حتى لا تصاب بأزمة قلبية وأنت لا تعلم، إليك أعراضها

الأزمات القلبية الصامتة

ترجمة حفصة جودة

وجدت إحدى الدراسات أن الكثير من الناس ممن يعانون من الأزمة القلبية؛ لا يدركون أنهم مصابون بها ويتعاملون من أعراضها كأنها شيء بسيط مثل الإنفلونزا، حيث أشار الخبراء أن 45% من الأشخاص المصابين بالأزمة القلبية يعانون مما يُسمى بـ”الإشكالات الصامتة”؛ والتي يعتقد فيها المريض أنه مصاب بتوتر في العضلات أو عسر هضم.
تشمل العلامات الأخرى: التعب الذي لا تفسير له؛ والشعور بعدم الراحة في الفك وأعلى الظهر والذراعين.

هذه الأزمات القلبية الصامتة يمكنها أن تسبب نفس الضرر الذي تسببه النوبات القلبية التي يتم التعرف عليها فورًا، ولكن؛ لأن النوبات الصامتة لا تظهر عليها الأعراض المعتادة مثل آلام الصدر والذراع، فالمرضى لا يسعون للعلاج الذي قد يساعد في منع حدوث أزمة أخرى.

كان البحث –الذي نُشر في مجلة رابطة القلب الأمريكية- قد وجد أن الأشخاص الذين يعانون من الأزمة القلبية الصامتة أكثر عرضة 3 مرات للوفاة بأمراض القلب؛ وأن حوالي 34% منهم أكثر عرضة للوفاة بدون سبب.

قام الباحثون بدراسة سجلات 9500 رجل وأمرأة في منتصف العمر بين عامي 1987 و2013، وقد وجدوا أنه خلال تسع سنوات من الدراسة أصيب 7.4% من المتطوعين بأزمات قلبية، وفي تلك المجموعة أصيب 317 متطوع بالأزمة القلبية الصامتة؛ بينما ظهر على 386 متطوع أعراض الأزمة القلبية المباشرة.

وجد كبير الباحثين –الدكتور السيد سليمان بمركز”Wake Forest Baptist” الطبي في كارولينا الشمالية- أن الأزمة القلبية الصامتة أكثر شيوعًا في الرجال؛ لكنها أكثر خطورة بالنسبة للنساء حيث يصبحن أكثر عرضة للوفاة من هذا النوع من الأزمات القلبية.

وأضاف أيضًا إن تلك النوبات الصامتة أكثر خطرًا على الأشخاص السود من الأشخاص البيض، لكن المؤلفين لاحظوا أن عدد الأشخاص السود المشاركين في الدراسة قليل جدًا لاستخلاص نتائج محددة.

يقول الدكتور سليمان أنه يجب معالجة الأشخاص المصابين بالأزمات القلبية الصامتة تمامًا كما لو أنهم يعانون من الأعراض المعتادة.
ونصح الدكتور سليمان الأطباء قائلًا أنه يجب عليهم “الإقلاع عن التدخين وإنقاص الوزن والسيطرة على الكوليسترول وضغط الدم وممارسة المزيد من الرياضة”

تحدث النوبات القلبية نتيجة عدم تدفق الدم ووصوله إلى القلب؛ الأمر الذي يؤدي إلى حدوث تلف في الأنسجة أو الوفاة، ويستطيع الأطباء التعرف على الأزمات القلبية الصامتة عن طريق المسح الكهربائي “ECG” الذي يستطيع تحديد أي تلف في القلب.

أمراض القلب هي أكبر قاتل في العالم؛ حيث تشير أرقام منظمة الصحة العالمية “WHO” إلى أنها كانت مسؤولة عن وفاة 7.4 مليون حالة عام 2012، ويعتقد الخبراء أن بعض تلك الوفيات قد حدثت لأشخاص عانوا سابقًا من أزمات قلبية ولم يكتشفوها.

يقول البروفيسور جيرمي بيرسون –المدير الطبي المساعد بمؤسسة القلب البريطانية- إن “تلك الدراسة تؤكد أن الأشخاص الذين أظهر المسح الكهربائي إصابتهم بأزمة قلبية؛ لكنهم لا يعانون من الأعراض الكلاسيكية للأزمة، يجب التحقق بشكل كامل من احتياجهم لتلقي العلاج في المستقبل”

منذ أن تم دراسة المرضى في هذا البحث؛ تحسن تشخيص الأزمات القلبية بشكل كبير مع تشخيص من يعانون من الأزمات القلبية بشكل صحيح أكثر من أي وقت مضى، وكان عدد الأشخاص الذين تعرضوا للمسح الكهربائي وتمت معالجتهم لمنع الأزمات القلبية في المستقبل قد ازداد بشكل كبير منذ التسعينيات.

وكان الباحثون –بتمويل من مؤسسة القلب البريطانية- قد توصلوا إلى طريقة لتطوير اختبارات أفضل للأزمات القلبية، وقاموا مؤخرًا بتطوير اختبارات دم حساسة تستطيع تحديد الأشخاص الذين يعانون من الأزمات القلبية بشكل سريع؛ مما يساعد على إنقاذ حياة الكثير من الناس وعودتهم مرة أخرى إلى منازلهم وعائلاتهم.

المصدر: الإندبندنت