“الناس لا يموتون بالكيماوي وحده” هذا ما يقوله تقرير جديد صدر للائتلاف الوطني السوري المعارض عن مجازر نظام الأسد ضد المدنيين باستخدام الأسلحة البيضاء.
التقرير يعرض فظائع عشرين مجزرة ارتكبها نظام الأسد بين فبراير/ شباط ٢٠١٢ إلى نوفمبر/ تشرين الثاني 2013 بشكل تفصيلي ساردا التفاصيل وأعداد الضحايا وأساليب القتل.
يستند التقرير إلى معلومات أُخذت من مصادر متوفرة على الإنترنت وتقارير لمنظمات دولية وشهادات لناجين بالإضافة إلى شهادات النشطاء السوريين. وجميع معلومات التقرير حسبما يؤكد المكتب الإعلامي للائتلاف موثقة ومعظمها متاح على الإنترنت بالصور والفيديوهات.
المجازر التي حدثت تجمع بينها عدة قواسم مشتركة، فجميعها تعرضت مناطقها للقصف المدفعي العنيف قبيل ارتكابها، كما أن جميعها نُفذت بواسطة فرقة واحدة مدربة تنقلت بين كل المدن السورية الثائرة مثل حمص ودرعا ودمشق وحلب، عرفت لاحقا باسم فرقة الموت.
فرقة الموت تشكلت أساسا من الحرس الجمهوري التابع للنظام، وعناصر من الحرس الثوري الإيراني وعناصر من حزب الله، بالإضافة إلى الشبيحة. وقامت هذه الفرقة بارتكاب مجازر مروعة بحق المدنيين العزل وبأعمال شديدة الوحشية من ضرب وتعذيب وسحل وحرق وقتل في النهاية بالرصاص والسكاكين على مرأى من أهالي الضحايا أو أهالي الحي الذين نشأوا فيه.
ويعرض التقرير كيف استخدم بشار الأسد كل أنواع السلاح لديه من البدائي وحتى الكيميائي، لعله يفلح بوأد الثورة الشعبية التي اندلعت ضده. ويتناول التقرير كذلك المجازر الدموية التي ارتُكبت في مدن سورية عدة.
وكان لمحافظة حماة نصيب الأسد (على ما في التشبيه من تضليل) من المجازر التي ارتكبت بست مجازر في حماة وحدها، بالإضافة إلى أربع في حمص، وثلاث في ريف دمشق وثلاث مجازر في بانياس، أما حلب ودرعا وإدلب ودير الزور فقد ارتكبت فرقة الموت مجزرة في كل منها.
وتنوع السلاح المستخدم في المجازر بين السيف والسكين والساطور إلى الإحراق والإعدام الميداني. كما يشير التقرير كذلك في بعض تلك المجازر إلى رد فعل المراقبين الدوليين أو المجتمع الدولي إن وُجد.
وهنا محاولة سريعة لإلقاء الضوء على المجازر التي ارتكبها النظام مع الإشارة للمنطقة التي وقعت فيها وعدد الشهداء والسلاح الذي استُخدم فيها
- مجزرة الحولة – حمص: ١١٠ شهداء و٥٥٠ جريحا معظمهم ذُبحوا بالسكاكين أو طُعنوا بالحراب والأدوات الحادة.
- مجزرة بابا عمرو – حمص: ١٩ شهيدا من عائلتين ذُبحوا بالكامل مع أقربائهم باستخدام السيوف والسواطير
- مجزرة كرم الزيتون والعدوية – حمص: ١٠٠ شهيد على الأقل، ٥٣ على الأقل من النساء والأطفال فقط، بينهم ٤٥ قُتلوا ذبحا بالسكاكين قبل أن يُلقوا في الطريق.
- مجزرة مزارع آبل – ريف حمص: ٢٠ شهيدا من عائلتين، معظمهم أطفال ونساء وشيوخ، ذُبحوا بالسكاكين والحراب قبل أن يُحرقوا.
- مجزرة القبير – ريف حماة: ٩٢ شهيدا من الأطفال والنساء ومن الرجال الذي قصدت الفرقة تأخير موتهم حتى يشاهدوا ما يحل بعائلاتهم قبل موتهم، كما أحرقوا أكثر من ١٠ شهداء فور ذبحهم. والقبير مزرعة صغيرة في ريف حماة لا يتجاوز تعداد قاطنيها ١٣٠ شخصا.
