عطوان:
لم يذكر الكتاب أن عبد الباري عطوان تلقى مبالغ من عند الوكالة، ولكنه ذكر أنه تواصل كثيرا معها وأكد لها امتناعه عن نشر مقالات أو تقارير “متحاملة على تونس” وكذلك عن ترحيبه بنشر مقالات لمثقفين تونسيين على جريدة القدس العربي، وذلك في مقابل إلتزام الوكالة لعدم منع صحيفته وعدم تعطيل عملية نشرها في تونس.
مجلة مرآة العرب:
عبر علاقة جيدة بين الوكالة ومديرة المجلة ماريا معلوف، كانت تنشر بصفة دورية مقالات وتقارير تمجد بمستوى الحريات في تونس، من بينها مقال قالت فيه أن سياسة بن علي “انتشلت تونس من واقع القنوط إلى آفاق الغد الزاهر”، في حين خصصت، في شهر يونيو 2008، عددا كاملا حول نشاط ليلى بن علي بمناسبة مشاركتها في منتدى المرأة العربية.
مجموعة مجلات Arabies:
بفضل علاقة صاحبها جوليان هواري مع الوكالة، تحصل المجلة على قسط من الإعلانات العمومية بقيمة 300 ألف يورو سنويا، وبالإضافة إلى تقارير إيجابية دورية حول بن علي وزوجته، قامت المجلة، في سنة 2006، بنشر ملف خاص باللغة الانجليزية، تحت عنوان “الخطة التنموية والاستراتيجية المعتمدة في تونس لبناء الدولة الحديثة”، وقام جوليان هواري بتوزيع نسخ من هذا العدد مجانا على مجموعة من الشخصيات الأمريكية وفقا قائمة قدمتها له الوكالة.
نقيب الصحفيين الفلسطينيين:
نعيم طوباسي، قدم للوكالة قائمة مفصلة بشبكة علاقاته الدولية التي قال أن بإمكانه التأثير على مواقفها وآرائها لخدمة صورة النظام التونسي، وهو ما أجراه لاحقا باتصاله مع عدد من الشخصيات الإعلامية في أوروبا وفي العالم العربي مطالبا إياه إما بدعم نظام بن علي أو بعدم الحديث عنه بطريقة سلبية، وفي مقابل ذلك، كرمه بن علي شخصيا في سنة 2007 ومنحه درع القدس.
مجموعة Jeune Afrique:
تحصل عل قرابة مليون دولار سنويا في شكل إعلانات حكومية، وذلك في مقابل أن تتصدر صورة بن علي غلاف المجلة 4 مرات كل سنة والامتناع بتاتا عن نشر أي مواد سلبية حول رموز النظام والالتزام بنشر مقالات إيجابية حول تجربة الحكم في تونس وإنجاز عدد خاص من 100 صفحة حول إنجازات بن علي طيلة عشرين سنة من حكمه.
دار ألف ليلة وليلة للنشر:
من خلال رئيسها اللبناني، ملحم كرم، حصلت على دعم سنوي قيمته 400 ألف دولار تمثلت في إعلانات عمومية لمؤسسات الدولة، وذلك في مقابل قيامه بدعم بن علي في حملاته الانتخابية ونشر ملحم كرم لعدد من المقالات الممجدة لبن علي في جريدة البيرق التي يملكها.
Daily Star
بعد زيارة لرئيس تحريرها حنا عنبر لتونس، تكفلت بكل مصاريفها وكالة الاتصال الخارجي، توقفت الصحيفة عن نشر أي مواد سلبية حول الحقوق والحريات في تونس، وقامت، بموجب اتفاق بينها وبين الوكالة، بنشر مقالات رأي أعدتها الوكالة وأمضاها مثقفون تابعون لها، وذلك في مقابل قسط من الإعلانات تقدر ب50 ألف دولار سنويا حصلت عليها الصحيفة.
مجلة الوفاق العربي:
لصاحبتها حميدة نعنع، وبرغم عدم رواج المجلة في تونس، فإنها تحصل على قرابة 300 ألف يورو بصفة سنوية في شكل إعلانات عمومية وكذلك من خلال إجبار عدد من المؤسسات الحكومية على الحصول على اشتراكات في المجلة، وبسبب تورطها في قضايا تهرب جبائي في فرنسا، وفي مقابل تمجيدها لبن علي وزوجته في كل مكان، تم تمكينها من وثائق كاذبة تفيد بأنها كان مقيمة في تونس منذ سنة 2000 وبأنها كانت تدفع الضرائب المتعلقة بمجلتها في تونس، وهو ما لم يحصل ولم يكن ممكنا بسبب عدم تواجدها في تونس في تلك الفترة.
صحيفة الزمان اللندنية:
لصاحبها العراقي سعد البزاز، الذي قام بابتزاز الوكالة مرارا عبر الإشارة إلى أن مجلته نشرت أشياء سلبية حول النظام الليبي، وإلى أنه لم يفعل ذلك في ما يتعلق بالنظام التونسي، وعرض على الوكالة أن يقوم بنشر مواد إيجابية عن النظام التونسي في مقابل تمكينه من قسط من الإعلانات العمومية بقرابة 100 ألف يورو سنويا.
مجلة Afrique Asie:
لصاحبها ماجد نعمة، والذي تمكن بفضل علاقته مع بن علي ودعمه الدائم لنظامه، من الحصول على دعم الوكالة لإصدار عدد خاصة من المجلة حول بن علي وإنجازاته، وكذلك لطبع أكثر من 43 ألف نسخة من المجلة وزعت في مختلف بلدان العالم، كما كافأته الوكالة عبر تمويلها لحملة إعلانية للمجلة تمثلت في معلقات إعلانية في مختلف مدن فرنسا.
المصري عصام كامل:
مدير جريدة الأحرار المصرية، قام في سنة 2007 بنشر كتاب تحت عنوان “تونس.. دبلوماسية العقل”، والذي تكفلت الوكالة، بأمر من بن علي، بترويجه وبشراء 1000 نسخة لتوزيعها على الشخصيات والمثقفين في تونس وخارج تونس.