بدأت تظهر بوادر لأزمة دبلوماسية جديدة بين مصر وإفريقيا بعدما تقدمت الدبلوماسية الكينية “إيفون خاماتي” بمذكرة إلى رئيس البعثات الدبلوماسية الإفريقية بشان ما وصفته بسوء سلوك من رئيس الوفد المصري خلال الجلسة الثانية لاجتماع جمعية البيئة بالأمم المتحدة في دورتها الثانية بكينيا.
حيث طالبت الدبلوماسية الكينية مصر بتقديم اعتذار رسمي عن إهانة الأفارقة، مؤكدة في مذكرتها أن أحد ممثلي مصر أهان دول إفريقيا ووصفوهم بـ”الكلاب والعبيد” بلغة عربية خلال اجتماع الجمعية الثانية للأمم المتحدة للبيئة، وهو ما فهمته مقدمة المذكرة بسبب معرفتها بالعربية.
وذكرت خاماتي أنه أثناء النقاش مع الوفد المصري، قام رئيس الوفد والرئيس الحالي لمؤتمر وزراء البيئة بوصف دول صحراء إفريقيا، وهو مصطلح يطلق على باقي دول إفريقيا غير الواقعة في الشمال باستثناء السودان، بالكلاب والعبيد.
Egypt’s minister, calls African ministers in the UNEA conference “Dogs and slaves”
— James Smart (@jamessmat) May 30, 2016
وقامت خاماتي بعرض طلباتها في المذكرة والتي تمثلت في اعتذار رسمي من أعلى مستوى في مصر عما بدر من ممثلها، وعدم حصول مصر على أي دور قيادي أو تمثيل إفريقيا في أي مفاوضات، بالإضافة إلى الاستقالة من رئاسة مؤتمر وزراء البيئة، كذلك رفع الأمر إلى لجنة الممثلين الدائمين وعرضه على مؤتمر رؤساء الاتحاد الإفريقي في يوليو المقبل.
مذكرة خاماتي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي بوصفها فضيحة دبلوماسية لمصر، في الوقت الذي لم ترد فيه الخارجية سريعًا على هذه الادعاءات.
بينما جاء رد الدكتور خالد فهمي وزير البيئة المصري، اليوم الثلاثاء، أن وزارة الخارجية تجهز ردًا رسميًا على الخطاب الذي أرسلته دولة كينيا وتسلمت مصر منه نسخة، والذي طالب القاهرة بالاعتذار الرسمي عن إهانة الأفارقة، حيث أكد الخطاب أن ممثلي مصر أهانوا دول إفريقيا ووصفوها بالكلاب والعبيد خلال اجتماع الجمعية الثانية للأمم المتحدة للبيئة بدولة كينيا.
ولجأ الوزير المصري إلى التشكيك في تصريحات الدبلوماسية الكينية التي أكدت مرة أن الوزير المصري هو من تلفظ بهذه الألفاظ ومرة أن مستشاريه هم من تلفظوا بها، حيث أكد فهمي أنه لم يحضر الاجتماعات من الأساس، وأن من حضروا هم سفير مصر بدولة كينيا، بالإضافة إلى اثنين من مستشاري الوزارة، وهما الدكتور حسين أباظة والدكتور مصطفى فودة، مشددًا على أنهما لم يتلفظا بأي ألفاظ خارجة.
وقال خالد فهمي إن أقوال كينيا متضاربة حيث قالت “إن من سب إفريقيا هو الوزير مرة ومرة أخرى هم مستشاروه”، متابعًا، “لا يمكن لأي عضو مصري أن يتلفظ بأي من تلك الألفاظ”.
أما بعض المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي فقد شككوا في رواية كينيا برواية ثالثة تقول إن من حضر هو السفير هشام شعير نائب مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون البيئة والتنمية المستدامة، الذي كان ممثلًا للوفد المصري في الجلسات العامة والمغلقة هو ومساعديه ومندوب مصر الدائم لليونيب و2 من العلماء في مجال الاقتصاد الأخضر والتنوع الحيوي عن وزارة البيئة في الشق التقني، وهذا الأمر لم يذكره الوزير المصري.
وفي هذه الرواية فيما يتعلق بالجلسة الختامية التي ذُكرت في التقرير المتداول كان السفير هشام شعير هو المتحدث باسم مصر في جلسة مسجلة على الهواء مباشرة، يمكن الرجوع إليها.
هذا وقد علقت وزارة الخارجية المصرية، اليوم، بقولها إنها ستحقق في المذكرة التي عمّمتها منسقة لجنة الخبراء الإفريقية لدى مؤتمر الجمعية العامة لبرنامج البيئة التابع للأمم المتحدة في العاصمة الكينية نيروبي.