الأسواق المالية تترقب قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخصوص أسعار الفائدة في حال سيرفعها أم يبقيها على حالها، الكل يتسمر أمام شاشة التلفاز مترقبًا قرار الاحتياطي حول أسعار الفائدة على الدولار الأمريكي أقوى عملة في العالم.
وبعد خروج خبر مؤلف من كلمات قليلة يُنبئ أن الفيدرالي قرر رفع سعر الفائدة على الدولار الأمريكي بواقع ربع نقطة مئوية، تتناقل الخبر معظم الشاشات بكل لغات العالم، لينعكس على أداء الأسواق المالية، فتتحرك أسواق الأسهم والسندات والسلع والعملات حول العالم، وتخرج البنوك المركزية للدول سواء التي تربط عملاتها بالدولار أم الأخرى بتصريحات حول مآل سعر الفائدة على عملاتها المحلية.
كل شيء يتأثر؛ فالفيدرالي قرر! فما هذا البنك الذي إذا قرر اهتزت لقراره الدول والبورصات حول العالم وتأثر المستثمرون فيه، ومن ذلك الشخص الذي يترأس هكذا مؤسسة! من يعينه وما هو تحصيله العلمي ليتقلد المؤسسة التي تقرر مصير الدولار والعملات المرتبطة به.
الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي
هو البنك المركزي للولايات المتحدة الأمريكية مقره في العاصمة واشنطن ويترأسه حاليًا جانيت يلين التي خلفت بن برنانكي، وككل البنوك المركزية فهو المسؤول عن السياسة المالية للولايات المتحدة واستقرار العملة وسعر صرفها وطباعة النقود والتحكم بمعدل الفائدة على القروض، كما أنه المنقذ للبنوك العاملة في الولايات المتحدة عبر إقراضها أثناء الأزمات من خلال سياسة التسهيل الكمي، كما أنه يشرف على البنوك للتأكد من عدم اتباعها سياسة متهورة وأن جميع تعاملاتها المالية تسير في الاتجاه الصحيح.
يتبع البنك المركزي 12 بنكًا فيدراليًا في ولايات مختلفة ومجلس محافظي البنك الذي يضم سبعة أعضاء تبلغ مدة تعيينهم 14 عامًا ويعينهم الرئيس الأمريكي ويقر تعيينهم مجلس الشيوخ ويختار منهم رئيس المجلس ونائبه، ويحدد المجلس السياسة المالية للبنك، وأعضاؤه جزء من 12 عضوًا يشكلون لجنة السوق المفتوحة الاتحادية التي تحدد السيولة النقدية وسياسة الائتمان في الولايات المتحدة.
يعتبر البنك الفيدرالي الأمريكي بما يملك من أدوات وسياسات من أكبر المؤسسات المالية وزنًا على مستوى العالم من حيث القوة والتأثير من خلال سياساته المتبعة.
تأسس في العام 1913، وهو جهة غير حكومية وتعيين رئيس البنك لا يتم مباشرة عن طريق رئيس الولايات المتحدة بل تقدم له بعض أسماء المرشحين من قبل مجلس الاحتياط الفيدرالي ليختار أحدهم.
إلا أن محللون واقتصاديون ينظرون بنظرة تشاؤمية لهذه المؤسسة فالولايات المتحدة لم تعرف التضخم حتى تأسيس بنك الاحتياط الفيدرالي حيث كان معدل التضخم نحو نصف بالمئة قبل تأسيس البنك ولكن بعد إقرار نظام بنك الاحتياط الفيدرالي وصل معدل التضخم إلى 3.5% سنويًا.
آلان جرينسبان
أهم شخصية مالية في العالم عندما كان يرأس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ما قبل بن برنانكي، وفاقت أهميته رئيس البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، حيث تولى رئاسة المجلس الاحتياطي منذ عام 1987 وحتى 2006 وتعد مدة بقائه في المنصب ثاني أطول مدة في تاريخ الولايات المتحدة لهذا المنصب، وهو حائز على شهادتي الماجستير والدكتوراة في الاقتصاد من جامعة نيويورك التي ولد فيها.
بن برنانكي
أحد أشهر رجالات الاقتصاد في الولايات المتحدة الأمريكية أصبح ذائع الصيت من خلال المحاضرات التي ألقاها في مختلف أنحاء العالم وله ثلاثة كتب اقتصادية اثنين عن الاقتصاد الكلي والثالث عن الاقتصاد الجزئي وقام بتحرير “استعراض الاقتصاد الأمريكي”، واشتهر بأرائه التي تمكن الحكومة الأمريكية من تقليص الانكماش من خلال طباعة المزيد من النقود وبالتالي خلق نوع من التضخم.
برنانكي خريج جامعة هارفارد عام 1975 في الاقتصاد ومن ثم نال الماجستير والدكتوراة في العام 1979 من معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا، عمل مدرسًا في جامعة برينستون وأصبح فيها رئيس قسم الاقتصاد من 1996 حتى العام 2002، وفي العام 2006 تم تعيينه من قبل الرئيس جورج دبليو بوش رئيسًا للاحتياطي الفيدرالي.
جانيت يلين
تسلمت رئاسة الاحتياطي الفيدرالي في العام 2014 لتكون بهذا أول امرأة تترأس البنك في تاريخه، وهي الحاصلة على بكالوريوس في الاقتصاد من جامعة براون 1967 ونالت الدكتوراة من جامعة ييل 1971، درست بعد ذلك في جامعة هارفارد وعملت خبيرة في مجلس الاحتياطي الاتحادي، عملت كذلك كمستشارة اقتصادية للرئيس بيل كلينتون بين عامي 1997 و1999 عينت بعد ذلك رئيسة تنفيذية لفرع البنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ومن ثم نائبة لرئيس البنك بن برنانكي حتى رشحها الرئيس باراك أوباما في العام 2013 لخلافة برنانكي، وتعهدت بعد تعيينها بالعمل على بناء نظام مالي قوي ومستقر، والجدير بالذكر أن زوجها جورج أكيرلوف حائز على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2001.