- مجزرة التريمسة – ريف حماة: ٢٢٠ شهيدا، ورفعت بعض التقديرات العدد إلى ٣٠٠ قتيل.
- مجزرة داريا – ريف حماة: ٣٠٠ شهيدا، ١٣٢ قضوا في منازلهم ولم يتم التأكد من طبيعة السلاح المستخدم، وبين الشهداء ٥٢ طفلا و٣٦ أنثى بالغة.
- مجزرة دير الزور: أكثر من ٥٣٢ قتيلا تم العثور على جثثهم وعدد آخر غير معروف من المفقودين. استمرت المجزرة لمدة أسبوع.
- مجزرة الذيابية – ريف دمشق: تم ذبح ما لا يقل من ٧٠ شخصا معظمهم من كبار السن (٦٠-٨٠ عاما).
- مجزرة الصنمين – درعا: العناصر القاتلة كانوا يرتدون عصابات صفراء ولا يتكلمون مع أحد أو مع بعضهم على الإطلاق، يعتقد أهالي المنطقة أنهم إيرانيون، تم ذبح وقتل أكثر من ٦٠ شهيدا بينهم ٨ سيدات و ٨ أطفال.
- مجزرة جديدة الفضل – ريف دمشق: أكثر من ٤٨٣ شخصا قضوا في تلك المذبحة. الكثيرون منهم نساء وأطفال قتلوا حرقا أو ذبحا بالسكاكين
- مجزرة البيضا ورأس النبع – بانياس: ٥٠٠ شهيد، تم ذبح النساء والأطفال بالسكاكين، تم إعدام الشباب داخل مساجد القرية، وتم رجم الرجال في ساحة قرية البيضا بالحجارة حتى الموت، وجمعوا عائلات بأكملها في زوايا المنازل ثم أحرقوهم.
- مجزرة البيضا الثانية – بانياس: تم إحراق عائلة كاملة مؤلفة من ١٣ شخصا بينهم ٤ نساء وست أطفال في منزلهم بالإضافة إلى ثلاثة من الرجال أعدموا في نفس اليوم.
- مجزرة كفر زيبا – ريف إدلب: ٢٤ شهيدا أعدموا ميدانيا وتم إحراق جثثهم في نفس المكان.
- مجزرة الشيخ حديد – ريف حماة: ٢٦ شهيدا ذُبحوا بالسكاكين
- مجزرة رسم النفل – ريف حلب: ١٩١ شهيدا، قضوا ذبحا وحرقا قبل أن تُلقى جثثهم في الآبار، على أيدي من يعتقد السكان أنهم من حزب الله ولواء أبي الفضل العباس وشبيحة مدينة السلمية وبالطبع قوات النظام.
- مجزرة السخنة – ريف حمص: ٢٢ شهيدا ذُبحوا بالسكاكين
- مجزرة الشنابرة – ريف حماة: ١١ امرأة تم إحراقهن بعد أن اختطفوا لثلاثة أيام ثم أعيدوا إلى أحد المنازل قبل إحراقه وهن في داخله أحياء.
- مجزرة قرية وادي المولي – ريف حمص: أكثر من ٤٠ شهيدا معظمهم من الأطفال والنساء.
- مجزرة قرية كوكب – ريف حماة: أكثر من ١٥ مدنيا ذُبحوا بالسكاكين.
ويتحدث التقرير عن فرقة الموت التي تتشكل حسبما أورد التقرير من ٤٠٠ من الحرس الجمهوري، و ٥٠ من الحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى من يرافقهم من الشبيحة أو عناصر حزب الله.
ويورد التقرير ملحقا بأسماء الشهداء المعروفة في كل المجازر التي ارتُكبت وصورا وفيديوهات للمجازر، وقد تم الإعلان عن التقرير اليوم في اليوم العالمي لحقوق الإنسان والذي يوافق ذكرى إصدار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
من الجدير بالذكر أن هناك العديد من المحاولات والتي بدأت تلقى قبولا لدى المجتمع الدولي لإشراك نظام الأسد في المعادلة السياسية خلال الفترة المقبلة، حيث تدعم العديد من الأطراف الحل السياسي في مواجهة هذه المجازر، لكن السوريون لا يبدو أنهم سيقبلون بهذا الأمر، وكما يؤكد الائتلاف أن هذا التقرير هو واحد من سلسلة تقارير تمثل الأدلة الأكثر وضوحا على أن التعايش مع نظام الأسد غير ممكن وأنه إن لم تتم محاسبة المجرمين فإن النتائج ستكون كارثية.