انتشرت على الإنترنت بشكل فيروسي صورة للرئيس الأمريكي باراك أوباما أثناء التقاطه صورة لنفسه مع رئيسة وزراء الدنمارك هيلي ثورنينج باستخدام هاتفها النقال، ويظهر في الصورة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يحاول الانضمام إلى الإطار. ورغم أن مستخدمي الإنترنت عبر العالم تندروا بردة فعل ميتشيل أوباما التي بدت الغيرة واضحة عليها، إلا أن المشهد يحوي من الانطباعات أكثر كثيرا من أن يتم اختزاله في غيرة زوجة الرئيس الأمريكي.
Obama, Cameron & the Danish prime min goofing around & taking a selfie @ the memorial. Michelle's reaction priceless. pic.twitter.com/WKCg3lC6wh
— Michael Moore (@MMFlint) December 11, 2013
أوباما وكاميرون وثورنينج لم يكتفوا بالتقاط صورة لأنفسهم، لكنهم التقطوها في أسوأ مكان من الممكن أن تُلتقط فيه صورة كتلك، في حفل تأبين نيلسون مانديلا في موطنه في جنوب إفريقيا! فما الذي تقوله تلك الصورة؟
انضمت الكلمة “Selfie” مؤخرا إلى قاموس أوكسفورد للمصطلحات الإنجليزية، الكلمة تعني “الصورة التي يلتقطها الشخص لنفسه باستخدام هاتفه النقال”، نعم، لقد أصبحت هذه كلمة إنجليزية فصيحة.
وانضمام الكلمة يعني فيما يعني أنها تعبر عن مكون حقيقي في الثقافة الغربية، وليس غريبا أن نعرف أن قرابة ٣٠٪ من الصور التي يلتقطها الأشخاص بعمر ١٨-٢٤ تُصنف على أنها Selfie
فتاة تلتقط صورة لنفسها بزي العزاء في عمها المتوفي.
الأمر له مخاطر عديدة على المراهقين والأطفال، فطبقا لصحيفة تيليغراف فإن انتظار التقدير والرغبة في لفت الانتباه أو جذب الأنظار يدمر الثقة بالنفس لدى من هم في تلك المرحلة العمرية، ويقول خبراء أن الأطفال يطورون “معرفة غير سوية بأنفسهم” في تلك المرحلة.
أحد المواقع الأمريكية المهمة نشر مقالا يقول فيه أن تلك الصور من السهل اعتبارها مثالا جيدا على “كيف تحول التكنولوجيا شباب جيل الألفية الجديدة إلى أشخاصا نرجسيين متمحورين حول ذواتهم غير قادرين على الحفاظ على الحميمية في علاقاتهم الشخصية”.
البعض ينظرون للأمر بشكل إيجابي، فربما تكون تلك الصور ملهمة لنا عن كيف أصبحنا إلى ما نحن عليه وكيف تتشكل إنسانيتنا، فهي في النهاية تعظينا القدرة على توثيق كل لحظة من حيواتنا التي نعيشها. فبوعي منا أو بدونه، نحاول جميعنا أن نفهم كيف نتغير بشكل مستمر، شهري، أسبوعي أو حتى يومي، وسهولة الـ selfie تمكننا من ذلك.
الأشخاص يفعلون أي شيء كي يحصلوا على قدر ما من الانتباه والتقدير
لو عدنا إلى صورة أوباما، وزوجته ميتشيل التي جذبت معظم التعليقات، لوجدنا أن غالب التعليقات التي ذكرتها، تحدثت عن غيرة الأنثى وغضب الزوجة، لكنها لم تتحدث أبدا عن أنها كانت الشخص الوحيد الذي يبدو طبيعيا في حفل تأبين شخص يكاد يكون الأهم تأثيرا على الإطلاق من بين قادة العالم الذين -كانوا- لا يزالون على قيد الحياة.
هذا الحساب على موقع تمبلر يعرض الكثير من الصور لأشخاص نشروا صورهم الشخصية Selfies على مواقع التواصل، خاصة تويتر وإنستغرام.
كما أن هذا الإعلان الذي أنتجته خطوط الطيران التركية يقول الكثير عن الفلسفة وراء الصور من ذلك النوع، والتي تُبنى عادة علي المنافسة والرغبة في الحصول على أكبر قدر ممكن من التقدير، بغض النظر عن أي شيء آخر. حتى لو كان أن تصور نفسك سعيدا للغاية في جنازة أحد أعظم قادة العالم.
https://www.youtube.com/watch?v=jhFqSlvbKAM