احتضنت العاصمة التونسية، تونس، على مدى ثلاثة أيام الملتقى الطلابي المغاربي بإشراف الاتحاد العام التونسي للطلبة، ومشاركة ممثلين عن الاتحادات الطلابية المغاربية.
وانطلق الملتقى الطلاب المغاربي يوم الخميس 26 مايو 2016 بمقر الاتحاد العام التونسي للطلبة بمدينة باردو التونسية، وتطرق إلى العديد من المواضيع التي تخص الشأن الطلابي المغاربي وأهم المشاكل التي يواجهها التعليم العالي في المنطقة وتقديم أطروحات ورؤى بديلة لحل هذه المشكلات.
ويتكون الاتحاد الطلابي المغاربي من الاتحاد العام التونسي للطلبة (تونس) والاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا (موريتانيا) ومنظمة التجديد الطلابي المغربية (المغرب) والاتحاد الطلابي الحر (الجزائر) والاتحاد العام لطلبة ليبيا (ليبيا).
ومثّل الملتقى، حسب عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للطلبة منصر القاسمي، لـ “نون بوست” فرصة لمناقشة العديد من المواضيع على غرار البنية التحتية الجامعية والبرامج والمناهج التعليمية، خاصة وأن نظام (إمد) يعتبر برنامجًا تعليميًا جامعيًا مشتركًا بين بلدان المغرب العربي، وأضاف القاسمي “تم التطرق لواقع الحريات والعمل النقابي داخل الجامعة وغيره من مواضيع الساعة”.
وعلى هامش هذا الملتقى، عقدت جلسة عمل جمعت ممثلي الاتحادات الطلابية المغاربية مع السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي لطرح جملة مقترحات الطلبة المغاربيين لتدعيم العمل المغاربي المشترك في ملف التعليم العالي.
وأعلن في مارس 2015، خلال المؤتمر السادس للاتحاد العام التونسي للطلبة، تأسيس اتحاد طلابي مغاربي تكون مهمته الأساسية تنسيق الجهود والرقي بالعمل المغاربي المشترك والاشتغال على القضايا المشتركة وخاصة قضايا الشباب الجامعي والسعي إلى عمل طلابي جاد ومسؤول، والتطلع إلى المزيد من الأداء الذي يلبي آمال الجماهير الطلابية المتشوقة إلى بناء منظومة عمل طلابي مغاربي قوي ومثمر.
ومن الأهداف التي سيشتغل عليها الاتحاد “تعزيز الوحدة الطلابية المغاربية، وتوطيد العلاقات بين الطلاب المغاربين وهيئاتهم بما يعود بالنفع على الجامعة المغاربية والبحث العلمي بدول المنطقة، بالإضافة إلى العمل على تطوير المنظومة التعليمية المغاربية، والمساهمة في بناء نخبة مغاربية قادرة على قيادة المشروع النهضوي للدول المغاربية”، حسب مؤسسيه.
ويمثل الملتقى الطلابي المغاربي فرصة مهمة لتكريس العلاقات بين دول الاتحاد المغاربي على الصّعيد الجامعي، حسب ما صرّح به عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للطلبة يحي بن عبد لله لنون بوست، وقال بن عبد لله “الاتحاد الطلابي المغاربي منظمة طلابية مهمة جدًا أعدنا إحياءها من أجل مزيد من دعم وتطوير علاقاتنا مع جيراننا في المغرب والجزائر وليبيا وموريتانيا، ودعم وتطوير وبناء أفق جديد بين الجامعات والطلبة وحل عديد المشاكل التي يواجهها الطالب المغاربي”.
وتابع “تأسيس الاتحاد سيكون نقطة انطلاق العمل على تثبيت رؤى موحدة وتشخيص علمي لواقع التعليم العالي في هذه البلدان التي تشترك في المناهج التعليمية الجامعية”.
وشدّد بن عبد الله على أهمية تفعيل مؤسسات العمل الطلابي المغاربي المشترك وقال “تفعيل مثل هذه المؤسسات والتجارب مهم لما يفتحه من آفاق تعاون دائم بين قيادات الجامعات في الدول المغاربية وتقريب وجهات النظر بينهم وهو ما يؤسس لتعاون دائم بين الدول حتى خارج العلم الطلابي في إطار تجارب أخرى في المجتمع المدني وغيره”.
من جهته شدّد الطالب الموريتاني الشيخ ضياء على أهمية التعاون والعمل الطلابي المشترك في منطقة المغرب العربي وقال لنون بوست “أرى أن العمل الطلابي المغاربي مهم جدًا ومفيد للجميع، لأنه يمنحهم جميعًا فرصًا أكثر لحل مشاكلهم، فعندما يوحدون مطالبهم فإن ذلك سيساهم في الترفيع من فرص تحقيقها”.
وأضاف الشيخ “العمل الطلابي من أكثر الأشياء التي تشجع على اتحاد مغاربي ظل حبرًا على ورق سنوات عديدة ولتبادل وجهات نظر والأفكار الشبابية المستنيرة بين طلاب المنطقة دور في المساهمة في تعمير بلدانهم”.
وسبق أن دعا رئيس منظمة التجديد الطلابي رشيد العدوني المنظمات والاتحادات الطلابية المغاربية إلى الرقي بمستوى الشراكة والتفاهم بين الاتحادات الطلابية المغربية من أجل النهوض بنضالات الطلاب المغاربيين وتطوير الجامعات المغاربية.
ودعا كذلك إلى ربط النضال الطلابي داخل الجامعات بالمشروع النهضوي للأمة، معتبرًا أنه لا نهضة شاملة دون جامعة رائدة وقائدة لمشروع النهضة والتحرر، داعيًا الحركة الطلابية إلى الاستمرار في دعم مشاريع الإصلاح والنهضة، ومشددًا على أنه حان الوقت لكي تستعيد جامعاتنا أدوارها التاريخية في إبداع الحلول وابتكراها لمعالجة المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي نعانيها”.
كان الأمين العام للاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا الحسن ولد بدو قد قال سابقًا “إن هذا الاتحاد سيكون له الدور الكبير في فتح آفاق جديدة أمام العمل الطلابي المغاربي المشترك وتوفير المرونة اللازمة للمساهمة في تخطي المشاكل المعيقة لتطور التعليم الأكاديمي في دولنا وإيجاد السرعة والانسيابية الكفيلة بحل مشاكل طلاب المغرب العربي”.