وجهت ثمانية من كبريات الشركات التقنية في الولايات المتحدة رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” وأعضاء الكونجرس، طالبتهم فيها بإصلاح برنامج مراقبة الحكومة لمستخدمي الإنترنت حول العالم.
وقالت الشركات الثمانية في الرسالة التي نشروها على موقع نُشر على الإنترنت خصيصا لهذا الغرض، أنها “تتفهم وجوب حماية الحكومات لمواطنيها، لكننا نؤمن بقوة أن القوانين والممارسات الحالية بهذا الشأن تحتاج للإصلاح”
الشركات الثمانية هي مواقع التواصل الأكبر: فيسبوك، تويتر ولينكد إن، بالإضافة إلى أكبر شركات التقنية في العالم: غوغل، مايكروسوفت، آبل وياهو و موقع AOL.
ودعى تحالف الشركات الجديد إلى خمسة مبادئ لإصلاح برنامج المراقبة، مثل تحديد صلاحيات الحكومات لجمع بيانات المستخدمين، والرقابة والمساءلة، بالإضافة إلى الشفافية حول طلبات الحكومة، واحترام تدفق أكثر حرية للمعلومات، وأخيرًا، دعا التحالف إلى تجنب الصراعات بين الحكومات.
وعلى الموقع، شارك مدراء الشركات الكبرى و مؤسسيها بكلمات في الخطاب المفتوح، فقد قال مارك زوكربرج مؤسس “فيسبوك” أن “التقارير بخصوص المراقبة الحكومية أظهرت أننا نحتاج أن نضع حدودا لجمع المعلومات من الحكومات. الحكومة الأمريكية يجب أن تنتهز الفرصة لتقود جهود الإصلاح لجعل كل شيء صحيحا.”
أما لاري بيغ، مدير غوغل وأحد مؤسسيْها، فقد أكد أن تأمين معلومات المستخدمين هو أمر خطير، ولذلك “نحن نستثمر الكثير في تشفير البيانات ونحارب من أجل الشفافية في طلبات الحكومة للمعلومات”
ومن منظور عملي، قال براد سميث، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون القانونية في مايكروسوفت أن “الناس لن يستخدموا التقنيات التي لا يثقون بها، الحكومات تخاطر بتلك الثقة، والحكومة يجب أن ترجعها مرة أخرى”
وتحدث ديك كوستولو، المدير التنفيذي لتويتر، وماريسا ماير، المديرة التنفيذية في ياهو، عن أهمية الحفاظ على بيانات المستخدمين وتأمينها بالنسبة لشركتيهما. وقالت الأخيرة أن “ما تم الكشف عنه مؤخرا بشأن أنشطة المراقبة الحكومية قد هزت ثقة مستخدمينا، وقد حان الوقت للحكومة الأمريكية لكى تتحرك من أجل استعادة ثقة المواطنين حول العالم.”
يأتي ذلك في الوقت الذي ذكرت فيه صحيفة الجارديان البريطانية، أن منظمة العفو الدولية اتخذت إجراءات قانونية ضد الحكومة البريطانية، بسبب ما اعتبرته تنصت غير مشروع لمخابراتها على اتصالاتها. ففي إطار حلقة جديدة من المفاجآت في إطار تسريبات عميل المخابرات الأمريكية السابق إدوارد سنودن، قالت المنظمة الدولية: إنه من المرجح إلى حد كبير، أن تكون رسائل بريدها الإلكتروني وهواتفها الخاصة تعرضت للتنصت.
وعلى مدار الأشهر الماضية، انتشرت تسريبات عديدة على الإنترنت، تتحدث عن أساليب الولايات المتحدة في الرقابة على “كل شيء”، فقد أشارت صحيفة الغارديان سابقا هذا الشهر إلى أن وكالة الأمن القومي الأميركي ونظيرتها البريطانية (التي تُسمى بمركز الاتصالات الحكومية) تمكنتا عبر شراكات سرية مع شركات التكنولوجيا وخدمات الإنترنت، من ادخال نقاط ضعف سرية في برمجيات التشفير التجارية، تُعرف باسم “الأبواب الخلفية” للحصول على المعلومات.
كما كشفت “كريبتوم”، وهي مكتبة إلكترونية أُنشئت بواسطة الولايات المتحدة. وتعد مستودعا للوثائق والمواد السرية، في أكتوبر الماضي كشفت أن وكالة الاستخبارات الأمريكية تجسست على أكثر من ٧.٨ مليار مكالمة هاتفية في السعودية فقط، وتحدثت تقارير أخرى عن تجسس الأمريكيين على أصدقاءهم في فرنسا وألمانيا ما أثار غضب برلين وباريس.