“أهلا بك يا غادة لقد استطعت أن ترسمي كفراشة محلقة أجمل العبارات التي عبرت بها بفصاحة على الرغم من الهروب إلى البترول، وعدت إلى الحلم الاول رغم انكسار الأسعار..” ” لو أني يا بنيتي يمكن لي أن اصطحبك إلى القدس لربما أجبته قصيدة تكون أجمل ممّا قاله محمود درويش وتميم البرغوثي…” سعيد أنك عدت يا غادة سعيد جدا أن أسمعك مرة أخرى.. أسرة كالحزن، فصاحة أسرة كفرح العشق الاول يا بنيتي..” بعض الكلمات التي قيلت من لجنة تحكيم برنامج فصاحة تجاه فصيحة العرب التونسية غادة تهيمش.
غادة فتاة تونسية ذات الخمس والعشرين ربيعا، أصيلة قرية قريميط، من محافظة سوسة الساحلية لقبت بفصيحة العرب، رغم ابتعادها عن التعليم واللغة و توجهها لدراسة البترول فبذرة من قدرها سقطت في قلبها وأعادتها لحبها الأول. تأهلت غادة التي عرفت بتميزها في الفصاحة العربية إلى نهائي مسابقة برنامج “فصاحة” الذي يبثه تلفزيون قطر الذي يعنى باللغة العربية والخطابة.
تطمح غادة حسب حديثها لنون بوست أن تكون من صناع المشهد الثقافي والاعلامي العربي. وترى في برنامج فصاحة فرصة لتقديمها للمشاهد العربي. مؤكدة رضاها عن أدائها و مشاركتها في البرنامج و سعادتها البالغة بوصولها إلى هذه المرحلة.
تألقت حفيدة صاحب لسان العرب ابن منظور، التونسية غادة تهيمش ومرت إلى المرحلة النهائية من برنامج فصاحة رغم شدّة المنافسة.
كيف كان الطريق إلى فصاحة؟
ذات يوم قرأ خال غادة، الدكتور خالد باشا، أن هناك اختبارا لبرنامج فصاحة فأخبرها بالأمر فسجلت فيها، فحملتها الصدفة إلى الدوحة حيث هي الان في برنامج فصاحة. “فصاحة ” برنامج ثقافي يهتم بالفصاحة ويجلّ الخطابة ويعيد إلى لغة الضاد ألقها وبريقها وغابر أمجادها، يبثه تلفزيون قطر. و يسعى البرنامج إلى إبراز مواهب شبابية تجيد توظيف اللغة العربية ببراعة وإتقان ولها باع وذراع في البلاغة والبيان …
و عن الفصاحة تقول غادة لنون “هي قدرة الشخص على تحويل أفكاره إلى كلمات جميلة تستسيغها الأذن وتدخل القلب دون استئذان.”
في مشاركتها في برنامج فصاحة تراها تنهل من التاريخ تارة وتستلهم من قصائد شعراء عرب تارة أخرى، وفي غيرهما تقتبس من المسرح كلمات ليست كالكلمات … تقدّم لوحات تعبيرية جميلة وتنضد نصوصا لغوية عذبة تستطيبها الأذن ويخفق لها القلب أمام جلالة اللغة العربية وفصاحتها.
عرفت غادة منذ الطفولة بحبها للغة العربية، فوالدها هو الكاتب و الشاعر سمير تهيمش، وهو من دفع بها إلى الأمام و جعلها تدمن لغة القرآن.
تسترجع غادة ذاكرتها و تقول لنون بوست”تلقيت كل الدعم في المدرسة خاصة من قبل مدرستي في الصف الأول سلوى الميساوي .” وتضيف “أجمل شيء أتذكره في المدرسة، عندما كان والدي هو مدرسي في المرحلة الثانوية .. كان أجمل شعور عايشته..”
تحب غادة إلى جانب هوايتي الكتابة و الإلقاء، التأمل و السفر، فهي تطمح إلى جانب التألق في برنامج فصاحة وتأثيث المشهد الاعلامي والثقافي العربي، أن تزور العالم و تكتشف حضارته.
و في بلدها تونس الخضراء تقول غادة “إذا جئتها عاشقا كنزار وعلى جبينك وردة و كتاب أو جئتها هاربا كأميرة فينيقيا قد لا تعود من حيث جئت، إن الهوا أن لا يكون إياب في تونس، لا تسال عن الأساطير.. تمهل أنظر إلى عقد الريحان يزين جيد الفتاة، أنظر إلى الشاشية في يد حرفي في سوق الشواشين، استمع إلى شيء من المالوف، رائحة في الجو من العود و الند والفل و الورد .. إذا مررت بأسواق مدينتنا العتيقة فأرهف سمعك إلى اخبار الاولين واذا خيل اليك ان ابن خلدون ينظر اليك من علياء تمثاله فلست تخطأ ما ترى ان الاساطير هنا ليست خيال ليست حكاية تقال…”
وعن حال اللغة العربية في يومنا هذا تقول غادة لنون بوست ” اللغة العربية ليست في أحسن حالاتها في كل الدول العربية و برنامج فصاحة جاء في إطار رؤية متكاملة لتطوير اللغة العربية”. و تابعت ” أنا لا أجرم اللهجات والعامية العربية، لأنها في النهاية جزء من اللغة العربية وهي جزء لا يتجزأ من ثقافتنا وهويتنا لكن هذا لا يجب أن يغفل مكانة الفصحى و مركزيتها الثقافية و الحضارية”.