افتتحت صباح اليوم في مدينة إسطنبول التركية، أعمال القمة العالمية الأولى للعمل الإنساني، التي تنظمها الأمم المتحدة، والتي تستمر على مدار يومين.
حيث بدأت أعمال اليوم الأول للقمة، بفطور شارك به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وزعماء الدول المشاركين في القمة، وقد أتبع الفطور عقد الجلسة الافتتاحية للقمة، التي ألقى فيها الرئيس التركي أردوغان كلمة افتتاحية، فيما ستنتهي أعمال اليوم الأول، بمأدبة عشاء، يقيمها الرئيس التركي.
القمة تناقش النظام العالمي للمساعدات الإنسانية، بمشاركة حوالي 60 من رؤساء الدول والحكومات والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وعدد كبير من الوزراء والمسؤولين رفيعي المستوى، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات المجتمع المدني الدولية، والهيئات الأكاديمية والإعلامية، والقطاع الخاص، وممثلين عن المناطق المتأثرة بالأزمات.
كلمة الافتتاح
أكد الرئيس التركي في كلمته الافتتاحية للقمة فخره باستضافة تركيا للقمة العالمية للعمل الإنساني الأولى من نوعها.
وأضاف الرئيس التركي: “نعلم جيدًا أن الألم ليس له لون وعرق ولسان ودين ومن هذا المنطلق فإن تركيا تنفذ أنشطة للتنمية والمساعدات الإنسانية في أكثر من 140 دولة حول العالم وتنجز آلاف المشاريع”، مشيرًا إلى استضافة بلاده أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري وعراقي، واتباعهم في ذلك سياسة الحدود المفتوحة أمام جميع البشر خاصة الفارين من براميل النظام السوري.
وفي كلمته أكد أيضًا على عجز النظام العالمي عن التعامل مع المشاكل الملحة للإنسانية، حيث يضع العبء في وجهة نظره على كاهل دول معينة فقط، ولا بد أن يتقاسم الجميع المسؤولية من الآن فصاعدًا.
وطالب أردوغان – بحسب كلمته – بمجلس أمن دولي يعمل وفق مبدأ العدالة والشفافية والسرعة، وهناك حاجة ملحة لإجراء إصلاحات في مجلس الأمن الدولي، كي يستطيع القيام بوظائفة الأساسية، ومشيرًا إلى استمراره في دعم الجهود الرامية لتقييد استخدام الفيتو في المجلس على وجه الخصوص.
أهداف القمة
وتهدف القمة إلى البحث عن تعهدات دولية لتطوير خطة عمل في مجال تقديم المساعدات الإنسانية، فضلًا عن وضع سياسات فعالة لمواجهة الحالات الطارئة.
هذا وتتخلل القمة الإنسانية عدّة جلسات من المقرر أن يعلن خلالها الزعماء تعهداتهم، لتطوير “خطة عمل من أجل الإنسانية”، واجتماعات طاولة مستديرة رفيعة المستوى، لتقديم تعهدات قوية فيما يتعلق بالأزمات الإنسانية حول العالم، بالإضافة إلى اجتماعات خاصة تتناول العناصر الأخرى في أجندة العمل الإنساني العالمي.
كما تتضمن القمة عقد 7 اجتماعات طاولة مستديرة، و15 جلسة خاصة، و120 فعالية جانبية، ليتم في نهايتها إعداد تقرير سيتم تقديمه للجمعية العامة للأمم المتحدة من قبل الأمين العام بان كي مون.
فيما صرح كي مون، أن الناس في جميع أنحاء العالم ينتظرون ما ستستفر عنه القمة العالمية للعمل الإنساني في إسطنبول، معتبرًا أن هناك حاليًا حاجة غير مسبوقة للعمل الإنساني العالمي.
وأشار كي مون، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحة، للقمة في إسطنبول اليوم الإثنين، إلى وجود 130 مليون شخص في أنحاء العالم حاليًا، يحتاجون للمساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، وأن الاحتياجات الإنسانية شهدت ارتفاعًا بشكل لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية.
ولفت كي مون، أن جدول أعمال جلسات القمة، تم تحديده بعد استشارة 23 ألف شخص، من 50 دولة حول العالم.
موضحًا أنه من المنتظر أن تتخذ القمة قرارات في عدة مجالات يأتي على رأسها فعل المزيد من أجل حل النزاعات، حيث إن 80% من التمويل الإنساني يذهب إلى التعامل مع نتائج النزاعات، وكذلك حماية المدنيين الذين يتعرضون للهجمات بشكل غير مسبوق، بالإضافة إلى العمل على التوصل لحل بحلول عام 2020 لجميع من اضطروا للنزوح عن ديارهم، وتخصيص المزيد من التمويل طويل الأمد لهم.
وأضاف كي مون قائلًا: “نحن هنا من أجل العدل والأمل وبناء مستقبل مشترك، علينا أن نبدأ العمل فورًا، ليس فقط من أجل مساعدة الناس على البقاء على قيد الحياة، وإنما كذلك من أجل منحهم فرصة لحياة كريمة”.