افتتحت حركة النهضة التونسية مؤتمرها العاشر أمس الجمعة 20 مايو بالقاعة الرياضية برادس من الضاحية الجنوبية للعاصمة تونس في ظل حضور كثيف لأنصارها من كل جهات البلاد، كما حضر حفل الافتتاح عدد هام من الضيوف من خارج تونس من دول أوروبية وآسيوية وإفريقية ومن الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى حضور ضيوف من الشخصيات الوطنية والقيادات الحزبية من مختلف الحساسيات السياسية، كما حضر رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، وقد حظى الافتتاح بتغطية إعلامية واسعة واهتمام من وسائل إعلام محلية ودولية.
هذا المؤتمر العاشر لحركة النهضة هو الثاني بعد الثورة بعد مؤتمر يوليو 2012، وتأتي أهمية هذا المؤتمر من جدية القضايا التي سيناقشها ومن حجم الانتظارات التي سيخلص إليها والمتمثلة أساسًا في التغير الذي سيطرأ على الحركة والنقلة التي ستشهدها فيما يتعلق بموضوع الفصل بين السياسي والدعوي والتمايز بين السياسي والمجتمعي وضرورة الانتباه إلى التخصص الوظيفي التي طالما رددها رئيس الحركة راشد الغنوشي في كثير من ظهوره الإعلامي قبيل هذا المؤتمر العاشر.
وجاءت الكلمات الافتتاحية مؤكدة على الدور الإيجابي الذي لعبته النهضة في مرحلة الانتقال الديمقراطي والمساهمة في إنجاح المسار السياسي للبلاد ما بعد الثورة، حيث قال رئيس مجلس شورى الحركة فتحي العيادي إن حركة النهضة ستحرص على الوحدة الوطنية وإنجاح التجربة التونسية.
أما رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي فقال في كلمته إن حضوره في حفل افتتاح المؤتمر العاشر لحركة النهضة جاء تقديرًا منه لجهد النهضة في تكريس التوافق والوحدة الوطنية، وأضاف السبسي أن “النهضة أصبحت حزبًا وطنيًا مدنيًا قلبًا وقالبًا والإسلام لا يتعارض مع الديمقراطية”.
أما رئيس الحركة راشد الغنوشي فقد جاءت كلمته مطولة وأشار فيها إلى العديد من النقاط الهامة وقد أشاد في مستهل كلمته بالثورة ودماء الشهداء الذين صنعوا مناخات الحرية والديمقراطية في تونس، كما أشار إلى أن مسيرة تونس هي نتيجة تفاعل سياسي وتعاط أمني حكيم وتعاطف دولي.
وفي إشارة إلى توجهات الحركة وموقفها من المسألة الدينية قال الغنوشي إن حركة النهضة تمثل دعامة للاستقرار في البلاد وهي حريصة على النأي بالدين عن المعارك السياسية، ودعا إلى “التحييد الكامل للمساجد عن التجاذب الحزبي حتى تكون جامعة لا مفرقة”، كما شدد الغنوشي على مسألة التخصص الوظيفي والتمايز بين السياسي والدعوي في مستقبل عمل الحركة، مشيرًا إلى أن هذا التوجه ليس مسقطًا ولا يأتي استجابة لإكراهات ظرفية، بل هو تتويج لجهد فكري ومسار تاريخي انتهجته الحركة منذ سنوات التأسيس.
أما على مستوى الشأن الوطني فقد أكد الغنوشي أن تونس عصية على الإرهاب، وقال “إن من مقومات وطنيتنا أن نعلن الحرب على الفساد والمفسدين”، وأكد على أن الحركة تمر من مرحلة المنافحة عن الهوية إلى مرحلة بناء قواعد التنمية والنهوض بالاقتصاد والقيام بعملية الإصلاح التي ينتظرها المواطن التونسي.
ويحضر هذا المؤتمر 1200 مؤتمر يمثلون كل محافظات تونس وتتواصل أشغال المؤتمر حتى يوم الأحد 22 مايو، ويناقش سبع لوائح أهمها اللائحة التقييمية ولائحة إدارة المشروع واللائحة المجتمعية والاقتصادية واللائحة الهيكلية، هذا وقد انتخب المؤتمرون أمس رئيس المؤتمر وهو الأمين العام الحالي للحركة ورئيس الوزراء السابق علي العريض.