أسدل الستار على مهرجان كان الدولي في حفل اختتام سريع وزعت فيه الجوائز على الفائزين، ووازنت لجان التحكيم لمختلف المسابقات بين العناوين المرشحة فلم يظفر عمل واحد بأكثر من جائزة باستثناء الفيلم الإيراني البائع Forushande الذي فاز بجائزتين، وبدأ الحفل بتكريم الممثل الفرنسي الكبير جان بيار ليو Jean-Pierre Léaud بطل الفيلم الكلاسيكي الأربعمائة ضربة Les 400 coups عن مجمل أعماله.
ثم انتقل إلى المسابقات الموازية، ففاز الإسباني خوانخو خيمينث بينيا Juanjo Giménez Peña بجائزة الفيلم القصير عن عمله Timecode، وفي مسابقة الكاميرا الذهبية التي تتوج أفضل عمل سينمائي أول، فاز الفيلم الفرنسي “مقدسة” Divines لهدى بن يامينة، وهو فيلم عن ضواحي باريس حيث يتقاطع التطرف الديني بالتهريب وترويج المخدرات، وقد أخذ الحماس المخرج الشابة ودافعت عن حق النساء في حضور أكبر في المهرجان، ولم تنس أن تطلق زغرودة جزائرية من أعماق أوراس.
أما مسابقة نظرة خاصة فآلت جائزتها للفنلندي يوهو كووسمانن Juho Kuosmanen عن فيلمه أسعد يوم في حياة أولي ماكي Hymyilevä Mies. ويتابع الفيلم محاولات بطل الملاكمة في الستينات أولي ماكي Olly Mäki لتخفيف وزنه من أجل المنافسة على لقب وزن الريشة، حينما وقع في هوى رايا Raija.
بعد فاصل موسيقي انتقل الحفل إلى المسابقة الرسمية، حيث فاز بطل فيلم البائع الإيراني شهاب حسيني بجائزة أفضل أداءً رجاليًا، أما أفضل دورًا نسائيًا فكان لجاكلين جوزي Jaclyn Jose عن دورها في الفيلم الفيلبيني Ma’rosa، وفاز بجائزة السيناريو الإيراني أصغر فرهدي لتكون ثاني جوائز فيلمه البائع Forushande، لكنه خسر جائزة الإخراج لصالح رجلين اقتسماها مناصفة، بين الفرنسي أوليفييه أساياس Olivier Assayas عن فيلمه متسوق خاص Personnal Shopper والمخرج الروماني كريستيان مونجو عن عمله الجديد باكالوريا Bacalaureat، وكان مونجو Mungiu قد فاز بالسعفة الذهبية سنة 2007 بفيلم “أربعة أشهر، ثلاثة أسابيع ويومان”.
وفي نهاية الحفل كان الموعد مع الجوائز الثلاث الكبرى، ففازت الأمريكية أندريا أرنولد Andrea Arnold بجائزة لجنة التحكيم عن فيلم العسل الأمريكي American Honey، وكانت الجائزة الكبرى التي تقدم لثاني أفضل الأعمال، من نصيب النابغة الكندي كزافييه دولان Xavier Dolan ذو السبعة وعشرين ربيعًا وذلك عن فيلمه “فقط نهاية العالم” Juste la fin du monde، ولقد أتحف الحاضرين بخطاب عاطفي مؤثر.
أما السعفة الذهبية فنالها المخرج كين لوتش Ken Loach عن فيلمه أنا، دانييل بلايك I, Daniel Blake، يحاول لوتش من خلال قصة نجار مسن أن يسلط الضوء على نظم التأمين والتغطية الاجتماعية في إنجلترا، وتأثيرها على الطبقة الكادحة، ويبدو أن ما تشهده فرنسا من اضطرابات بسبب قانون الشغل قد ألقى بظلاله على خيارات لجنة التحكيم، لكن من المؤكد أن كل العناوين تملك مستوى مرموقًا لذلك أنصحكم بها جميعا!