أعلنت الرئاسة الفرنسية، اليوم الثلاثاء، عن مقتل جنديين فرنسيين خلال اشتباكات وقعت أمس الاثنين بين كتيبة من المظليين الفرنسيين ومسلحين في عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى، وذلك بعد خمسة أيام فقط من وصول حوالي 250 جندي فرنسي يشاركون في عملية عسكرية أطلق عليها اسم “سنغاريس لإعادة الأمن للبلاد”، دعت إليها فرنها وأقرها مجلس الأمن في الأمم المتحدة.
وتشهد إفريقيا الوسطى منذ أيام اشتباكات بين السلطات هناك وميليشيات مسيحية ومقاتلين موالين للرئيس المخلوع فرانسوا بوزيزي، وذلك كتبعات لأحداث مارس/آذار الماضي عندما أطاح متمردو “سيليكا”، القادمون من الشمال الذي تقطنه أغلبية مسلمة، بالرئيس فرانسوا بوزيز، وهو مسيحي ظل في منصبه لمدة 10 سنوات، تمتع خلالها بدعم قوي من مسيحيي إفريقيا الوسطى، بعد وصوله إلى الحكم عبر انقلاب عسكري.
وبدورها قررت الولايات المتحدة الأمريكية، قبل أيام، إرسال قوات عسكرية إلى جمهورية أفريقيا الوسطى، وفي بيان صادر عن البنتاغون، أشار المتحدث “كارل ووغ”، أن وزير الدفاع الأمريكي “تشيك هاغل”، اتصل بنظيره الفرنسي، “يفيس لي دريان”، وتناول معه “مسألة حماية المدنيين في جمهورية أفريقيا الوسطى”، مضيفا أن “واشنطن وافقت على الطلب الفرنسي، وقررت العمل بالتنسيق مع الجانب الفرنسي، ونقل جزء من قواتها العسكرية من بورندي إلى أفريقيا الوسطى”.
وعقب عودته من جمهورية جنوب أفريقيا، يزور الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، جمهورية أفريقيا الوسطى، مساء اليوم، وذلك بعد يومين فقط من نهاية أشغال قمة الإليزيه المخصصة للأمن والسلم في أفريقيا، والتي دعا خلالها هولاند الدول الأفريقية إلى إنشاء قوة تدخل سريع تحت إشراف الاتحاد الأفريقي لمواجهة الأزمات الأمنية التي تعرفها العديد من الدول، كما وعد بتقديم مساعدات تقنية ولوجستية، كتكوين حوالي 20 ألف جندي أفريقي سنويا.
وفي حوار لفرانسوا هولاند على قناة فرانس24، يوم السبت 7 ديسمبر/كانون الأول، أكد الرئيس الفرنسي أنه من الصعب ترك الرئيس ميشال جوتوديا، المنتمي إلى متمردي سيليكا على رأس هذه الجمهورية، قائلا: “لا أريد تحميله وحده المسؤولية في الأزمة التي تشهدها جمهورية أفريقيا الوسطى، لكن لا يمكننا ترك رئيس على هرم السلطة، لم يتمكن من القيام بشيء، بل إنه ترك الوضع يتفاقم”.