انطلقت صباح اليوم السبت بمدينة الحمامات جنوب تونس، أشغال المؤتمر العام العاشر لحركة النهضة التونسية بعد افتتاحه رسميًا أمس في قبة رادس بمشاركة الآلاف من منخرطي الحركة، وحضور رئيس الجمهورية التونسية الباجي قائد السبسي، ورئيس الحركة الشيخ راشد الغنوشي، وأمينها العام علي العريض، ورئيس البرلمان التونسي محمد الناصر، ونواب الشعب، وعدد من الوزراء وسفراء الدول ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة في تونس، إلى جانب عدد من الأمناء العامين لأحزاب تونسية وعربية وغربية ومئات من الشخصيات السياسية.
ويترأس المؤتمر العاشر لحركة النهضة علي العريض بعد انتخابه أمس من قِبل المؤتمرين في الجولة النهائية للتصويت بأغلبية الأصوات، وعقب انطلاق أشغال المؤتمر صباح اليوم تمت المصادقة على أعضاء مكتبه وتزكيتهم.
ويشتمل جدول المؤتمر على عرض والمصادقة على التقريرين الأدبي والمالي، وعرض والمصادقة على اللائحة الخاصة بالتقييم والرؤية الفكرية والخيار الاستراتيجي والرؤية السياسية واللائحة الاقتصادية والاجتماعية ولائحة التحدي الأمني ومقاومة الإرهاب واللائحة الهيكلية والنظام السياسي، وكذلك عرض والمصادقة على مقترحات تعديل النظام الأساسي للحركة، على أن يختتم المؤتمر غدًا بانتخاب ثلثي أعضاء مجلس الشورى وانتخاب رئيس الحركة.
ومن التقاليد التي دأبت عليها حركة النهضة ألا يرشح فيها العضو نفسه لأي منصب قيادي بل يقع ترشيحه من قِبل أعضاء آخرين.
ومن المنتظر أن يتم إيجاد حل للخلاف الدائر حول انتخاب المكتب التنفيذي لحركة النهضة أو تعيينه وتزكيته من قِبل رئيس الحركة، وكانت نتائج آخر تصويت داخل مجلس الشورى قبل المؤتمر حول مسألة الانتخاب أو التعيين متقاربة جدًا، الأمر الذي لم يؤد إلى حسمها.
وحول الأخبار التي نشرت أمس عن مقاطعة بعض القيادات التاريخية للحركة افتتاح أمس، قال المتحدث باسم المؤتمر أسامة الصّغير، خلال لقاء إعلامي عقده على هامش أعمال المؤتمر: “لا حقيقة لمقاطعة بعض القيادات أو غيابهم عن المؤتمر”.
وكانت وسائل إعلام محليّة قد نشرت أخبارًا مفادها أن “بعض القيادات التاريخية للحركة تعمدت عدم الحضور ومقاطعة المؤتمر، ومنهم سمير ديلو، وعامر العريض”.
ووفقًا للقانون الداخلي للحزب فإن المؤتمر العام هو أعلى سلطة في الحركة، ويتكون من نواب عن المنخرطين حسب نسب وتمثيلية يحددها مجلس الشورى يضاف إليهم رئيس الحزب ورئيس مجلس الشورى وأعضاء المكتب التنفيذي المتخلين، وقد عقدت النهضة 9 مؤتمرات، منها 8 قبل 2011 في تونس وفي الخارج، ومؤتمرها التاسع في 2012 علنًا.
وبدأت النواة الأولى للحركة تتشكل عام 1969 ليتم في 1972 تأسيسها “سرًا” بقيادة مواطنين تونسيين في مقدمتهم راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو.
ويتواصل المؤتمر العام العاشر لحركة النهضة التونسية حتى يوم غد بمدينة الحمامات بمحافظة نابل (60 كيلومترًا جنوب تونس) ويشارك فيه 927 مؤتمرًا منهم 172 امرأةً و178 شابًا وشابةً وحوالي 150 ملاحظًا.